Al Jazirah NewsPaper Tuesday  03/08/2010 G Issue 13823
الثلاثاء 22 شعبان 1431   العدد  13823
 
الإرشاد الأكاديمي ضرورة ملحة
منصور إبراهيم الدخيل

 

يخطئ من يرى أن الإرشاد الأكاديمي التربوي يقتصر على التعليم العام فقط، وأنَّ الطالب الأكاديمي لديه من النضوج الذي يمكنه من التكيف مع محيطه الجامعي دون الحاجة إلى التوجيه والإرشاد. هذه النظرة قاصرة ولا تستند إلى رؤية علمية، ويكفي أنَّ الدول المتقدمة أنها جعلت الإرشاد الأكاديمي ركيزة أساسية في كلياتها وجامعاتها باعتباره يحتوي الطالب ويستثمر طاقاته العلمية ويوجهها الوجهة الصحيحة التي تتناسب مع قدراته وميوله بعيداً عن التأثيرات الأخرى. ولم يقتصر الإرشاد على المتطلبات والحاجات الأكاديمية بل يصل إلى أبعد من ذلك لأنَّه يدخل الإرشاد حتى في الأمور الاجتماعية والظروف النفسية التي قد يتعرض لها الطالب، وهذا الذي يحتم على المسؤولين في التعليم العالي تفعيل الإرشاد الأكاديمي في أعلى درجاته وأن يكون متكاملاً وخصوصاً في هذا الوقت الذي يواجه الطالب الكثير من التحديات والمؤثرات التي قد تعصف به وتجعله عنصراً مدمراً لأسرته ومجتمعه وأمته. فمثلاً التخصص عند الطالب أصبح يتأثر بالأقران وهم زملاؤه في الدراسة وأحياناً عدم تلبية ميوله ورغباته في التخصص الذي يرغب فيه والتي تعود إلى اعتبارات علمية وأكاديمية والتي عادة يكون الحكم فيها اختبار القدرات الذي تم التعامل به مؤخراً، أيضاً في بعض الأحيان يختار الطالب والطالبة التخصص الذي يرغبه من خلال انطباق شروط القبول عليه ويمكث فيه فترة طويلة قد تصل إلى سنوات وهو في هذا التخصص ولم يتم تخرجه التي قد تكون لأسباب أكاديمية يتحملها عضو هيئة التدريس أو قد تكون لأسباب ومشكلات اجتماعية ونفسية يعيشها الطالب والطالبة وتحتاج إلى تدخل والتي عادة لا يمكن أن يقوم بتشخيصها سوى المرشد الأكاديمي الذي يكاد يكون غائباً في بعض جامعاتنا وإن وُجد فدوره فقط في جوانب أكاديمية صرفة ناهيك القصور عند بعض أعضاء هيئة التدريس ولا سيما المعيدات والمحاضرات اللاتي يقمن بالتدريس في الجامعات تجد البعض منهن تنقصهن الخبرة وافتقارهن لبعض المهارات والاعتبارات الإنسانية والاجتماعية ويتعاملن مع الطالبات كأنهن طالبات في التعليم العام. فمثلاً عملية القياس والتقويم تتم عندهن في جزئية من المعلومة ولا شمولية المعلومة. فالطالبة عندما تعترض أو تتظلم في مادة ما تواجه التحدي وهي في حيرة من أمرها تذهب إلى أين.

ومن هذا المنبر أطالب جميع الجامعات السعودية بأن يكون الإرشاد الأكاديمي في اهتمامها الأول وأن يوجه فريق العمل فيه الغوص في ملفات الطلاب والطالبات التي أصبحت إلكترونية ويتعرفون على أسباب بقاء الكثير من الطلاب والطالبات فترة طويلة دون تخرجهن. وأنا على ثقة بأنها سوف تفتح لهم آفاقاً واسعة بالإمكان تداركها وتوجيهها الوجهة الأكاديمية الصحيحة التي تحقق بإذن الله الفائدة المرجوة.

والله من وراء القصد..

مكتب التربية العربي لدول الخليج


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد