Al Jazirah NewsPaper Monday  09/08/2010 G Issue 13829
الأثنين 28 شعبان 1431   العدد  13829
 
عذاريب
التعداد ورقم الشباب الصعب
عبد الله العجلان

 

كشفت النتائج الأولية للتعداد الأخير أن سكان المملكة تجاوزوا (27 مليون نسمة) بلغ عدد المواطنين السعوديين منهم ما يقارب ال( 19 مليونا)، هذا الرقم المتنامي للسكان ماذا يعني؟ وهل ننظر إليه وننبهر به باعتباره مجرد رقم لا يقدم ولا يؤخر أم يكون محل اهتمامنا جميعا كل في مجاله نستفيد منه ونعتمد عليه في جانب البناء والتنمية وفي مجمل البرامج والمشاريع والخطط والبحوث والدراسات وحتى الرؤى والأفكار, وفي فهم واقعنا أين نحن وقراءة مستقبلنا كيف نكون وإلى أين نتجه؟

في عهد ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز عهد البذل والعدل والخير والإنفاق نستطيع أن نجعل من هذا الرقم خبرا سعيدا وعاملا محفزا لانطلاقة جديدة واسعة وشاملة لكل الوطن ولخدمات ضرورية حان الوقت لتغيير أوضاعها وغربلة لوائحها وكوادرها وطريقة تفكيرها وتحسين مستوى أدائها, رقم نريده أن يغير من أسلوب حياتنا وتعاملاتنا مع ما يدور حولنا اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا, وأن يتدخل ويفرض نفسه على التعليم العام المتداعي ونوعية وكمية الوظائف وكيفية الخروج من أزمة البطالة وعلى الخدمات الصحية والبلدية والنقل الجوي وغيرها من المجالات التي يجب أن ترتقي إلى مكانة وقيمة الوطن وإلى واقعنا السكاني الجديد..

في الشأن الرياضي وفيما يتعلق بفئة الشباب وصغار السن والتي عادة ما تمثل النسبة العظمى من عدد السكان, أي أننا نتحدث عن ملايين من البشر وعن أجيال تنمو وتتزايد وتكبر طموحاتهم ماذا قدمنا لهم؟ من يتحمل مسؤولية حمايتهم واحتوائهم وصقل مواهبهم والاستفادة منهم ليكونوا أدوات بناء وأجيال عطاء لا معاول هدم ودمار وضياع؟ هل الرئاسة العامة لرعاية الشباب بوضعها الراهن وكوادرها المحدودة وملاعبها المتواضعة ومشاكلها الرياضية الصعبة والمعقدة مؤهلة لأن ترعى ملايين الشباب وتخدمهم وتلبي مطالبهم؟!

الإتقان على طريقة البلطان

حتى لو لم يحقق بطولة النخبة كنت سأكتب عن الشباب وعن كونه مختلفا عن الجميع وفي مقدمتهم الهلال وكذلك الاتحاد في معالجة مشكلاته, عن ناد دائم التألق وسريع التطور سيجد المتابع لتحركاته وتعاقداته وتصرفاته وقراراته وطريقة تعامله مع القضايا والأحداث أنه لم يبلغ هذه المنزلة العالية والشهرة الواسعة إلا لأن هنالك عملا احترافيا مميزا يقوده بدهاء كبير وحرفنة إدارية نادرة الرئيس خالد البلطان, هذا الذي يجمع كل مواصفات الإبداع وعوامل النجاح، يعرف متى يظهر ومتى يختفي وبأية لغة يتحدث وكيف يحتج ويدافع عن حقوق فريقه.

مر الشباب بأزمات داخلية وخارجية عديدة واستطاع أبو الوليد بحنكته وخبرته وبوجود نائب رئيس مثقف وخلوق وإداريين فاهمين ومتخصصين أن يتجاوزها بسلام ودون أية أضرار, واجه شخصيا وناديه حملات شرسة ومؤامرات خطيرة وحروبا مؤذية قاومها وتصدى لها بمفرده فانقلبت وبالا على أصحابها.. لاحظوا سرعة تعاقده وجودة اختياره للمدرب «فوساتي» بعد سلسلة اعتذارات لأكثر من مدرب في مرحلة حرجة ظن الكثيرون أنها ستحطم الفريق وتؤثر على معسكره الإعدادي وعلى استقراره ومستواه في الدوري والبطولة الآسيوية, بيد أنه ظهر في النخبة قويا ومتماسكا أفضل وأجمل مما كان.

ونحن على أبواب الدوري وقبل الدخول في معتركاته وأفراحه وأحزانه وهمومه وتقليعاته أنصحكم بعدم المكابرة والاعتراف بنبوغ الشباب, اقتدوا به، حاولوا الاستفادة من دروس قائده وربانه خالد البلطان.

القرار الفصل

إذا ما صمدت لجنة الاحتراف في وجه الضغوط إياها وتخلصت هذه المرة من التدخلات وآفة الاستثناءات وطبقت قرارها الأخير المتضمن عدم تسجيل لاعبين جدد للنادي الذي توجد لديه مستحقات مالية سابقة لم تسدد بحذافيره وقبل انقضاء فترة التسجيل الأولى التي ستنتهي بعد غد الأربعاء فهذا مؤشر إيجابي يدفعنا للتفاؤل بقدوم دوري محترفين قوي ومنضبط خال من الفوضى والبربسة, أما إذا حدث العكس وعادت حليمة لعادتها القديمة وتحول القرار إلى حبر على ورق كما في المواسم الماضية ورأيناه يسري بحزم وبلا شفقة على أندية ويغض الطرف عن أخرى فهذا يعني أن الكرة السعودية ومسابقاتها وأنديتها ومنتخباتها في مهب الريح.

المبدأ ذاته ينطبق على عموم قرارات اتحاد الكرة واللجان التابعة له, فمن المستحيل أن نتطور كرويا طالما هنالك لوائح وأنظمة لا تحترم وقرارات تحركها الأمزجة وقضايا مهمة تقرر مصيرها القناعات الشخصية, إضافة إلى أننا ننتمي ونتعامل مع اتحادات ومسابقات وهيئات دولية وقارية تفرض علينا تطبيق لوائحها, وبالتالي فإن تهميشها وعدم الاهتمام بها أو التناقض معها محليا سيجعل كرتنا (أندية ومنتخبات) تعيش في عزلة مدمرة عاجزة عن إنقاذ نفسها واللحاق بركب من سبقوها..

يوم بعد آخر يثبت بوسيرو بتقليعاته المتكررة وأفكاره الغريبة أنه ليس المدرب المناسب والجدير بقيادة الأخضر.

ليس من مصلحة الهلال ولا سامي الجابر نفسه منحه صلاحيات واسعة وإقحامه في قرارات مصيرية تفوق قدراته وتجلب له المتاعب وارتكاب الأخطاء.

التصريحات المتناقضة للمدرب جيريتس حول اعتزال محمد الدعيع لن تخرج عن أحد الاحتمالين: إما أن هنالك خطأ فاضحا في الترجمة وبالتالي لم ينقل كلامه بصورة دقيقة, أو أنه غير صادق فيما يقول..!

من المؤسف والمهين أن يتلاعب محمد نور ويتحكم بناد بحجم وتاريخ وشعبية الاتحاد.

من أول جولة في الدوري ستنقلب الكثير من القناعات رأسا على عقب.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد