Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/07/2010 G Issue 13820
السبت 19 شعبان 1431   العدد  13820
 
عبدالله بن خميس علمٌ قلَّ أن يجود الزمان بمثله

 

الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس قامة من قامات هذا الوطن. رجل موسوعي في زمن يندر فيه وجود أمثال أولئك الرجال. جده عبدالرحمن بن حمد بن خميس. إمام ومعلم مسجد الطريف بالدرعية، ذلك المسجد الذي يتوسط مساكن آل سعود في الدور الأول من أدوار حكم هذه الدولة السنية، تقلد العديد من المناصب الحكومية فكان موفقاً ومبرزاً.

سطع نجمه في هذه البلاد من خلال نشاطه العلمي والثقافي المتعدد الجوانب.. حتى أن الإنسان ليحار من أين يبدأ عند الكتابة عن هذه الشخصية الفريدة.. أيكتب عن عبدالله بن خميس الأديب المتمكن؟. أم عن عبدالله بن خميس المؤرخ؟ أم عن ابن خميس البلداني؟ أم عن عبدالله بن خميس الشاعر والناقد؟ أم عن ابن خميس الراوية؟ أم يكتب عنه كعلم من أعلام الصحافة ومؤسسيها في هذه البلاد؟ إنه شخصية متعددة المشارب غزيرة الإنتاج والعطاء، أينما توجه أبدع وفاق الآخرين.

لقد قرأت للشيخ ابن خميس العديد من الكتب المرجعية القيمة منها:

معجم اليمامة: ذلك السفر النادر عن إقليم اليمامة القديم الممتد ما بين الربع الخالي جنوباً حتى نفود الثويرات شمالاً. جباله وسهوله، بلدان وقراه، أوديته وشعابه وما طرأ عليها من تقلبات وتبدل في الأسماء على مر الزمان.

الأدب الشعبي: وهو أفضل دراسة في هذا المجال لهذا الأدب في وسط الجزيرة.

راشد الخلاوي: عن سيرة ذلك العلم النجدي الذي لا يباري في الشعر وعلم الفلك.

تاريخ اليمامة: الذي تتبع فيه تاريخ هذا الإقليم من أقدم الأزمان.

من القائل: وهو خلاصة ذلك البرنامج الإذاعي الذي كان يلقبه عبر إذاعة المملكة ويرد فيه على أسئلة المستمعين حول الشعر القديم والحديث. الشعبي منه والفصيح، وأسماء قائليه والمناسبة التي قيل فيها، بصوته الجهوري الرخيم الذي يشد السامعين. إلى غير ذلك من الكتب القيمة والبحوث والمقالات الصحفية المتنوعة، والشيخ عبدالله بن خميس هو مؤسس جريدة الجزيرة، هذه الصحيفة التي بلغت في وقتنا الحاضر شأوا بعيد وانتشاراً ملفتاً على كل المستويات.

إنني لن أنسى ذلك اللقاء الذي تم معه أطال الله في عمره قبل عقدين من الزمن في روضة حطابه بالمجمعة حيث كان في ضيافة آل جندل. فقد كان لقاء أدبياً وندوة ثقافية استمرت إلى ما قبل غروب الشمس، أتحفنا فيها بشوارد الشعر ونوادر الأدب وكنوز الحكمة، بأسلوب جميل وأداء لا يمل. أما لقائي الثاني به فقد كان في مزرعته العامرة قبل عامين في حفل خطابي ثقافي هناك.

لقد حاز الشيخ عبدالله العديد من الأوسمة الدولية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية، والحقيقة أنه يستحق أكثر من جائزة تقديرية من الدولة على عطائه الغزير المتنوع، فهو ليس أديب أو شاعر فحسب، وقد رأينا من أعطي الجائزة على جانب واحد فقط من هذه الجوانب، كالشعر مثلاً.. بينما هو أديب وشاعر ومؤرخ وبلداني وإعلامي وكاتب، وهو مبرز في كل مجال من هذه المجالات، يستحق جائزة تقديرية على كل واحد منها من دولتنا حفظها الله.

أقول ذلك بعد اطلاعي في هذه الصحيفة على ذلك الخبر الطيب عن تكريم منتدى الدكتور الأديب عمر با محسون للشيخ عبدالله بن خميس, والذي أقيم في مركز الملك فهد الثقافي تحت رعاية وزارة الثقافة والإعلام. في حفل بهيج شرفه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وجمع غفير من المسؤولين والكتاب والمثقفين. والله ولي التوفيق،،

حمود بن عبدالعزيز المزيني – المجمعة


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد