العمود الفقري هو الساند الرئيسي لجسم الإنسان وقد ساعد الطب الحديث في التعامل مع الإعاقات الناتجة عن إصاباته بطرق ناجحة ، وإن وجود الأطباء المتخصصين وتطوير الطرق الجراحية جعل هناك تفاؤلاً كبيراً بالشفاء في الكثير من إصابات العمود الفقري بإذن الله. وفي هذا الموضوع سنلقي الضوء على آخر التقنيات الحديثة لعلاج هذه الإصابات خلال لقائنا مع نخبة من الكفاءات الطبية بمجموعة د. سليمان الحبيب وهم الدكتور أشرف علي حموه استشاري جراحة العظام والعمود الفقري و الحاصل الزمالة الألمانية والسويسرية و الدكتور دومينيك سماحة استشاري جراحة العمود الفقري و الحاصل على الزمالة الفرنسية والدكتور عبدالمنعم الصديقي استشاري العمود الفقري و الحاصل على الزمالة والدكتور عمرو الحبيب استشاري العمود الفقري و الحاصل على الزمالة الكندية والدكتور ماجد قلادة استشاري جراحة المخ و الأعصاب والعمود الفقري و الحاصل على البورد و الزمالة الأمريكية والدكتور واصف السباعي استشاري العمود الفقري و الحاصل على الزمالة الأمريكية و البريطانية.
آلام الرقبة والظهر يتم تشخيصها بأشعة الرنين المغناطيسي وتعطي نتائج دقيقة جداً
تطور سريع في تقنيات العلاج
بدايةً .. صحيح ما يقال عن انتشار أمراض العمود الفقري في مجتماعتنا ..؟
تعد أمراض العمود الفقري من أكثر أمراض الحضارة انتشاراً ، وهناك تطور سريع في التقنية الطبية يفتح إمكانات جديدة لعلاج هذه الأمراض الصعبة. ويعتبر الأطباء الانتشار المتزايد في أمراض الجهاز الحركي بصورة عامة ، وأمراض العمود الفقري خصوصاً، دليلاً جديداً على انتشار نوع جديد من الأمراض الناتجة عن تغيير طبيعة الحياة يسمى (أمراض الحضارة).
وتعول غالبية الأطباء الارتفاع المضطرد في حالات الإصابة بأمراض العمود الفقري إلى نقص الحركة ، وسوء التغذية، إضافة إلى السمنة المفرطة.
كفاءات طبية وتقنيات حديثة
في السابق كان يسافر المرضى إلى الخارج لإجراء عمليات العمود الفقري ، أما الآن ومع توفر الإمكانات المتمثلة في الكفاءات الطبية والأجهزة المتقدمة التي تعد الأحدث عالمياً أصبح بالإمكان إجراء مثل هذه العمليات بنجاح كبير. وهذا يؤكد علو كعب الخدمات الطبية في المملكة.
أهمية التشخيص المبكر لمرض الجنف
معظم حالات الإصابة بمرض الجنف (إنحناءات العمود الفقري) أطفال، فما يجب على الوالدين فعله ... ؟
إن الجزء المهم في علاج الجنف (إنحناءات العمود الفقري) هو اكتشافه مبكراً لأن ذلك يساعد على علاجه بدرجة نجاح أكبر. والاكتشاف المبكر يستدعي فحص جميع الأطفال فحصاً دورياً اما في المدرسة او طبيب الاطفال او حتى عن طريق الوالدين. والفحص الروتيني لاكتشاف الجنف يكون عن طريق الوقوف او الجلوس خلف الطفل عن بعد متر أو مترين وبعد البدء يقوم الطفل بالإنحاء للأمام قليلاً ويقوم الطبيب بمراقبة الجزء الأعلى من ظهر الطفل للبحث عن ظهور البروز في ناحية دون ناحية أخرى من أعلى الظهر وهو الدليل على وجود الجنف في مرحلته المبكرة.
التدخل الجراحي في الحالات المتأخرة
وفي حال وجود المرض ماذا يتم من إجراءات..؟
عند وجود الجنف فإنه يتم عرض الطفل على استشاري العمود الفقري الذي يقوم بعمل الاشعات السينية اللازمة وقياس درجة التقوس ونسبة الزيادة فيه. وبصفة عامة فإنه لا يوجد حتى اليوم دواء يعالج الجنف او يمنع ظهوره ، ولكن أغلب الحالات التي يتم اكتشافها مبكراً في الأطفال تكون درجتها بسيطة وتحتاج فقط لمتابعة دورية. أما اذا حصلت زيادة في درجة التقوس فمن الممكن استخدام حزام طبي في محاولة لإبطاء التقوس. وفي الحالات التي يكون التشخيص فيها متأخراً فإن التدخل الجراحي يكون ضرورياً ويتم بنجاح تام مع استخدام التقنيات المتطورة في العلاج ووجود الطبيب المتخصص في علاج هذه الحالات .
حالات العيوب الخلقية يمكن علاجها
هناك تشوهات خلقية تصيب العمود الفقري منذ الولادة ، ما هى الإمكانية لعلاجها؟
يعتمد التشخيص على الفحص السريري الدقيق إضافة للفحص الشعاعي لتحديد ما إذا كانت هناك إصابة للعظم. كما تفيد اشعة الرنين في فحص الحبل الشوكي والأعصاب والغضاريف لتبين سلامتهم من الأمراض. ويعد تشخيص هذه الحالات في البداية مهم جداً لوضع خطة علاجية مبكرة لتلافي حصول أية مضاعفات.
تطور الفحوصات أتاح العلاج المناسب
نرجو توضيح أهم الخيارات المتاحة لعلاج آلام الظهر .. ؟
قبل أن يبدأ الطبيب بوصف العلاج لآلام أسفل الظهر يجب أن يتم التشخيص الصحيح والدقيق لحالة المريض ، وقد تقدمت هذه الفحوصات بشكل كبير في الفترة الأخيرة مما يساعد الطبيب على دقة وصحة التشخيص وبالتالي تقديم العلاج المناسب. ويكون العلاج غالباً علاجاً تحفظياً وهو العلاج الذي يتم بدون تدخل جراحي ، وهناك حالات لا تتجاوب مع العلاج التحفظي خاصة إذا صاحبت الحالة أعراض عصبية وهنا يكون الإحتياج للتدخل الجراحي ضروري ، ويتوفر العديد من الخيارات الجراحية اعتماداً على تشخيص وحالة المريض.
أهمية الرنين المغناطيسي في التشخيص
هل من توضيح حول إصابة العمود الفقري العنقي وكيفية علاجه؟
يمكن تقسيم شكاوي العمود الفقري العنقي إلى ثلاثة أقسام.القسم الأول عندما يكون هناك ضغط على الحبل الشوكي عن طريق انزلاق غضروفي أو زوائد عظمية. وهذا يؤثر على قوة المريض الحركية ويسبب تنميلاً في اليدين مع احتمال تأخر في المشي في الحالات المتقدمة. ويكون الفحص السريري مهماً للأستبانة مدى تأثير الوظائف العصبية. ثم يتم عمل أشعة الرنين المغناطيسي لأستيضاح وضع الحبل الشوكي وكيفية الضغط عليه.
العلاج الجراحي هو الأفضل
في هذه الحالات لا يُنصح كثيراً بالعلاج التحفظي بل يفضل العلاج الجراحي لإزالة الضغط عن الحبل الشوكي حتى لا يتطور المرض.
آلام العصب الخامس
القسم الثاني عندما يكون الضغط على الأعصاب بعد خروجها من الحبل الشوكي بإنزلاق غضروفي أو زوائد عظمية. وعادة ما يتبع الالام العصب المتأثر. فالعصب الخامس يكون آلامه في أعلى الذراع ولوح الكتف بينما يكون تأثر العصب السادس الرقبي إلى الإبهام والسبابة وهكذا.
قلة في الإحساس
وقد يعاني الشخص من قلة في الأحساس أو الضعف مع آلالام. وفي غياب ضعف الحركة عند الفحص السريري يمكن علاج هذا النوع من آلالام بالعلاج الطبيعي والأدوية المسكنة (علاج تحفظي). وإن لم تستجيب الأعراض لمثل هذا العلاج ،فأن العلاج الجراحي لفك الضغط عن الأعصاب هو المناسب.
آلام الرقبة
القسم الثالث : هو وجود آلام في الرقبة مع عدم وجود ضغط على الحبل الشوكي أو الأعصاب الخارجة منها. ويمكن التأكد من ذلك عن طريق التاريخ المرضي والفحص السريري ثم عمل أشعة الرنين المغناطيسي. وأكثر الذين يعانون من آلام الرقبة هذه هم الأشخاص الذين يقومون بأعمال مكتبية لفترة طويلة أو أمام جهاز الحاسب الآلي. وهذه الأعراض عادة ما تستجيب إلى الأدوية المسكنة مع العلاج الطبيعي لتخفيف آلام الرقبة وتقويتها بالتمارين.
أهمية العلاج المبكر
وضح لنا بشكل أكبر التوصيف الدقيق لاَلام الرقبة؟
يشعر الشخص بألم الرقبة وتيبس وتصلب في عضلاتها وقد تزيد هذه الأعراض مع العمل الطويل في وضع الجلوس أو الوقوف ، كما قد يسمع المريض صوت إحتكاك أو طرقعة مع حركة الرقبة وربما يشعر أيضاً بالصداع، وإذا وجد ضغط على جذور الأعصاب بالفقرات العنقية قد يشعر المريض بالتنميل أو الألم أو الضعف في عضلات الذراعين واليدين والأصابع أو في الساقين عند الأحوال الشديدة ، وفي الحالات الأكثر تقدماً للمرض قد تؤدي الى صعوبة في المشي والتحكم بالبول أو استعمال اليدين. ولهذا أنصح بالمعالجة في بداية ظهور الأعراض.
استرداد الحركة خلال 24 ساعة
في حالة مريض يعاني من مرض إنزلاق الغضروف (الديسك) في الرقبة ، ماذا تنصح إذا لم يستجب للعلاج التحفظي ؟
عندما يعاني شخص من انزلاق غضروفي، وألم في الرقبة والذراع، وقد مارس العلاج التحفظي ولم يظهر أي نتيجة إيجابية، فإننا ندرك أهمية إجراء العملية لإزالة الضغط على العصب وذلك عن طريق استئصال الغضروف الضاغط مع امكانية وضع غضروف اصطناعي ليسمح للمريض أن يسترد الحركة بعد العملية فضلاً عن تثبيت الفقرات. ويحدد الطبيب المرضى الذين يمكن إجراء هذه العملية لهم ، وبعد العملية يكون المكوث في المستشفى تحت رعاية ويمكن الخروج خلال 24 ساعة .
نقص الإحساس في الساقين
وما هي مشاكل الإنزلاق الغضروفي (الديسك) في أسفل الظهر ..؟
أغلب الحالات تتمثل في مشاكل الإنزلاق الغضروفي حيث يشعر المريض بالألم ينتقل إلى الاسفل باتجاه الساق اليمنى أو اليسرى ، مع تنمل أحياناً. وأحياناً مع المرضى المتقدمين في السن يشعرون بالتنميل ونقص بالاحساس في كلا الساقين مع الألم واحساس بالكهرباء وبالأخص الشعور بالضعف عند المشي ، وخاصة في المسافات الطويلة.
اختفاء الألم بعد الجراحة
ما هى وسائل علاج الإنزلاق الغصروفي..؟
يتم فحص المريض فحصاً دقيقاً للتأكد من وظائف الأعصاب. ثم عمل أشعة الرنين المغناطيسي. ويبدأ العلاج عادة بالعلاج التحفظي بأخذ الأدوية المسكنة والعناية بالظهر. فإذا لم تستجيب الأعراض لهذا العلاج فإن العلاج يكون جراحياً بإستئصال الغضروف المنزلق و يتم ذلك باستخدام المجهر الجراحي. وسرعان ما يختفي الألم بعد الجراحة، و يمكن للمريض الخروج خلال 24 ساعة بعد العملية و باستطاعته الحركة بشكل عادي على أن يكون حذراً في الشهر الأول ويتمثل ذلك بعدم حمل الأشياء الثقيلة، ومن ثم باستطاعته البدء بالعلاج الطبيعي.
غرف عمليات بمواصفات قياسية
وماذا عن تجهيزات غرف العمليات ؟
لقد تم تجهيز غرف العمليات لدينا بمواصفات عالمية وذلك حسب توصيات منظمة ال NFPA - HTM العالمية ، حيث تستخدم أدوات العملية لمرة واحدة فقط وأنظمة لفلترة الهواء بنسبة 99.99 في المائة تتماشى مع أحدث النظم العالمية في هذا المجال ومنها نظام ANSI ونظام العزل والحماية مع NFPA وهناك مجموعة من أحدث الأنظمة المتبعة للتهوية وتوفير أكبر قدر من الحماية والرعاية للمراجعين .