Al Jazirah NewsPaper Tuesday  27/07/2010 G Issue 13816
الثلاثاء 15 شعبان 1431   العدد  13816
 
البلد الشقيق
نادر بن سالم الكلباني

 

هكذا تسير الأمور .. ظاهرة يتلبّس كلّ المثالية، ومرصّع بكل ما نعرفه من قيم .. وباطن لا يعلم حقيقته إلاّ علاّم الغيوب..

على المنابر وفي التجمُّعات الشكلية، وفي مراسلاتنا..

.. ونشرات الأخبار التي نبثّها، لا نذكر اسم بلد عربي إلاّ مسبوقاً أو متبوعاً بكلمة الشقيق، لكننا في الخفاء لا نمترس حدودنا، ولا ندعم قواتنا إلاّ خوفاً من هذا الشقيق.

تسأل أيّ إنسان عربي، فتسمع قصيدة تشرح ما يربطنا مع أشقائنا من أواصر الدم واللغة والدين، وتسأله عندما تفرض الظروف عليه أن يكون في بلاد أشقائه، لتسمع منه العجب، وكيف امتهنت كرامته، واستغلّت ظروفه، في ذلك البلد الشقيق الذي أظهر لغير الشقيق الحب والاحترام والتبجيل.

نعود للظاهر، فيتغنّى كل منا بشقيقه، ثم في مجالسنا نكفر هذا الشقيق، ونتهم الآخر بالشرك، ونعيب في أعراض هذا وذاك، ونتلقّى من أشقائنا نصيبنا أيضاً من التكفير والتسفيه والمساس بأعراضنا، لكننا لا نتوقّف ونحن نتحدث عن أشقائنا وروابط الدم والدين واللغة التي تجمعنا.

الواقع الذي نعيشه، يؤكد لنا دائماً أن لا مشكلة تحدث لبلد شقيق إلاّ ومن خلفها بلد شقيق، ويؤكد أيضاً أنّ الإساءة المتعمّدة، والتشنيع غير الرسمي المبطن لا يحدث إلاّ من بلد شقيق، وكل بلد شقيق لا يخاف على أعراض أهله وسلامة أراضيه أكثر من خوفه عليها من حقد هذا الشقيق، وأنّ جلّ مشكلاتنا ومصائبنا إنما تحدث من تحت رأس بلد شقيق لكننا لا زلنا نغني بحسب التعوُّد لا كما يقول الواقع .. بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان..

وأسأل نفسي دائماً، إن كان هذا ما يجمعنا، ولا نراه يتحقّق في غيرنا، وهذه حالنا، ما الذي كان سيحدث لنا لو أننا لا تجمعنا روابط الدين والدم واللغة؟؟، تخيّلوا فقط .. والله المستعان.



naderalkalbani@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد