Al Jazirah NewsPaper Tuesday  03/08/2010 G Issue 13823
الثلاثاء 22 شعبان 1431   العدد  13823
 
أوتار
حياة العظماء
د.موسى بن عيسى العويس

 

سؤال يتبادر إلى ذهن كثير من دهماء الناس أو خاصتهم، كيف يعيش أو عاش الرجل العظيم ساعات يومه، ووقائع حياته؟ هل لهم نهج أو فلسفة في الحياة تختلف عن غيرهم، أو هي التي قفزت بهم إلى مصاف العظماء؟ وهل هم راضون عن الإنجازات التي حققوها؟

لا نلتفت كثيرا إلى ما سنومئ إليه باقتضاب، لأنه لن يقدم لك سوى إضاءات يسيرة، قد لا نستوفي فيها كل ما تتوق إليه نفسك، ويرضي ذاتك وتطلعاتك، بل الناجع في ذلك هو الاطلاع على سيرهم وتأملها بوعي تام، وفكر ناقد. ولا تجعل من وجاهة المكان والمنصب هي أول ما تلجأ إليه في اختياراتك، فقد يتسرب إلى تلك من ليس بكفؤ لها، لافتقادها المعيارية، فتضللك السير والحالة هذه، وتحرفك عن الهدف.

لا كما يتخيل الكثير، حياة العظماء في حقيقتها محفوفة بالمخاطر، مليئة بالأشواك، لكنهم يملكون عزائم وثّابة، قادرة على مقاومة التحديات. هؤلاء يجعلون من بعض فرائد (أبي تمام) حكمة لهم، حين يقول:

بصُرت بالراحة الكبرى فلم ترها

تنالُ إلا على جسرٍ من التعبِ

الأجيال القادمة ستكون حياتهم أكثر جديّة وإبداعاً لو التفت القائمون على شؤون التربية والتعليم إلى مقتطفات مما ترجم عن (نيلا - كونرز) في كتابه (أطعموا المعلمين)، الذي لم يلتفت فيه كما يتوهم البعض من أول قراءة إلى عناصر الحياة المادية للمعلمين، ولم يتكئ، أو يراهن عليها لاعتقاده أنها لن تكون المنتشلة للتعليم من واقعه، لذا اتجه إلى المعنويات وضرورة إذكائها، وكأنه يرمي من وراء ذلك أنها الكفيلة ببناء جيل قوي، يعتد به، وقادر على المنافسة، والإقدام على الإبداع والابتكار في الحياة على نحوٍ يضمن لبعض أفراد المجتمع دخولهم من أوسع الأبواب ل(حياة العظماء)، أو بتعبير أدق لديهم القدرة على صناعة النموذج الذي ينبغي أن يحاكى داخليا وخارجيا.

لو التفتنا بعقلانية إلى منطلقات الكاتب، بعيداّ عن العواطف، لأدركنا أننا نسير في تخطيطنا للحياة ولمؤسساتنا على غير هدى، أو نسير بأدنى الدرجات حتى لا نبالغ في جلد الذات.

حاول (نيلا - كونرز) أن يضع بين أيدينا بعضا من المفاتيح التي بنى منها هؤلاء العظماء حياتهم. هذه المفاتيح حصرها في جملة مقولات لا تتجاوز السبع آمنوا بها، واتخذوها دستورا لهم: (يمكنك بلوغ الكمال، كما يقول (مقهولابيض) إن قمت بمخاطرات تتجاوز ما يراه الآخرون مأمونا، وجعلت أحلامك تتجاوز الحد الذي يراه الآخرون عمليا، وتوقعت أكثر مما يتصوره الآخرون)، و(لا يعدو الهدف من الحياة أن تعيشها كما يقول (روزفلت) وأنت تسعى برغبة جامحة وبدون خوف إلى تجارب جديدة أكثر ثراء)، و(بقدر ما يتم التركيز على الروح المهنية، كمت يقول (سيرجيو) تقل الحاجة إلى القيادة، وبقدر ما يتم التركيز على القيادة تتضاءل الروح المهنية). (كثيرون من يقضون حياتهم، كما يقول (سنكا) وهم لا يقومون بعمل هادف.. وكثيرا ما نشتكي من الوقت، ونحن نمتلك منه أكثر مما يمكننا استثماره)، و(إذا كنت دائماً تقوم بما اعتدت القيام به فإنك كما يقول (فورمان) تحصل على ما كنت تحصل عليه دائما)، و(القادة الناجحون يديرون رزناماتهم وميزانياتهم وجداول أعمالهم، ويعرفون كما يقول (دوجلاس) المطلوب منهم كل يوم وكل أسبوع).

مقولات ذات أهمية في فن (الإدارة)، وفي فن (القيادة)، في (فن التربية) بُني عليها العديد من التصورات والأطروحات لكثير من النظريات المعاصرة، فهل راجعناها؟. ا - ه



dr_alawees@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد