Al Jazirah NewsPaper Tuesday  27/07/2010 G Issue 13816
الثلاثاء 15 شعبان 1431   العدد  13816
 
لقاء الثلاثاء
القاعدة في مهب الريح!
عبد الكريم الجاسر

 

الدول المتقدمة تبدأ البناء من الفئات السنية.. بحيث تولي البراعم والشباب والناشئين جل اهتمامها من حيث البرامج والخطط والخبراء الفنيين الذين يتولون الإشراف على تدريب هذه الفئات ذلك أن البناء يبدأ دائماً من الأساس والقاعدة هي أساس كل شيء وكرة القدم أساسها الصغار والبراعم.. هذا الأمر غير موجود لدينا، حيث لا تجد الفرق السنية الاهتمام المطلوب لا من حيث البرامج ولا المسابقات ولا الإعداد، ولذلك ظلت الكرة السعودية تراوح في مكانها سنوات طويلة دون أن تتقدم بالشكل المرضي والمطلوب.. فعلى مستوى الأندية لا نجد من يهتم بالصغار إلا حالات فردية من بعض الأندية ربما لا تتجاوز الموسم أو الموسمين.. ولذلك غابت المواهب وقلت الإنجازات وابتعد منتخبنا بالتالي عن تحقيق أي إنجاز يستحق الذكر خلال السنوات الماضية..

ففي الأندية هناك أكاديمية النادي الأهلي وهي إلى الآن لا زالت بعيدة عن تحقيق ما يتواكب والجهود المبذولة لها.. في حين تبقى أندية مثل الهلال والاتحاد بعيدة جداً من التخطيط العلمي والاستثمار في المواهب رغم إمكانياتها الكبيرة.. بينما نجد النصر مثلاً يقدم عملاً يستحق الإشادة باهتمامه بالقاعدة وتوفير الملاعب والإمكانات المطلوبة والبرامج الإعدادية لمستقبله لكن ذلك يحتاج لسنوات حتى يثمر في الوقت الذي يعمل فيه الشباب باجتهاد لكنه لم يتجاوز ذلك لمرحلة متقدمة من العمل المنظم.

وتظل الخبرات التدريبية ضعيفة جداً في معظم الأندية ممن يعملون في القطاعات السنية وعلى صعيد المنتخب فإن الحال من بعضه حيث تابعنا مؤخراً المنتخب الأولمبي في الطائف ولم يكن بأفضل حالاً من الأندية.. حيث لا يوجد عناصر مبشرة أو أسلوب لعب أو أداء فني يمكن أن يمنحنا التفاؤل بتحسن الأحوال مستقبلاً.. وطالما ظلت النظرة نفسها في الأندية والمنتخبات حول الفئات السنية فلن يتحسن الوضع على المستوى المنظور.. فالعمل المنظم يتطلب برامج وخططاً وكفاءات تدريبية على أعلى مستوى يمكن لها أن تضيف للصغار وتؤسسهم على أحدث تقنيات كرة القدم الحديثة متى أردت أن تتطور وتنافس العالم خصوصاً وأن المواهب موجودة لو تحسن نظام العمل في الأندية والمنتخبات لتجد المواهب طريقها نحو البروز في أنديتها أولاً ثم المنتخبات.

وطالما هذا هو الوضع فلن نتحرك قيد أنملة من مكاننا حتى نلجأ للأسلوب العلمي في العمل والتخطيط والإدارة.

دورينا السادس عربياً!!

قد يتساءل البعض لماذا احتل الدوري السعودي المركز السادس عربياً في تصنيف اتحاد الإحصاء والتاريخ الأخير.. حيث كثرة الاعتراضات والتساؤلات حول ذلك في الوقت الذي لم نتقدم فيه على صعيد التنظيم والتطوير بما يشفع لنا بالاعتراض.. فمعايير القياس لاشك أنها تركز على البرامج والتنفيذ والإدارة أكثر من المستوى الفني.. فضلاً عن الحضور الجماهيري والفعالية في المدرجات وهذه أبرزها لدينا أكثر الإدارة المحترفة التي تقدم دورياً محترفاً بكل معنى الكلمة.

ففي المسميات نحن متقدمون جداً لكننا على أرض الواقع نعمل بنفس الطريقة التي كنا نعمل بها منذ سنوات لجان في لجان وأفراد يجتهدون دون وجود للإدارات والهياكل الإدارية والعمل المنظم وفق آليات واضحة وإجراءات صحيحة.. ولذلك فلم استغرب المركز الذي حصل عليه الدوري السعودي والذي ربما يتراجع أكثر أمام تقدم الآخرين.. وانتقالهم لمراحل متقدمة من التنظيم والإدارة التي باتت هي الأساس في أي عمل ناجح.. وربما ساهم غياب المعلومة من اتحاد الإحصاء في تراجع الدوري السعودي بما أننا لا نولي الإحصاء أي أهمية ونحن عاجزون حتى الآن عن إيجاد موقع واحد رسمي يقدم الإحصائيات والنتائج للمتابع الرياضي فضلا عن الأبحاث والاستقصاءات الرسمية.

إذاً بيدنا نحن وضع دورينا في المقدمة أو إعادته للوسط طالما ما زلنا بعيدون جداً عن البداية الفعلية لعمل احترافي منظم..!

لمسات

غداً تفتتح دورة الصداقة الدولية في أبها.. وهي فرصة جيدة للفريقين السعوديين المشاركين بها الهلال والشباب في استكمال إعدادهما للموسم وقلة مبارياتهما الودية في معسكريهما الخارجيين.

البرازيلي تياجو نيفيز يبدو أنه سيخذل كل من توقعوا نجوميته الموسم القادم وفقاً لما قدمه في المعسكر الخارجي لفريقه الهلال وآخرها لقاء فالنسيا!

غياب ياسر وويلهامسون عن الهلال يعني غياب أكثر من 60% من قوة الفريق وخصوصاً ويلي الذي لا يوجد من يقوم بدوره في اللعب على الأطراف وهو أحد أسباب نجاح طريقة اللعب الهلالية المعتمدة على الوسط!.

في القادسية قطع الفريق أكثر من 300 كيلو متر براً لحضور حفلة عشاء خلال معسكره الخارجي في ألمانيا!!

يوماً بعد آخر يتأكد أن رأي جيرتس في عيسى المحياني كان دقيقاً.. حيث لا زال المحياني غير قادر على تقديم نفسه كمهاجم حقيقي في فريق مثل الهلال.

فوز النصر في معسكره بإيطاليا على فريق باري إشارة جيدة على أن الفريق النصراوي بدأ يتطور من مباراة لأخرى رغم أن النتائج ليست مقياساً.. لكن أن تهزم فريقاً إيطالياً في إيطاليا لاشك أن ذلك لم يأتِ من فراغ.

فوز الفرق السعودية في معسكراتها الخارجية بالعشرة وآخرها الاتفاق يعني أن المعسكرات افتقدت للإعداد والتنظيم وأنها جاءت على طريقة الرحلات السياحية للتدريب فقط!.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد