Al Jazirah NewsPaper Friday  30/07/2010 G Issue 13819
الجمعة 18 شعبان 1431   العدد  13819
 
المصالحة باتت قاب قوسين..سياسيون مصريون يؤكدون:
جولة خادم الحرمين سوف تعجل بإنهاء الخلافات العربية

 

القاهرة - مكتب الجزيرة - ياسين عبد العليم - نهى سلطان - دينا عاشور :

أكدت مصادر سياسية مصرية أن جولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي بدأت بمصر مرورا بسوريا ولبنان وتختتم فى الأردن سوف تساهم بشكل فوري وعاجل في إعادة ترتيب البيت العربي نظرا لمنزلة ومكانة المليك في العواصم العربية مؤكدين أن الجولة جاءت في وقت بالغ الحساسية، تمر فيه منطقة الشرق الاوسط بمنعطف تاريخي خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإحياء جهود السلام بعد وجود شبه إجماع دولي على حل الدولتين وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يدعو إلى ضرورة استغلال الفرصة وتوحيد الجهود العربية للضغط على إسرائيل واستعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة، وتوقع الخبراء أن تسفر الجولة عن تصفية الأجواء العربية، وإنهاء الخلافات خاصة بين مصر وسوريا، مشيرين إلى أن الملك عبدالله بذل جهوداً كبيرة خلال الشهور الماضية لتحقيق المصالحة بين القاهرة ودمشق، وأنه يسعى لاستكمال جهوده السابقة، وأكدوا أن التواصل بين القيادات العربية يصب في المصلحة العربية والموقف العربي، حيث أكد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المصري أن الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين فى المصالحة العربية لها بالتأكيد أعمق الأثر في المحافظة على وحدة العرب لاسيما في ظل القضايا والأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية خاصة القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي والوضع في العراق ولبنان والسودان إضافة إلى رؤيته تجاه بقاء منطقة الشرق الأوسط خالية من التسلح النووي وأكد الشريف عمق العلاقات والوشائج الأخوية بين المملكة ومصر مؤكداً أن هناك توافقاً كاملاً بين المملكة ومصر فيما يتعلق بكل القضايا التي تهم العالمين العربي والإسلامي وكذلك تأييد مصري لكل ما يصدر عن المملكة بقيادة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من مبادرات سواء للمصالحة العربية أو الحوار بين أتباع الأديان والحضارات أو جهود لحل أزمات ومشكلات المنطقة والجهود المصري والجهود السعودية تتلاقى وتتكامل على كل الأصعدة برؤية واضحة وهو ما ينعكس بشدة في المواقف الموحدة إزاء الأوضاع في العراق والسودان ووحدته وأزمة دارفور والملف النووي بالمنطقة والدعوة لإخلائها من أسلحة الدمار الشامل والقضية الفلسطينية من خلال السعي المشترك لإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي يمثل خطورة شديدة على مستقبل القضية الفلسطينية وتحقيق المصالحة ووحدة الصف بما يقود الشعب الفلسطيني إلى الخروج من النفق المظلم والتوصل إلى خطوات جادة لإقامة سلام عادل وشامل ولفت إلى الأهمية البالغة للزيارة الكريمة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لمصر وقال إن لهذه العلاقات التي تجمعنا وتضمنا مع أشقائنا بالمملكة أبعاد كبيرة ومثمرة ونتذكر هنا مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حينما قال إن إصلاح هذه الأمة وصلاحها في لقاءٍ وترابطٍ بين مصر والسعودية وأضاف أن لقاءات الزعيمين تتسم بالإيجابية والعمل المستمر، والتنسيق والتشاور لما فيه الخير للأمتين العربية والإسلامية، وإن الزعيمين يعملان على حل قضايا المنطقة لتنعم بالأمن والاستقرار. وأكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر تؤكد حقيقة مهمة وهي أن المملكة ومصر تمثلان القلب النابض للعروبة والإسلام وأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخاه الرئيس حسني مبارك مستمران في جهودهما الكريمة الرامية إلى تعزيز التضامن العربي والإسلامي والتأكيد المستمر على عمق الروابط بين شعوب الأمة وترسيخ مفهوم الوحدة والتعاون المشترك، وأعرب جمعة عن أمله في عودة العلاقات العربية العربية قوية وراسخة لمواجهة التحديات التي تحيق بالعالمين العربي والإسلامى.

فيما أكد أحمد ماهر وزير الخارجية المصري السابق أن العلاقات المصرية السعودية ركن من أركان العمل العربي المشترك، وهي علاقة متميزة في كافة المجالات، فضلا عن أن العلاقات بين الرئيس مبارك والملك عبدالله علاقات شخصية قوية، مضيفا أن العمل العربي المشترك يحتاج إلى تضافر جهود مصر والسعودية معا لمواجهة القضايا الصعبة والتحديات التي تواجه المنطقة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقال: اللقاء الذي جمع بين الملك عبدالله والرئيس مبارك سيكون نواة أساسية لمصالحات عربية هامة تحتاجها المنطقة العربية في الوقت الراهن. وأشار إلى مبادرات السلام التي يتبناها الملك عبدالله، وقال: مبادرة السلام التي يتبناها الملك عبدالله للدول العربية تهدف إلى تحقيق السلام العادل، لافتا إلى أن الاتصالات العربية في المرحلة القادمة ستركز على تفعيل هذه المبادرة من خلال المصالحة الفلسطينية، وضرورة تجاوز بعض الحساسيات التي يجب ألا تقف حجر عقبة في سبيل تدعيم الموقف العربي، والتفاهم بين الدول العربية، وتوثيق الاتصالات بالدول الأخرى التي تتخذ موقفا مؤيدا للمصالحة الفلسطينية، وتدين الموقف الإسرائيلي، مثل بريطانيا والتي عبر عن ذلك رئيس وزرائها الذي انتقد الموقف الإسرائيلي، فضلا عن المواقف التي عبر عنها الرئيس أوباما، ونتمنى أن يعود للتأكيد عليها بخطوات عملية، مشيرا إلى أن التعاون المصري - السعودي يساعد على تفعيل المصالحة الفلسطينية، وله التأثير الكبير عليها من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة المرحلة القادمة.

وقال د. شوقي السيد عضو مجلس الشورى المصري: زيارة الملك عبدالله لمصر زيارة هامة، حيث تربط البلدين علاقات حميمة تكشف عن عمق التشاور والتفاهم في كافة القضايا الإقليمية، الدولية والمحلية ، لافتا إلى ما يحظى به الملك عبدالله من احترام وحب الحكومات والشعوب العربية، وهذا ما يدفعهم إلى التطلع لنتائج مثمرة تسفر عنها زيارات الملك عبدالله للدول العربية المختلفة في بحث القضايا العربية بالمنطقة والتوصل إلى حلول لها وأضاف: زيارات الملك عبدالله إلى الدول العربية زيارات هامة ومحورية الهدف منها استقرار المنطقة، وذلك في ظل التعاون المصري - السعودي، وهذا التعاون يعود إلى روابط تاريخية وسياسية عميقة تربط الدولتين، مشيرا إلى أهمية هذا التعاون على المصلحة العربية بأكملها ويتوقع» د.السيد « نتائج مبشرة بعد المفاوضات المصرية - السعودية، والمفاوضات السعودية مع دول عربية أخرى خلال زياراته القادمة التي تنتظرها الحكومات والشعوب العربية للوصول إلى نتائج وحلول فيما يخص القضايا العربية بالمنطقة.

وأشاد « د. السيد « بدور الملك عبد الله في عملية السلام بالمنطقة. وقال محمد دكروري المستشار القانوني لمجلس الشورى المصري: الملك عبدالله حريص في كل جولاته العربية على زيارة مصر والتشاور والتفاهم مع الرئيس مبارك في أوضاع المنطقة العربية والمشاكل التي تواجهها، مشيدا بدور الملك عبدالله الفاعل والمؤثر في تعزيز عملية السلام، فضلا عن مكانته الرفيعة لدى الحكومات العربية، وحكمته التي يتمتع بها، ونفوذه ودعمه المستمر للقضايا العربية، وأهمها القضية الفلسطينية وأكد على أهمية جولات الملك عبدالله بالدول العربية المختلفة في تبادل وجهات النظر للتوصل إلى حلول موفقة بشأن القضايا العربية، كما وصف هذه الزيارات بأنها خطوة للأمام لدعم القضية الفلسطينية، وكذلك القضية اللبنانية وما تواجهه من تهديدات إسرائيلية، خاصة أن المملكة السعودية لها مواقف مشهودة في حل مشاكل الشام.

ويؤكد د.سعيد عكاشة الباحث السياسي على أهمية زيارات الملك عبدالله للدول العربية لبحث الأحداث الموجودة على الساحة العربية، وعلى قمة هذه الأحداث القضية الفلسطينية والمفاوضات المباشرة وقال إن المفاوضات المصرية - السعودية سوف تسفر عن التوصل لحلول واتخاذ قرارات لإمكانية الدخول في مفاوضات مباشرة في القضية الفلسطينية، حيث إن عدم الوصول لتسوية فلسطينية يهدد بالأمن الإقليمي، في ظل التحركات ضد المنطقة العربية، وحصار غزة، مما يؤكد على ضرورة الدخول في المفاوضات المباشرة وذكر أن المملكة السعودية دولة مهمة في تعزيز الاستقرار الإقليمي، ولا يمكن أن تكتمل العقلانية السياسية في العالم العربي دون وجود السعودية لمواجهة تهديدات دولية تهدف الى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأشار إلى سعي الملك عبدالله المستمر إلى تخفيف حدة الصراعات العربية، وإزالة الخلافات بين الدول العربية، لافتا إلى الدور الذي يلعبه الملك في رأب صدع العلاقات المصرية - السورية، ومحاولته إصلاح ذات البين بين الدولتين، مؤكدا أن العلاقات المصرية السعودية الحميمة تحمي المنطقة من الأخطارالتي تهددها، كما أكد د. أحمد رفعت أستاذ القانون الدولي أن مصر والسعودية أهم طرفين في حل القضية الفلسطينية، مشددا على أهمية الوصول إلى موقف موحد لمواجهة الإدارة الأمريكية والإسرائيلية بشأن القضية الفلسطينية وعن زيارة الملك عبدالله الى سوريا قال: الملك تربطه علاقات جيدة مع سوريا، وأهمية هذه الزيارة في الاتفاق على موقف عربي موحد في مواجهة التحديات التي تعوق الوصول إلى اتفاق بشأن القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الملك عبدالله يحرص على جمع الدول العربية جميعها على موقف واحد لمواجهة ما يعتري القضية الفلسطينية من تحديات ولتحقيق مبادرة السلام التي يتبناها في المنطقة.

وقال سمير غطاس الباحث السياسي الفلسطيني إن أهمية زيارات الملك عبدالله لعدة دول عربية تأتي في التوقيت الذي يسبق أحداث هامة سوف تستهدف المنطقة في وقت قريب وأضاف: الملك عبدالله يسعى بشكل دؤوب الى ترميم الوضع العربي الداخلي واستعادة التوافق العربي والمصالحة العربية كشرط أساسي لتوحيد الجهود العربية في مواجهة المتغيرات الدولية، كما يسعى إلى إجراء مصالحة بين مصر وسوريا لاستعاده فعالية المثلث السعودي - المصري - السوري لأهميته في المنطقة، فضلا عن محاولته استعادة سوريا إلى الحضن العربي وإبعادها عن المحور الإقليمي وخاصة الإيراني الذي يتدخل بشكل سلبي في الوضع العربي الداخلي.

وذكر أن زيارة الملك عبدالله تحاول أن تمهد للقمة العربية الاستثنائية التي ستعقد في هذا الخريف لتواجه استحقاقات هامة وعليها أن تتخذ قرارات بالغة الخطورة بشأن النظام العربي الداخلي لجامعة الدول العربية، وتنظيم العلاقات بين الدول العربية وأيضا فيما يتعلق بملف التسوية في الشرق الاوسط وأشار إلى أن الملك يحاول أن يصحح العلاقات اللبنانية السورية لنزع فتيل الحرب الأهلية التي لا تخدم إلا العدو الإسرائيلي.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد