Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/07/2010 G Issue 13817
الاربعاء 16 شعبان 1431   العدد  13817
 
نهارات أخرى
عزل المرأة عن الحياة بدعوى حمايتها؟
فاطمة العتيبي

 

أتمنى أن تنشط المساعي من قبل الوزراء في ترشيح نائبات لهم ليكن جسراً واصلاً يهب الحياة لدور المرأة وشراكتها المتساوية لإخوانها الرجال في حقوق وواجبات العمل بدلاً من تكريس فكرة الأقسام النسائية التي يتعمد بعض الرجال عزلها وإبعادها عن العمل تحت مبررات الخصوصية، إلا أن الحقيقة هي أن كثيرين يريدون أن تكون النساء في مجلس (الحريم) بينما هم تكون لهم الصدارة وما يتبعها. ومحاربة النساء الناجحات هو محاولة مكشوفة لإجهاض مشروع تفوق المرأة ومحاولة استعداء ضد مشروعات قرارات منتظرة لتوزير النساء في المجتمع السعودي وإشراكهن في إدارة الشأن العام، تارة بدعوى الدين مثل الخطاب الذي وقّعته مجموعة من النساء أطلقن على أنفسهن اسم الصحويات أو تحت دعوى نصرة استقلالية المرأة والمطالبة بأن يكون لها ما يخصها!

لا أدري ما الذي تختلف فيه النساء عن الرجال في مناحي الحياة الاقتصادية والتربوية والثقافية عدا الإنجاب وملحقاته من صحة الإنجاب فهل يتطلب ذلك استقلالية.

إنني أتمنى أن ننشط إعلامياً في دعم مشروع الملك عبد الله الذي تبنى منذ أن كان ولياً للعهد حفظه الله إصلاح وضع المرأة وإشراكها في التنمية. هناك وزارات تحتاج بصورة عاجلة إلى نائبة وزير أو وكيلة وزارة وهي وزارة التعليم العالي ووزارة الشئون الاجتماعية، فسير العمل يتطلب بصورة ملحة وسريعة إشراك المرأة في صناعة القرار. أما عزل المرأة في وزارة تخصها أو في أقسام متربسة هو نهج مضاد لحراك الإصلاح السعودي المتواتر. هل قرأتم يوماً لوحة على أي مبنى وزاري تحمل عبارة (القسم الرجالي )؟ بالتأكيد لا! فالأصل والمركز لا يحتاجان إلى تعريف؟ لكن على كثير من المباني المتواضعة ذات الأبواب الخلفية يكتب القسم النسائي!

بل هل يكتب على مبنى وزارة التربية تعليم البنين، لماذا يكتب تعليم البنات على مقر النساء إذن؟

أرى أن الأصح أن يكتب على مباني الوزارة وزارة التربية والتعليم وتميز بالأرقام ك (مبنى 1) و(مبنى 2)، فالعمل الذي يتم فيه هو عمل يشمل البنين والبنات، بل إن نائبة الوزير لتعليم البنات تباشر مسؤوليات الوزارة كلها بتكليف من نائب الوزير كما أن هناك مديرات إدارات يرأسن الرجال ومن على بعد ويدرن عملهن بكل اقتدار عبر التقنية تمشياً مع الحكومة الإلكترونية!

الذين يطالبون بخصوصية المرأة هم أشد أعداء نجاح المرأة والذين يحيدونها في أقسام نسائية تتلقى الأوامر ومن لم تقل سم وأبشر سوف تصبح مغضوباً عليها.



f.f.alotaibi@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد