Al Jazirah NewsPaper Tuesday  27/07/2010 G Issue 13816
الثلاثاء 15 شعبان 1431   العدد  13816
 
المنشود
العمال.. وبرنامج شامس..!!
رقية سليمان الهويريني

 

برغم مطالباتي العديدة بتأخير صلاة العشاء أكثر من ساعة ووقف الأعمال بعد أدائها مباشرة، ومناداتي الدائمة بعودة الموظفين والعمال إلى منازلهم عند الساعة العاشرة مساء؛ رغبة في التقارب الأسري، وحفاظاً على الدفء العائلي، وضرورة عودة الطيور لأعشاشها بعد يوم حافل من العمل؛ إلا أنني أكاد أعيد النظر في هذه المطالبات وتلك المناداة لاسيما في فصل الصيف حين أشاهد عمال البناء على وجه التحديد يتابعون أعمالهم الإنشائية في فترة الزوال وبعدها وبالذات في شهري يوليو وأغسطس فأشعر بالشفقة عليهم وأصاب بالألم والحيرة!.. وأتمنى لو هُيئت الأسباب الملائمة لمتابعة أعمالهم أثناء الليل وحتى شروق الشمس أو بعدها بقليل رحمة بهم من لهيب الشمس الحارقة، وشفقة عليهم من سعير حرارتها ومخاطرها المحدقة!..

والواقع أنني لا أكاد أحمِّل وزارة العمل مسؤولية إصدار قرار بمنع أصحاب العمل إلزام العمال من مزاولة أعمالهم أثناء هذا الوقت، حيث سبق وأن ناشدت الوزارة حول هذا الأمر فردَّت أنها أصدرت قراراً يقضي (بعدم جواز تشغيل العامل في الأعمال المكشوفة تحت أشعة الشمس خلال شهري يوليو وأغسطس من كل عام).. ولا أعلم من المسؤول عن متابعة تنفيذ هذا القرار؟ وآفة القرارات ضعف متابعتها!.

والحق أن مزاولة أولئك العمال مهام أعمالهم خلال النهار تحت أشعة الشمس المباشرة وأثناء ساعات الظهيرة يستوجب إصدار قرار (الرحمة بالعمال والمحافظة على حياة وصحة الإنسان)؛ بل قرار (الحزم ضد أصحاب العمل) الذين يتحملون وزر وذنب أولئك العمال ممن يؤدون أعمالهم في أماكن مكشوفة بدلاً من اتخاذ التدابير الوقائية لحمايتهم، وعدم تعرضهم لمخاطر وأضرار قد تودي بحياتهم؛ بل إن مسؤوليتهم تتعدى ذلك، إلى توعية تلك العمالة الجاهلة بحقوقها إزاء مخاطر التعرض لضربات الشمس، وطرق الوقاية منها.

وحيث إنني لازلت بصدد البحث عن مسؤول عن المتابعة، فلعلي أحيل القضية إلى المديرية العامة للدفاع المدني وبالذات (إدارة التوعية والسلامة الحرارية) إن وجدت على غرار (السلامة البحرية) التابعة لحرس الحدود وفقهم الله وسدد خطاهم، وحفظ جنودنا البواسل في جميع الميادين.

ولأن بلادنا موطن الإنسانية بقيادة خادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانية وتاجها؛ فإنه لا يليق إطلاقاً أن يتعرض أي وافد لضررٍ ومخاطر ضربات الشمس بسبب إهمال أصحاب العمل أو تهاونهم أو جشعهم، بل يلزم إجبارهم على التقيد بنظام العمل والمعايير والاتفاقيات الدولية المنظمة لذلك، وضرورة الالتزام بتعليمات السلامة، وتنظيم أوقات العمل تحت أشعة الشمس المباشرة خلال ساعات الظهيرة، في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة في أغلب مناطق المملكة. وآمل عدم الاكتفاء بذر الرماد من خلال مناشدة حقوق الإنسان لأصحاب العمل، والتوسل لهم ومحاولة أيقاظ ضمائرهم التي غابت عنها الإنسانية ونهشها الطمع، بينما لازالت الصحف تطالعنا يومياً بأخبار وفاة عامل هنا وآخر هناك، مما يضعنا بمأزق أمام إنسانيتنا ويجعل بلادنا في حرج أمام بلاد العالم المتحضر.

وفي الوقت الذي يتضجر الناس فيه من شدة الحرارة وهم في مساكنهم أو في مكاتبهم ينعمون ببرودة أجهزة التكييف؛ لابد من إيجاد أنظمة صارمة توقف بداية البناء في فصل الصيف بتاتاً وعلى الأخص الإنشاءات الخارجية بحيث تتوقف البلديات عن منح فسح البناء أثنائه، وفرض غرامات على المقاولين وأصحاب العمل، ومنح المواطنين فرصة التبليغ عن أي مخالفة، بل وتخصيص مكافآت لهم تقتص من تلك الغرامات. ولا مانع من وضع (برنامج شامس) لمتابعة مخالفة قرار منع العمل تحت لهيب الشمس، على غرار برنامج (ساهر)!.

وكل شمس وعمالنا بخير،،،،

www.rogaia.net




rogaia143@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد