لم أكن أتوقع أن يحظى مقال «ارفع رأسك أنت سعودي» بكل هذه المتابعة من الإخوة القراء، والتي ترجمت بالاتصالات الهاتفية وبالرسائل الإلكترونية وبالإيميلات، مما يؤكد أن كثيراً من المواطنين يتعرضون للإساءة والإيذاء والابتزاز، لأنهم «سعوديون» ولأنهم طيبون أكثر من غيرهم، ولأنهم «يدفعون» لإبعاد الأذى عنهم، ولأنهم -وهذا الأهم- لا يحظون بأي دعم أو سند من سفاراتهم والقنصليات السعودية! فالمواطن السعودي الذي يتعرض للإيذاء والإساءة وبالذات في البلدان العربية الشقيقة، يلجأ إلى سفارة بلده، والدبلوماسي المرسل لخدمة وطنه ومواطنيه لا يتحرك! وإذا تحرك ذلك الدبلوماسي فإن أكثر ما يمكن أن يقدمه هو أن يكتب مذكرة لخارجية ذلك البلد لا تسمن ولا تغني من جوع، فيما يتلقى المواطن السعودي الإهانات وتفرض عليه الإتاوات!

قصص غريبة وعجيبة حملتها إيميلات ورسائل القراء تتحدث عن معاناة السعوديين وبالذات الدول العربية الشقيقة التي نحبها أكثر من غيرها، تقول رسالة: «إن السعوديين مستهدفون أكثر من غيرهم، لا نقول إن السعوديين ملائكة لا يخطئون، خاصة أولئك الذين يتوجهون إلى دول محددة فإنهم عرضة لشبهة ارتكاب الحماقات، ولهذا فإن السفارات السعودية تجد حرجاً في الدفاع عن الذين يتعرضون للإساءة والإيذاء لمجرد الظن بأنهم قدموا إلى ذلك البلد لمجرد قضاء أيام متعة، لذلك هم متهمون حتى وإن لم يرتكبوا جرماً، بل أكثر من ذلك حينما تتورط جهة ما في ذلك البلد الذي يزوره (السعودي) بإهانته والإساءة إليه، تلفق له تهمة تتساوى مع الجرم الذي ارتكب ضده».

هكذا السعودي في البلدان التي يزورها والتي تنثر إعلانات السياحة والترغيب لزيارتها والاستمتاع بأجوائها، تعامله معاملة من يسعى إلى سحب ما في جيوبه ومسح كرامته.. ببساطة «سعودي مأكول مذموم»! ومع هذا نجد أننا نقبل على تلك البلدان وكأننا نؤكد بأننا لا مانع لدينا من أن نضحي بكرامتنا مقابل متعة وقتية، عممها الآخرون واعتبروا كل من يزورهم من السعوديين طلاب متعة، أما الآخرون فيستحقون الاحترام..!!