حينما يتدنى مستوى الوعي وتتمكن ضحالة الفكر من السيطرة على النفس يظن من لا يمثل بكل ما كتب مجرد حرف منسي في موسوعة الشعر انه وصل إلى القمة، ولا غرابة في ذلك فالجاهل السطحي لن يخرج إلا بما يختزله فكره من خواء يعتقد انه إبداع، فالإبداع الحقيقي أن يجهل المبدع انه مبدع وان قال غيره ذلك؛ لأن طموحه أكبر من الوقوف أمام مرحلة عابرة في مسيرة الجمال.
|
والكارثة الكبرى أن أقزام الحرف يكيلون لأنفسهم من المديح الفج والألقاب المجانية ما لا يقبله من يستحق ذلك عن جدارة، ونحن نعلم أن أول من زكّى نفسه وشهد لها إبليس أخزاه الله، ولكن ما السبب في كسر حاجز الحياء في وجوه هؤلاء السذج اهو غياب الوعي أم الأخلاق أم الناقد الذي يثق به المتلقي ويحذره ممارس الشعر، لعلمهم انه المنصف الصادق مع الشعر ومع نفسه ومع الناس، حيث يستطيع أن يمسح تلك المخلوقات المشوهة بجرة قلم.
|
|
|
إنّ الألى وطئت نعالهم السّهى |
وطئت جباهَهم نعالُ الماشية |
|
إن كان داخلك الغرور فإنّه |
ما انفكّ في البسطاء والسّذاج |
والشعر تاج لو عامت ولم تكن |
مّمن يليق بحمل هذا التاج |
ويقول بن دارج القسطلي: |
لم يعبدوا الأصنام إلا أنهم |
عبدوا الغرور عبادة الأصنام |
|
|