Al Jazirah NewsPaper Monday  26/07/2010 G Issue 13815
الأثنين 14 شعبان 1431   العدد  13815
 

شيء من حتى
دنيا حظوظ
عبد العزيز الوطبان

 

لم أر أسوأ حظًّا من الهلاليين, فهذا الفريق قد يثبت نظرية أخرى تعكس ما تعوده الناس وألفوه بأن الدنيا حظوظ ومقولة (أعطني حظًّا، وارمني في البحر) ومن كان معه الحظ فقد حاز خير هذه الدنيا ؛ إلا أن الهلال خالف كل ذلك فتزعم هذه القارة بعد أن رُمي في اليمِّ مكتوفًا بحظِّ رديء، وحصل على بطولات تحتاج الفرق الأخرى إلى مئة سنة لتحقيقها بذات الحظ، وقد ورد في اللغة أن الحظ هو الجد، والحظ وصف للجيد والسيئ، إلا أنه على إطلاقه يعني الجيد منه كما يعبر الناس، فحظ الهلال مع المدربين -مثلاً- مضرب مثلٍ بالسوء، فرغم البيئة الرائعة المثالية التي تتوفر للمدرب الهلالي إلا أن هناك ظروفا تجبره على إتمام عمله، سواء بطرد كما حصل لكوزمين أو باحتجاج على ما يحيط بالفريق من ظروف قاسية كما حصل لكاندينيو عندما انسحب قبل بطولة الخليج للأندية في البحرين، أو حتى هرب من مواجهة الحظ السيئ كما حصل مع يوردانيسكو، وهاهو جيرتس يضيف حجرًا في عقد حظ الهلال مع المدربين!

و حظ الهلال مع البطولات والمشاركات ليس ببعيد عن حظه مع المدربين فلك الحديث في ذلك دون حرج، فيكفي شاهدًا ومثالًا حظه عندما كان أول من تأهل من الفرق الآسيوية لبطولة العالم، فأفلست الشركة الراعية وألغيت البطولة!

وكما يقول الفرنسيون دائمًا (المصائب لا تأتي فرادى) ومصائب الهلال تكاد تكون مُسلسلة كل مصيبة تنتظر أختها لتفاجئ الهلاليين، وترقق ما قبلها، وكل هذا والهلال حي يرزق ويتربع على عرش الزعامة. والأدلة أكثر من أن تحصى ولكن كشف حساب الجزيرة حري أن نستأنس به ونمر عليه لإثبات البون الشاسع بين الهلال وغيره من المنافسين رغم حظه السيئ وحظ غيره الذي (يفلق الصخر) كتعبير إخوتنا عرب الشمال، وخاصة فئة فرق (لم تربح) والتي مع ذلك تشارك في البطولات الخارجية، وأخصُّ فرقة (...) التي أكل حظها اليابسة والماء، وبالكاد تحقق بطولة كل عشر سنوات، ومن يقول الأرقام أنها تكذب!

من هنا يثبت الهلاليون نظرية أخرى، خلاف السائدة والمعروفة أنه يمكنك تحقيق ما تريد بالعمل المنظم المدروس وقبل ذلك بنوايا حسنة بعيدًا عن التهريج والسخرية بخلق الله والعمل ضد الفرق المنافسة حتى لو كان حظك سيئا؛ فكانت تلك الرؤى والأفكار والمبادئ الهلالية لقاحًا ضد ذلك الحظ الذي يضرب الهلال كل عام بلا هوادة أو رحمة وشفقة.

فالقول المأثور (من جد وجد) يكاد يكون بلا رتوش الحظ وصفاً دقيقًا ينطبق على الهلال منذ تأسيسه على يد شيخ الرياضيين حتى زمننا هذا بقيادة الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد.

أبعد كل هذا، ألا يستحق الهلال أن يكون ظاهرة تستحق الدراسة؟!

بقايا حتى:

أسأل نفسي ويتساءل الكثيرون مثلي ماذا ينقصنا لنصبح كغيرنا؟

مشاكلنا وقضايانا تتكرر كل عام، وأجزم أن المتابع العادي قد يتوقع سيناريو معينا لِما قد يحدث في هذا الموسم!

يجب أن تكون هناك دراسات لحال كثير من اللاعبين، ففي حالات متشابهة وكثيرة تمرد لاعبون على أنديتهم وهم من كان تحت خط الفقر، ولم يقدروا هذه النعمة التي بين أيديهم والتي قد يحسدهم عليها أساتذة في الجامعات أفنوا أعمارهم في الجد والاجتهاد والدراسة ولم يحصلوا ربع ما حصل هؤلاء الذين أجزم أنهم لم يقرؤوا في حياتهم كتابًا واحدًا، فضلًا على أن بعضهم قد لا يجيد القراءة بشكلها الصحيح!

بعد مباراة ودية أو أكثر، حكم بعضهم على لاعبين ومدربين بالفشل وأنهم مقالب شربتها أنديتنا، فليتهم (يترفقوا) فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه.

آخر حتى:

إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه

ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد