إن ما ننعم به في هذه البلاد المباركة كثرة بيوت الله عزَّ وجلَّ وكثرة عُمّار هذه المساجد وهذا ما يدل على وجود الخير في كثير من الناس والحمد لله..
سأبين في هذه الأسطر جزئية واحدة تخص كثيرا من المساجد ألا وهي تلك الشركات التي تتعاقد وزارة الشؤون الإسلامية معها في صيانة ونظافة هذه المساجد، فما ان تتسلم الوزارة شؤون المسجد وتوكل شؤونه لهذه الشركة إلا وتجد وتلاحظ بعض التقصير، ومن هذا التقصير صيانة هذه الشركات لدورات مياه المساجد فلا شك أن دورة المياه في أي مسجد تمثل جانبا فعّالا وعلامة واضحة جداً لتقييم هذه الشركة الموكل إليها متابعة الصيانة والنظافة بشكل عام.
من خلال ملاحظتي لكثير من المساجد مثلاً داخل مدينة الرياض حتى لكثير من مساجد شمال الرياض بحكم رُقي تلك الأحياء، فما أن أدخل دورة المياه إلا وأجد العجب العجاب فمن ذلك:
1) تلك التسربات والتهريبات من الحنفيات وبعضها مكسور.
2) تسربات مياه من السيفونات داخل الحمامات (أكرم الله القراء الكرام).
3) عدم التقيد بتعليمات الوزارة بشأن الحنفيات المرشّدة والمعتمدة من وزارة المياه.
4) وهذا واضح جداً جداً عدم نظافة أحواض الوضوء وتجد تلك الطبقات من الأوساخ المتراكمة مما يدل على ضعف الرقابة على عامل النظافة، وكذلك تلك الطبقات المتراكمة داخل الحمامات وعلى جدرانها وخاصة الداخلية.
5) تعطّل بعض أو كثير من السخانات (سخانات المياه).
6) دورات مياه بعض المساجد تجد الانسدادات الواضحة سواء في أحواض الوضوء أو داخل الحمامات.
هذا أوضح ما لاحظت وأردت تدوينه والتنبيه عليه والخاصة فقط بدورات مياه المساجد لأن خارج الدورات في الغالب والحمد منظم ومهتم به.
لا ننسى الطامة الكبرى فدورات مياه مساجد الطرقات السريعة هي الأخرى يعتريها نقص أكبر، فكثير من الناس يُحبذ أن يقضي حاجته في الخلاء الواسع بدلاً من دورات مياه مسجد الطريق السريع.
وعلى ذلك كله أود التنبيه لعدة أمور منها:
1) ما يحصل من تقصير بما ذكرنا وما لم نذكر هو أولاً مسؤولية تلك الشركة، وثانياً مسؤولية الوزارة وأين مندوبوها في متابعة سير هذه الشركات، وثالثاً: أين إمام المسجد في متابعة ومحاسبة سير هذه الشركة والرفع بها للوزارة إن كان هناك من تقصير تكرر فالإمام يدخل المسجد في اليوم خمس مرات وأحياناً أكثر فأين دخوله لدورة المياه ولو بالأسبوع مرة ولا نقول يومياً ويحاسب العامل وشركة (فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
2) أعرف أن مساجد الطرق السريعة من اختصاص وزارة النقل كما صرح بذلك مراراً وكيل الوزارة لشؤون المساجد الأستاذ توفيق السديري، لكن لابد للوزارة من وقفة مع مساجد الطرق السريعة؛ فإما أن تتبنى الوزارة مسؤولية ضم هذه المساجد إليها أو أن تخاطب وزارة النقل بالتشديد على أصحاب محطات البنزين التي فيها هذه المساجد بالمتابعة المستمرة، ولو تطلب ذلك أخذ غرامات مالية لاسيما وان مساجد هذه المحطات على الطرق السريعة تعتبر من الواجهات أمام زوار هذا البلد الطيب، فلو قام أصحاب تلك المحطات مثلاً بتخصيص عامل للمسجد لكان أفضل، والحلول كثيرة والحمد لله.
هذه بعض الملاحظات أرجو أن تكون نقداً بناءً.. وأسأل الله أن يوفق المسؤولين كلّ في تخصصه وصلاحياته، لكل خير، وأن يرزق الجميع الأمانة ومراعاتها في كل أمورنا؛ فالكل مسؤول والكل محاسب ولابد من التعاون بين الجميع على البر والتقوى والإحسان، لاسيما أننا في بلدٍ منطلقه في جميع أموره الإسلام.
عبدالعزيز بن رزق
ص.ب 89672 الرمز11692