Al Jazirah NewsPaper Friday  06/08/2010 G Issue 13826
الجمعة 25 شعبان 1431   العدد  13826
 
وضعت خططاً وبرامج لتوعية الناس بأحكام الشهر الفضيل
القطاعات الدينية تكثِّف جهودها وترفع طاقاتها لاستقبال شهر رمضان المبارك

 

الرياض - مندوبو (الجزيرة)

وضع عددٌ من الجهات الحكومية المعنية بالدعوة إلى الله وتوعية الناس وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم وخصوصاً مع قرب حلول شهر رمضان المبارك لهذا العام 1431هـ مجموعة من الخطط والبرامج الهادفة إلى توعية الناس بأحكام هذا الشهر الفضيل وآدابه ومسنوناته، وكذا بأحكام العمرة وآدابها وواجباتها، حيث يحرص المسلمون في هذا الشهر المبارك على أداء العمرة وتكرارها سواء من داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها.

ومن هذه الجهات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وزارة الشؤون الإسلامية

وفي تقرير عن هذه الاستعدادات، عمّمت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على جميع فروعها ومكاتبها بضرورة الاهتمام بتهيئة المساجد في شهر رمضان المبارك للمصلين ليؤدوا عبادتهم من تلاوة القرآن وتطوع وذكر في جو من الخشوع والسكينة والراحة. وأكَّدت الوزارة - في تعاميمها- بهذا الشأن على عدم السماح لأحد من الأئمة والمؤذنين والخدم بالتغيّب عن المساجد خلال شهر رمضان المبارك، وبخاصة العشر الأواخر منه إلا للضرورة القصوى، ولمبررات كافية، بعد تأمين من يقوم بعمله مدة غيابه، لأن واجبهم عظيم، وفتح المساجد طوال اليوم لإتاحة الفرصة للمصلين للمكوث فيها للعبادة والذكر حتى انتهاء صلاة القيام، والتأكيد على مراقبي المساجد لملاحظة ذلك، ومتابعة خدم المساجد وعمال الصيانة وحثهم على مضاعفة الجهد والرفع عن أي تقصير يتضح لهم لمعالجته في حينه.

كما جددت الوزارة التأكيد على مراعاة التقيد بمواعيد الأذان حسب تقويم أم القرى، وأن يكون أذان صلاة العشاء بعد أذان صلاة المغرب بساعتين عملاً بما سبق أن صدر من سماحة المفتي العام للمملكة بهذا الخصوص توسعةً على الناس وسداً لذريعة الاختلاف بين المؤذنين، وعدم زيادة مكبرات الصوت الخارجية عن أربعة مكبرات مع ضبط درجة الصوت لتلافي أي تشويش على المساجد الأخرى وتداخل القراءة واختلاطها، إضافة إلى ما يسببه ذلك من ذهاب الخشوع، وإضعاف متابعة قراءة الإمام وتدبرها، والأصل في ذلك قول النبي (صلى الله عليه وسلم): (كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة).

وبشأن مشروعات تفطير الصائمين التي تقام داخل أروقة المساجد، أعادت الوزارة التأكيد على ضوابطها السابقة ومنها: أنه لا يسمح بقيام الإمام أو المؤذن أو خادم المسجد أو أحد جماعة المسجد بقبول أو جمع التبرعات النقدية لهذا الغرض، كما لا يسمح لأي فرد بإقامة مشروع لتفطير الصائمين في داخل وحمى المسجد إلا بعد الحصول على الإذن المسبق من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن طريق إمام المسجد التابع له، وأن يكون إمام المسجد مسؤولاً عن التفطير العيني المقدم من بعض جماعة المسجد أو أحد المحسنين، ويراعى عدم الإسراف في تقديم الطعام، ورفع تقرير بذلك لفرع الوزارة، كما أكدت الوزارة على منسوبي المساجد من أئمة ومؤذنين وخدم بعدم جمع التبرعات المالية لمشروعات تفطير الصائمين، وتوجيه من يرغب في التبرع من المصلين بالتوجه مباشرة للجمعيات والمؤسسات الخيرية المصرح لها.

وبالنسبة لمشروع إفطار الصائمين التي تقيمها الجمعيات الخيرية، فقد أكدت الوزارة أن دور هذه الجمعيات يقتصر على تقديم الوجبات، وأما المناشط الدعوية المصاحبة فتتولاها الجهة المعنية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مشددة على ضرورة أن تكون مواقع التفطير خارج المسجد ما أمكن لما يترتب على ذلك من انتشار روائح الأطعمة وترك مخلفات الإفطار في المساجد بعد الانتهاء منها.

المسجد الحرام

ومن جهتها، أعدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خطتها لموسم شهر رمضان المبارك التي ستنفذ في المسجد الحرام، والتي تهدف إلى بث السكينة والهدوء والطمأنينة لتوفير المناخ التعبدي داخل المسجد الحرام والساحات المحيطة به بالحكمة والموعظة الحسنة وحسن التعامل وتوفير جميع الخدمات اللازمة وتهيئة المرافق والتأكد من جاهزيتها والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام والإسهام في تثقيفهم وتوعيتهم بأمور دينيهم.

وقد تم البدء في تنفيذ الخطة - التي يشارك فيها (5702) من الموظفين والموظفات الرسمين والموسمين والعمالة المكلفة بالنظافة والصيانة والتشغيل - منذ يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر شعبان الجاري، وتستمر حتى نهاية يوم الجمعة الخامس عشر من شهر شوال 1431هـ، وتتناول الخطة عدة جوانب، أولها الجانب التوجيهي والإرشادي الذي يركز على توعية زوار بيت الله الحرام بأمور دينهم وإرشادهم وتوجيههم وإقامة حلقات الدروس والإفتاء على أيدي عدد من المشايخ والعلماء والمدرسين المكلفين في المسجد الحرام. والثاني: الجانب الخدمي ويعنى بالسقيا والنظافة والعربات والأبواب، والثالث الجانب الفني ويعنى بتشغيل وصيانة جميع الأجهزة والأنظمة المعنية من الإنارة والتكييف والتهوية وأنظمة الصوت والتحكم وأجهزة الاتصال والسلالم الكهربائية والمباني في المسجد الحرام. والرابع الجانب الثقافي، حيث يقدم الخدمات الثقافية التي يحتاجها الزائر والمعتمر وتقدم هذه الخدمات مكتبة الحرم المكي الشريف التي تعد من أقدم المكتبات في العالم الإسلامي وتحتوي على نفائس الكتب والمخطوطات النادرة كما تستقبل زوارها من الباحثين والمطالعين وأيضاً معرض عمارة الحرمين الشريفين الذي يوثّق مراحل تطور عمارة الحرمين الشريفين ويضم عدداً من المقتنيات النادرة وتستقبل المكتبة والمعرض زوارهما على فترتين صباحية ومسائية وهناك مصنع كسوة الكعبة المشرّفة الذي يتولى صناعة ثوب الكعبة المشرّفة وهو المصنع الفريد من نوعه على مستوى العالم ويتولى تصنيع ثوب الكعبة المشرّفة على عدد من المراحل ويستقبل المصنع زواره بترتيب وتنظيم مسبق.

هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وفي ذات الشأن، أكملت فروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استعداداتها للعمل خلال شهر رمضان المبارك، التي تأتي استمراراً لجهودها، والرامية إلى إيجاد بيئة صالحة وسليمة وخالية من المنكرات والانحرافات خلال العام، إذ إن من مهام الهيئة إرشاد الناس وتوجيههم وحثهم على فعل الخير عن طريق الترغيب فيه، وتنبيههم إلى خطورة المنكرات ونهيهم عن الوقوع فيها، بجانب العمل على ما يحول دون ارتكاب المحرمات والممنوعات شرعاً، ومنع اتباع العادات والتقاليد السيئة والبدع المنكرة، مع الحرص على أن تظهر هذه البلاد بالمظهر الحسن المشرّف اللائق بها بصفتها قلب العالم الإسلامي وقدوته ومحط أنظار المسلمين، وحمل الناس على أداء الواجبات الشرعية.

كما تحرص الهيئة من خلال منسوبيها وفروعها المختلفة على استثمار هذه الأجواء الروحانية في تعاملها مع المواطنين وهو الأسلوب الشرعي الذي يعد أحد العوامل المهمة التي توفر للآمر والناهي الوقت والجهد، وتصل به إلى الغاية المطلوبة وفق التوجيه الإلهي الكريم {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.

وفي هذا السياق، تؤكّد الهيئة أن متابعة الأسواق العامة والحدائق والمتنزهات من الأمور الواجبة على رجال الهيئة في رمضان وغيره من الشهور لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يختصان بشهر دون غيره، مع ضرورة أن يتم ذلك وفق تعليمات الرئاسة بهذا الصدد، حيث من الأهمية بمكان تطبيق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتثبيت معاني الخير والصلاح، مع حث الناس على الخير والهدى ودلالتهم عليه، لأن النفوس في رمضان مهيأة لحب الخير والطاعة أكثر من أي شهر آخر، مشددة على منسوبيها التزام التعامل بالحسنى والنصح الطيِّب والهدوء والرفق حيال أية مخالفة شرعية، ودعوة مرتكبها إلى هجرها والتوبة إلى الله ومخافته.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد