Al Jazirah NewsPaper Friday  06/08/2010 G Issue 13826
الجمعة 25 شعبان 1431   العدد  13826
 
للرسم معنى
النساء... الذائقة الجمالية
محمد المنيف

 

الزائر لمعرض الفنون الجميلة المقام ضمن فعاليات صيف أرامكو 31 والمشتمل على نخبة من الفنون البصرية منها الخط العربي والتصوير الفوتوغرافي والفنون التشكيلية بفروعها الثلاثة النحت والرسم والتصوير الزيتي يجد أن غالبية الحضور وبنسبة تشكل خمسة وتسعون بالمائة هم من النساء، مقابل خمسة بالمائة من الرجال، هذه الإحصائية لا تحتاج إلى استبانه أو راصد يقف على الأبواب فمجرد النظر للمعرض بشكل عام يكتشف هذا الكم الكبير من الزائرات اللائي حرصن على الاستفادة من كل الفعاليات المقامة داخل المعرض ومنها ورش الرسم بكل سبل وتنوع أدوات التعبير فيه، المائية والزيتية وتشكيل الخزف وطباعة الألوان بتقنيات الرسم التلقائي على سطح الماء ومن ثم طباعتها على الورق إضافة إلى ورش الرسم بالأقلام ودورات التصوير الفوتوغرافي التي كانت الأكثر إقبالا من قبل النساء.

هذا الحضور النسائي الذي يقابله تدن في أعداد الرجال يؤكد أن (الجنس الناعم) أكثر قربا وإحساسا بجمال الحياة بكل صورها رغم ما يحيط بنا من ظروف فردية كانت أو عامة في كل أقطار الدنيا، مشاكل أسرية أو أحداث عالمية أو مشاغل حياتية يومية تعتبر المرأة أكثر تحملا لها ومع ذلك تقتنص اقل الفرص لإزاحة الهموم واكتساب الخبرات.

لقد كان الحضور النسائي ملفتا للنظر ومثيرا للغبطة أمام تغيب الفنانين جازما أن أكثرية الزائرات والمستفيدات من هذه الفعاليات من المختصات بالفنون أو ممتلكات المواهب التي تدفعهم لتطويرها واستغلال مثل هذه المناسبات ومنها هذا المهرجان الإبداعي الذي أعدته باحترافية شركة أرامكو السعودية المعروفة بمكانتها وإمكانياتها ولما للمشرفين على الفعاليات من تجارب وخبرات اختيروا من ابرز المبدعين كل في تخصصه على المستوى المحلي والعربي.

ما يشاهد من حضور نسائي من موهوبات في مجال الفنون التشكيلية على مستوى المملكة يمكن أن يثرى به الساحة لتغيير واقعها الباهت المكرر وهذا لن يتم دون أن تزيح تلك المواهب الستار عن قدراتها بإيجاد الدعم من الجهات المعنية بالفنون التشكيلية بتسهيل السبل لإكسابها الخبرات من خلال استغلال هذا الاندفاع وصناعة جيل جديد عبر إقامة دورات مكثفة يقوم بها تشكيليات لهن خبراتهن وتاريخهن وحضورهن على الساحة يقمن على اختيار الأصلح والأجدر بالاستمرار في الساحة عوضا عن من ملئن الساحة وغصت بأخبارهن مواقع الإنترنت، فاقدات للموهبة يبحثن عن سبل البقاء رغم عجزهن عن الحلول.



monif@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد