Al Jazirah NewsPaper Tuesday  27/07/2010 G Issue 13816
الثلاثاء 15 شعبان 1431   العدد  13816
 
دعوة للتسامح
مهدي العبار العنزي

 

التسامح هو قمة الوفاء، وهو من القيم التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف؛ لأن هذا الدين دين تسامح وسلام والتسامح أمر به الباري جل شأنه وتقدست أسماؤه لأن التسامح يعني العفو. قال تعالى:

(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين) (199) سورة الأعراف.

وللتسامح قيمة كبيرة لأنه يمثل المساواة في كل ما يتعلق بالحياة اليومية، ولأن السماحة لا تقر على الإطلاق التمييز العنصري بين البشر في الولائم ودياناتهم وأنسابهم.

قال سيد البشرية عليه الصلاة والسلام بعثت بالحنفية السمحة!!

والتسامح يعني الاحترام المتبادل بين الناس والترفع عن الأخطاء ومعاملة المخطئ بالإحسان؛ لأن هذا كفيل بتحقيق العيش المشترك بين أبناء البشرية جمعاء، ولأن سيد البشر أوصى أمته بالتسامح لأنه يدرك هذا الفضل الكبير ويدرك أن البشر بطبيعتهم يخطئون والمخطئ دائماً يحتاج إلى من يصفح عنه ويسامحه وبما أننا نحن أمة محمد، فالأولى أن نتسامح ونبادر إلى الصفح ونقتدي بالرسول الكريم الذي ضرب أروع الأمثلة في التسامح والإحسان والذي أكد أن أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة أن يصل الإنسان من قطعه ويعطي من حرمه ويعفو عمن ظلمه.

لقد أقترب شهر التسامح والغفران شهر التوبة والإيمان شهر الانتصارات ودحر العدوان شهر رمضان.

فعلينا أن نغتنم هذه الفرصة ونتسامح ونسيان كل السلبيات والأخطاء والأخذ بكل الإيجابيات نعم الخطأ وارد في المجالس وعند اشارات المرور وبين الرجل وأهله وبين الأبناء ووالدهم وبين الإخوة والأخوات وفي مقار العمل! ولكن لغة التسامح ومبدأ العفو والصفح يحوّل كل هذه الأخطاء وهذه المشاكل إلى محبة ووئام وتعاون وتواصل، وإن ثقافة التسامح عندما تنتشر فإن المجتمع بأسره سينعم بالخير فلا عداوات مع التسامح ولا بغضاء مع الصفح وسنجد المجتمع يسير في طريق الحق الذي يوصله إلى الغايات والأهداف النبيلة لأن التسامح يعني ببساطة ضبط النفس وربط الإرادة والتركيز على أعمال الخير والبعد عن أعمال الشر؟

ولندرك جميعاً أن التسامح مقترن بالصبر وأن التسامح يحقق للناس الترابط الاجتماعي والتعاون على البر والتقوى والتعاضد والأخطاء، وبالتالي، رفض كل أشكال العدوان والتناحر والتباعد إننا حقاً بحاجة إلى التسامح رجالاً ونساء إنها دعوة للتسامح.

***



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد