Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/07/2010 G Issue 13818
الخميس 17 شعبان 1431   العدد  13818
 
فقدناك يا أبا سلطان
عمر بن محمد بن خالد العصيمي

 

فقدتْ محافظة شقراء صباح يوم الأربعاء 25-7-1431هـ أحد أبنائها الأخيار والفاعلين في مجالات عديدة، ألا وهو الأستاذ عيد بن عياد العصيمي، رحمه الله رحمةً واسعةً وأسكنه فسيح جناته. ولن أتحدث عنه بصفته نائباً لمدير مستشفى شقراء العام، ولا بصفته عضو المجلس البلدي وعضو مجلس الأهالي، فغيره كثير من الناس تقلَّدوا مناصب ولم تزد في أرصدتهم شيئاً من محبة الناس، ولكنني سأتحدث عن سيرته العطرة واستقامته على الخير منذ عرفته طالباً ثم موظفاً في مستشفى شقراء العام، إلى أن أصبح نائباً لمديرها. فقد عُرف عنه رحمه الله بره بوالديه، وحُسن خُلقه مع أقاربه وجميع من تعامل معه من جميع الجنسيات، وتفاعله الواضح مع المناسبات الاجتماعية المختلفة، ووقوفه ومواساته للناس في أتراحهم. ومما شدَّ انتباهي حرصه على المشاركة في الصلاة على الأموات وتشييعهم ودفنهم مبتغياً بذلك وجه الله، ومن المواقف التي لن أنساها عندما كانت إحدى الجنائز لأحد أقاربه، فكان تأثره شديداً مما يدل على رقة قلبه وحبه لأقاربه.

إن أبا سلطان رجل دين وتقوى وصلاح يشهد له الجميع بذلك وخاصةً سكان الحي الذي يسكنه، ولم تشغله الدنيا عن أمور آخرته فقد عمل مشروعاً خيرياً يبتغي به وجه الله تعالى، رغم أن الكثير ممن هم في مثل سنه ترك مثل هذا العمل حتى سن الكهولة أو وصيةً بعد الممات.

لقد حظي رحمه الله بمحبة الناس في حياته، والدعاء له بعد مماته، فكان مشهد الجموع الغفيرة التي أدَّت الصلاة عليه وتزاحم المشيعين لجنازته مؤثراً ودليلاً على حسن خاتمته بمشيئة الله.

وكان لخبر وفاته المفاجئ وقع شديد على أهله وأقاربه وأصدقائه وجميع من يعرفه، حتى أن الكثير من المعزين لم يستطيعوا تعزية أهله في اليوم الأول، ومنهم كاتب هذه السطور.

نعلم أن الموت نهاية كل حي، ولكن فراق أبو سلطان أثَّر فينا جميعاً، خاصةً أن عهدنا به قريب، فقد كان معنا ليلة الأربعاء في زواج أحد أقاربه وحضوره مشرقاً كعادته، وفي صبيحة ذلك اليوم استيقظ مبكراً لحضور زواج قريب آخر وأحضر ما يُعرف بعونة الزواج ثم اعتذر عن الإفطار معهم، وذهب إلى عمله بالمستشفى على أنه سيحضر حفل الزواج ليلاً، وبعد مباشرته لعمله بمكتبه وإنجازه لبعض الأعمال فاجأته نوبة قلبية فسقط القلم من يده وتمايل على كرسيه، فحاول زملاؤه نقله إلى قسم طوارئ المستشفى، إلا أنه فارق الحياة وسط ذهول الجميع من منسوبي المستشفى والمراجعين، فلا راد لقضاء الله، وسنته في خلقه.

إن من بشائر الخير له بمشيئة الله أنه مؤذن مسجد حيّه، وآخر فريضة في حياته هي صلاة الفجر التي أمَّ المصلين بها نيابةً عن إمامهم.

لقد تلقى أبناؤه وأشقاؤه وأقاربه التعازي والمواساة في مصابهم، وعلى رأس المعزين صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض سلمان بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز وكان لتعزيتهم أطيب الأثر، وتلقوا التعازي من عدد كبير من المسؤولين والمواطنين. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وجعل أبناءه سلطان وإخوانه على عقبه في الخير، في كنف أعمامهم الكرام، متآلفين ومتعاونين كما عهدهم الجميع، و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).

إمارة منطقة الرياض - محافظة شقراء




 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد