Al Jazirah NewsPaper Tuesday  27/07/2010 G Issue 13816
الثلاثاء 15 شعبان 1431   العدد  13816
 
الحركة الأدبية بالمدينة المنورة في العصر الحديث
الصحافة في المدينة المنورة.. النشأة والتطور وأثرها في الحركة الأدبية (1-2)
محمد عبدالرزاق القشعمي

 

عرفت المدينة المنورة الصحافة في وقت مبكر ومتزامن بمدن الحجاز الأخرى وبالذات مكة المكرمة وجدة، فقد صدرت (صحيفة الرقيب) كأول صحيفة تصدر بالمدينة المنورة عام 1327هـ 1909م، إذ صدر عددها الأول في شهر يناير من عام 1909م، وقد أصدرها إبراهيم خطاب وأبو بكر داغستاني، وتعتبر أول صحيفة تظهر بالمدينة المنورة(1)، وقد سبقها صدور جريدة (الحجاز) بمكة المكرمة بعام واحد 1908م، أما الجرائد الأخرى فتزامنت معها (شمس الحقيقة) الصادرة بمكة المكرمة عام 1327هـ - 1909م.

وفي جدة صدر في العام نفسه 1327هـ - 1909م، جريدة (الإصلاح الحجازي)، وجريدة (صفا الحجاز) وكانت بعض أعداد تلك الجرائد تصل للمدينة رغم تعثرها. ولم يكن لها تأثير قوي في الحركة الأدبية في المدينة(2).

ويُرجع عثمان حافظ سبب عدم تأثيرها على أدباء المدينة المنورة إلى محدودية انتشار الصحافة والتزامها الرسمي السياسي الضيق، بينما نجد مجالس الأدب بالمدينة عامرة بالأدباء والبحوث الأدبية. وكانت الأبارية منزل الشيخ عبدالجليل برادة - رحمه الله - مجمعاً للأدباء والشعراء يجتمعون يومياً ويتقارضون الشعر والأدب، ويدرسون مختلف الكتب الأدبية(3).

وقد كانت المكتبات والمدارس منتشرة بالمدينة إضافة لساحات الحرم النبوي الشريف فقد أنشئت مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت منذ عام 1270هـ، وتبعها مكتبات أخرى مثل مكتبة السلطان عبدالحميد الأول، ومكتبة بشير آغا، ويذكر إبراهيم رفعت باشا في كتابة (مرآة الحرمين) أن بالمدينة سبع عشرة مكتبة إضافة إلى سبع عشرة مدرسة واثني عشر كتَاباً للصبيان. وهذا يشير إلى طبيعة الوضع الثقافي بالمدينة المنورة.

ويستطرد الأستاذ محمد الدبيسي في كتابة (الصحافة في المدينة المنورة): (.. إلا أن حركة التعليم والثقافة في هذا العهد - العهد الهاشمي - والعهد الذي سبق - العثماني - قد تجلت علاماتها المائزة في الاهتمام الذاتي من قبل أهل المدينة بالتعليم، واتخاذ المسجد النبوي الشريف منارة تنوير، يستقطب العلماء وطلبة العلم بفضل مكانته الروحية في وجدان المسلمين وجاهزية الأهالي للتفاعل مع هذه الحركة التنويرية وإثرائها، بفعل تنوع الأجناس..) إلى أن قال: (.. من أبرز عوامل تلك الحركة التنويرية المنفتحة على عدة ثقافات وحضارات، تندمج في إطار مجتمع واحد متجانس إلى حد ما.. أسهم في الارتقاء بالتعليم والنبوغ في مجالاته المتعددة، وأثر على الطبقات الشعبية والنسيج الاجتماعي)(4).

ويذكر محمد الشامخ في معرض حديثه عن (الرقيب): (إن المعلومات التي توجد عن جريدة (الرقيب) قليلة جداً، فقد أهمل الكتابة المحليون الذين كتبوا عن الصحافة ذكرها، ولم يشر إليها سوى فيليب دي طرازي الذي أورد اسمها في قائمة صحف المدينة..)(5).

وكما ذكرنا فقد أصدر صحيفة الرقيب بالمدينة إبراهيم خطاب وأبو بكر داغستاني والذين قال عنهم عثمان حافظ : (وإبراهيم خطاب وأبو بكر داغستاني من أسر المدينة المنورة المعروفة بالأدب والعلم والفضل، وأعرف شخصياً الشيخ أبو بكر داغستاني وهو من علماء وأدباء وشعراء المدينة وكان عضواً في المجلس الإداري بالمدينة في العهد السعودي، وتولى قضاء ينبع في العهد السعودي أيضاً، كما أن أسرة آل خطاب معروفة في المدينة..)(6).

وفي نفس العام الذي صدرت فيه الرقيب بالمدينة أصدر محمد مأمون الأرزبخاني صحيفة (المدينة المنورة) الأولى وكانت تصدر باللغتين العربية والتركية بعيد صدور الدستور العثماني عام 1908م الذي أجاز للولايات التابعة للإمبراطورية ودولة الخلافة العثمانية إصدار صحف خاصة(7).

وقال الشامخ إن المؤرخين للصحافة في هذه الفترة - فيليب طرازي والبتنوني - قد ذكر أهمية هاتين الصحيفتين ولكن ليس في هذه المعلومات ما يشير الى قيمتها الصحفية والأدبية(8).

كما أن الجريدة الرسمية (الحجاز) قد انتقلت من مكة المكرمة الى المدينة المنورة عام 1334هـ - 1916م بسبب عدم الاستقرار للحكم العثماني، والتي توقفت عن الصدور بعد سنة بسبب أزمة الورق، وقد توقفت الصحافة في المدينة نحو عقدين بسبب الأحداث السياسية أثناء الحرب العالمية الأولى.

أما الدبيسي فيرى أن صحيفة الحجاز التي صدرت بالمدينة في 9-12-1334هـ ليس لها علاقة بصحيفة (الحجاز) التي نشأت بمكة المنورة بالرغم من شيوع ذلك عند بعض الباحثين(8). وبذلك يقول محمد حسين زيدان في : ذكريات العهود الثلاثة(9).

وبقية المدينة المنورة من عام 1335هـ إلى عام 1355هـ بلا صحافة. (.. وكأن هذه الفترة التي تشكل فراغاً زمنياً في مسيرة الحركة الصحفية بالمدينة المنورة، كانت فرصة لاختبار نتائج تلك التجارب وتأملها من قبل المعنيين بالأدب والثقافة بالمدينة آنذاك، وما يشكله انضمامها تحت لواء الحكم السعودي من الاستقرار السياسي والاجتماعي..)(10).

أما عبدالرحمن الشبيلي فيقول : (كان رائد النشر الأول قبل مئة عام، أواخر العهد التركي هو عبدالحق النقشبندي الذي جلب في عام 1327هـ - 1909م، مطبعة يدوية لطبع البطاقات والمظاريف، فتحت الباب في ذلك العام لصدور أول صحيفتين في المدينة المنورة، جريدة (الرقيب) وجريدة (المدينة المنورة)، ثم بعد سبع سنوات، ظهرت الصحيفة الثالثة (الحجاز) التي نقلها الأتراك من مكة المكرمة بعد انحسارهم منها، إلى المدينة المنورة عام 1334هـ - 1916م بعد تحسن نسبي في الظروف الطباعية والتحريرية، لكنها توقفت بعد عام بسبب انقطاع الورق، إبان الحرب العالمية الأولى..)(11).

الصحافة في المدينة في العهد السعودي:

استأنفت الحركة الصحافية بالمدينة نشاطها بعد توقف يقارب العشرين عاماً على يد عبدالقدوس الأنصاري الذي بدأ بنشر مقالاته في صحف مصر والشام، مما عمق علاقته بالصحافة وطموحه إلى إصدار مجلة ثقافية، وهو مازال طالباً بمدرسة العلوم الشرعية بالمدينة.

أ - مجلة المنهل: وفي عام 1349هـ، كتب الأنصاري عريضة إلى وكيل أمير منطقة المدينة المنورة عبدالعزيز البراهيم - قال فيها: إنني أريد أن أعد وأصدر مجلة أدبية شهرية في المدينة المنورة أسمها (مجلة المنهل) وأرجو من معاليكم أن ترفعوا هذه العريضة إلى سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز نائب جلالة الملك في مكة المكرمة، فلعله يوافق على إصدار هذه المجلة، وتأخرت الموافقة لأكثر من خمس سنوات، وعند زيارة فؤاد حمزة - وكيل وزارة الخارجية - للمدينة عام 1355هـ. عرض عبدالقدوس الموضوع عليه فوعده خيراً، وفعلاً وبعد أسبوعين وصلت الموافقة شريطة ألا تتعدى أمور الأدب.

وبدأ الأستاذ الأنصاري الإعداد والتحضير لإصدار المجلة بالكتابة لعدد كبير من أدباء المملكة والعرب، الذين تجاوبوا معه مرحبين ومشجعين، وطالبين تسجيل اشتراكهم بالمجلة.

وصدر العدد الأول في شهر ذي الحجة 1355هـ، رغم سوء الورق وتواضع الطباعة فقد ذكر أنه لا يشرف المجلة، فقد كانت مطبعة المدينة المنورة حديثة عهد بإمكانيات بدائية، مما اضطره إلى نقل طباعتها إلى مكة المكرمة من العدد الرابع، ثم نقلها لتطبع بجدة فأصبحت طباعتها أنيقة وورقها صقيل.

وقد استقبلت المنهل بشكل يليق بها وظفرت بصداقات ومناصرين ليسوا بقلة من العلماء والأدباء. ونتيجة لذلك فقد وافق جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على إعفاء صاحب المجلة من رسم التأمين النظامي، وهو دفع مبلغ خمسين جنيهاً ذهباً لدى خزينة المالية، ثم وافق على إعفائه من رسوم البريد في الداخل والخارج، ثم أمده بالمساعدة المالية التي قوت من عزيمته وزادت من نشاطه.

ثم بدأت المؤازرة من الأمراء والمسؤولين.

بدأت المجلة تطبع الكتب المهمة وتوزعها مجاناً على المشتركين بها، ففي عام 1370هـ، أصدرت الكتاب الأول (النقوش والآثار في صخور الحجاز) لعثمان رفقي رستم، ثم كتاب (المرصاد) للأستاذ إبراهيم الفلالي، وعن ظاهرة الهروب في شعر طاهر الزمخشري للأستاذ عبدالرحمن الطيب الأنصاري، و(تحقيق أمكنة في الحجاز وتهامة) لرئيس التحرير وغيرها(13).

لم تستقر المنهل على مطبعة معينة فقد تنقلت بين المطابع، فمن المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، وأخيراً استقر بها المقام بجدة، حيث تنقلت بين عدة مطابع، وكان رئيسها ينشد الكمال ويبحث عن الأفضل، ويرفع شعار (إلى الأمام على الدوام)، فقد طبع الأعداد الثلاث الأول في مطبعة (طيبة الفيحاء) في المدينة، ثم انتقلت إلى مطبعة (أم القرى) بمكة من العدد الرابع الصادر في شهر ربيع الأول عام 1356ه إلى العدد الصادر في شهر ربيع الثاني عام 1358ه، لتنتقل بعد ذلك لجدة حيث مطابع مؤسسة الطباعة والصحافة والنشر، التي أسسها الأستاذ أحمد عبيد فهي المطابع الأولى التي غيرت وجه تاريخ الطباعة في بلادنا.. والتي قال عنها الأستاذ الأنصاري : (.. لقد نقلت صف الحروف من يد العامل المسكين المرهق بهذا العمل المضني إلى آلة الصف والطباعة الحديثة المعروفة ب(اللينو تيب)... ورأينا في هذا الإخراج تطوراً حميداً فقد دخلت الألوان التي كانت مستعصية علينا في أعداده السابقة.. وبالجملة فقد دخل المنهل في عهد جديد..). تنقلت بعد ذلك لتطبع في مطابع الأصفهاني ثم مطابع شركة المدينة للطباعة بجدة، ثم مطابع الروضة بجدة، ثم مطابع سحر بجدة، لتعود بعد ذلك لشركة المدينة للطباعة والنشر بجدة، وهذا التنقل المستمر بين المطابع يدل على رغبة أكيدة من صاحبها على البحث عن الجديد والأفضل رغم أنه مزعج له ومكلف، فلو كان لها مطابعها الخاصة، ولو كان لأستاذنا الأنصاري إمكانيات لتأسيس مطبعة لأراح نفسه وحقق ما يصبو إليه(14).

لقد اهتمت المجلة بالثقافة والأدب واهتمت قبل ذلك بالقارئ ورأيه فاستفتته باعتباره شريكاً ومسؤولاً عن المجلة ومستقبلها، فوجه الأنصاري الكثير من الخطابات إلى من لهم إلمام واسع فيما يستفتون فيه، ولعل المنهل في مبادرتها هذه تعد أول مجلة وصحيفة سعودية تأخذ برأي القارئ.. فقد بدأت في العدد الخامس لشهر ربيع الثاني 1356هـ - مايو 1937م، الاستفتاء الأول موجهاً إلى مدير المعارف السيد طاهر الدباغ حول مدير المعارف السيد طاهر الدباغ حول (الغاية المنشودة من تأسيس مدرسة تحضير البعثات ؟ وهل تعتبر مدرسة ثانوية يفد إليها الطلاب من نواحي البلاد لتؤهلهم لدخول الجامعات ؟ ثم ما هي شروط الانتظام بها ؟).

وفي العدد السابع لجمادى الأولى 1356هـ، كان الاستفتاء الثاني موجهاً لمدير إدارة وزارة المالية الأستاذ محمد سرور الصبان والمسؤول عن عدة شركات وطنية. وكان سؤاله عن (مزايا الشركات الوطنية) ومن أهمها قدرتها على استثمار رؤوس أموال كبيرة يعجز عن تأمينها برأس مال قليل، كما أنها أقدر على احتمال الخسارات.. وهكذا نرى المنهل يبكر إلى التوجيه الاقتصادي، «ويرى أن ذلك من أهم مظاهر رسالته الثقافية والأدبية(15).

والاستفتاء الرابع نجده في العدد الممتاز للسنة الأولى المزدوج لشهري ذي القعدة وذي الحجة 1356هـ، ديسمبر 1937م. وكان موضوع الاستفتاء هو: (هل يخفق الأديب في الحياة ؟ ولماذا ؟) وقد وجه إلى عدد من الأدباء أجاب منهم عبدالحميد عنبر ومحمد عمر توفيق وأحمد رضا حوحو، وفي العدد الذي يليه كان موضوع الاستفتاء هو : (الكتب والصحف التي ينصح للناشئة بمطالعتها) وقد أجاب كل من : محمد علي مغربي ومحمد سعيد عبدالمقصود وسيف الدين عاشور ومحمد حسين زيدان المدرس بدار الأيتام، وحسين عرب وحسين خزندار وفؤاد شاكر وحمد الجاسر قاضي ضباء حينئذ.

ويستمر الأستاذ الأنصاري في نهجه واستنهاضه همم الأدباء والمتعلمين فنجده يطرح موضوع (ما هو أثر الأدب الحديث في هذه البلاد ؟) وعند بدء الحرب العالمية الثانية نجده يطرح موضوع الساعة مادة دسمة للاستفتاء، وهو (هل الحرب تطوي الحضارات أو تنشرها؟). وفي العدد التالي والحرب مستعرة نجده يطرح موضوع (كيف نرسم برنامجاً عملياً قابلاً للتطبيق في رفع مستوانا الاقتصادي ؟). ثم توقفت المنهل بعد عدد رجب وشعبان 1360هـ بسبب الحرب ونفاذ الورق من السوق. وعند استئنافها مع عدد المحرم 1365هـ، ديسمبر 1945م بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عاد إلى الاستفتاء مرة ثانية، وكان يتعلق بالأدب الحديث.. (هل يصلح للتصدير أم لا؟ وإذا كان لا يصلح فكيف نجعله يصلح ؟) وقد أجاب عن هذا السؤال كل من : أحمد عبدالجبار

وحسين سرحان ومحمد عمر توفيق وعبدالله الغاطي وأمين مدني وعبدالله عبدالجبار وعبدالله فدا ومحمد عمر عرب وحسين عرب وأحمد السباعي، ونختار من هذه الآراء رأي حسين سرحان الذي قال : (.. ارسموا للأدب منهجه.. ووفروا وسائله وشجعوه.. وصدروه بعد ذلك فإن جاءكم ملام فبادروني بالكلام..).

وقال أحمد السباعي (.. إننا نصدر أدبنا إذا وجدنا الطابع والناشر والمد والتشجيع والتكريم ونقف عن الأدب العالي إلى أن تبنى قباب المجامع عالية.. في أجواء الفضاء..) وتستمر الاستفتاءات ففي عدد ربيع الثاني 1366هـ يطرح سؤال لمحمد حسن فقي: (أدبنا وهل له هدف؟) وفي عدد جمادى الثاني 1366هـ يطرح استفتاء آخر هو: (ما هي أهم الوسائل لرفع مستوى الأدب والأدباء عندنا ؟) موجه لمحمد حسن كتبي.

ونجده يوسع الدائرة لتشمل القراء ففي عدد ربيع الثاني 1370هـ/ يناير وفبراير 1951م يستفتي قراء المنهل فيما يروق لهم وما لا يروق لهم من موضوعات.. وقد أجاب السيد علي الحصين من بريدة عن ذلك. وأشار في جوابه إلى عدم استحسانه فتح باب (صوت النشء)، لأن القراء لا يريدون أن يقرأوا إلا أدباً سميناً، وقد رد عليه في العدد التالي كل من عباس غزاوي وطاهر فاسي بكلمة تحت عنوان (حول صوت النشء).

وفي عدد المحرم 1378هـ كان استفتاء المنهل: (هل هي حرب أم سلام ؟).

وفي عدد شعبان 1378هـ مارس 1959م كان الاستفتاء عن (مشروعاتنا في السنوات الخمس)، وكأنه ينبه إلى أهمية الأخذ بفكرة الخطط الخمسية للدولة والتي أقرت بعد ذلك بسنوات. وتبع ذلك مواضيع أخرى في أعداد متتابعة مثل: (تخطيط وسائل النهضة الصحفية في بلادنا) و(إرسال الصواريخ إلى القمر) و(لو أصبحت مليونيراً).

ثم بدأت المجلة من عدد شهر محرم 1370هـ/ نوفمبر 1950م باستحداث باب جديد بعنوان (الندوة الشهرية) يتمثل في الأحاديث مع الشخصيات البارزة من المجتمع وطرح ومناقشة مواضيع تهم المجتمع مثل: (تحسين الصحة العامة لدينا وقائياً وعلاجياً)، مع مدير الصحة العامة. يليه ندوة مع وزير المالية عبدالله السليمان (حول مشروع تعبيد طريق المدينة ومشروعات أخرى)، ثم حديث مع مدير المدرسة الصولتية بمكة محمد سليم، وكيف مات التعليم قبل 80 عاماً.

يليه حديث مع مدير الإذاعة إبراهيم فودة، أعقبه لقاء مع اللواء علي جميل مدير الأمن العام حول (مزايا السكة الحديدية بين الرياض والدمام وشؤون أخرى تتعلق بتقدم العمران)، وكان ذلك بمناسبة تسيير القطار لأول مرة بين الرياض والدمام، ثم حديث مع مدير الزراعة السيد أحمد عبيد، وبمناسبة انعقاد اجتماعات اللجنة الثقافية لجامعة الدول العربية بجدة عام 1374هـ فقد أجرى رئيس التحرير حديثاً مطولاً مع الدكتور طه حسين رئيس المؤتمر الثقافي حول (شؤون الثقافة والاجتماع والأدب هنا)، وهكذا يستمر نشر الأحاديث تحت عنوان (الندوة) فقد أجرى حديثاً مع وكيل وزارة المعارف الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حول (شؤون التعليم.. والمدينة الجامعية. وانشاء مدارس لتعليم الكبار) وفي عدد شعبان 1375هـ نشر حديثاً مع الأستاذ سعود الدغيثر وكيل وزارة المالية في المنطقة الشرقية، وحديثاً مع الأستاذ عبدالكريم الجهيمان رئيس تحرير جريدة أخبار الظهران عن (مستقبل الأدب والعمران في المنطقة الشرقية) وغيرهم. كما اهتمت المنهل بأمور أخرى لها أهمية في تطور المجتمع وتقدمه، فقد اهتمت بالآثار تحقيقاً واكتشافاً واستخراجاً للتاريخ، فنشرت كثيراً من البحوث الأثرية، وكان للكتاب الفضي الذي صدر بمناسبة مرور 25 عاماً على صدور المنهل وسجل به الكثير من المعلومات عن سيرة المجلة ومسيرتها الأثر البالغ والصدى الواسع في الأوساط الثقافية. واشتهرت المنهل بندوتها الشهرية التي تعقد بدار المنهل بالسوق الصغير بمكة المكرمة من بداية عام 1367هـ فبراير 1948م - حيث كان يعمل رئيس تحريرها رئيساً لتحرير جريدة أم القرى - ونشر ما يدور فيها في أعداد المجلة تحت عنوان (الندوات المنهلية) ويشترك فيها الكثير من الأدباء والعلماء والمسئولين، من هذه الندوات (التعليم العام ؟ أم التعليم العالي ؟) و(الأدب الحديث هل أثر ؟ أو ما أثر؟ وماذا أثر إن كان له أثر ؟ ولماذا لم يؤثر إن لم يكن له تأثير ؟) و(الصناعة ؟ أم الزراعة) و(أهمية وجود إذاعة لا سلكية للدعوة إلى الخير وتوجيه الشعب إلى العمل الصالح.. إلخ). و(الأخلاق والتعليم) و(رسالة الكاتب أم الشاعر ؟) و(هل النجاح بالثبات على المبدأ ؟ أم المسايرة) و(أيهما أجدى لنهضتنا الرأي العام ؟ أم الخاص ؟) و(ابتعاث الثانويين للخارج). وقد اهتمت المجلة ببحوث النقد في كل شيء، فقد تناولت نقد الأدب.. نقد المجتمع.. نقد الحياة.. نقد كل شيء، فقد كانت مليئة بألوان النقد ولكن بأسلوبها الخاص.. والنقد فيها - كما يقول صاحبها - أحياناً أخف من دبيب النمل، وقد تستعمل (أدب التقية) فيما تريده من نقد.. وهي لا تجابه المنقود بالنقد المثير، وذلك لضمان حسن توجيهه وحسن تنبيهه.

***

هوامش:

(1) انظر الصحافة في المدينة المنورة، محمد بن إبراهيم الدبيسي، ط1 1429هـ/ 2008م ص44.

(2) ذكر ذلك عبد القدوس الأنصاري في: (أدبنا الحديث كيف نشأ وكيف تطور) انظر: الصحافة في المدينة، مرجع سابق، ص32.

(3) عثمان حافظ، تطور الصحافة بالحجاز، انظر الصحافة في المدينة، مرجع سابق، ص35.

(4) الصحافة في المدينة، مرجع سابق، ص 43.

(5) نشأة الصحافة في المملكة، محمد عبد الرحمن الشامخ ط1 1402هـ/ 1982م ص65.

(6) تطور الصحافة مرجع سابق ص55.

(7) انظر الصحافة في المدينة، مرجع سابق، ص49.

(8) انظر نشأة الصحافة، مرجع سابق، ص66.

(9) انظر الصحافة في المدينة، مرجع سابق، ص61.

(10) الصحافة في المدينة، مرجع سابق، ص54.

(11) ذكريات العهود الثلاثة، محمد حسين زيدان، ط1، 1408هـ/ 1988م، ص105.

(12) جريدة الشرق الأوسط، عدد 11313، الأربعاء 18/11/2009م، ص؟.

(13) انظر عبد القدوس الأنصاري صحفياً، محمد القشعمي، ملتقى العقيق الأول، ص5.

(14) انظر عبد القدوس الأنصاري صحفياً، محمد القشعمي، ملتقى العقيق الأول، ص6.

(15) الكتاب الفضي المنهل في 25 عاماً، مرجع سابق، ص109.

ملتقى العقيق الرابع: 1431هـ- 2010م


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد