Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/08/2010 G Issue 13831
الاربعاء 01 رمضان 1431   العدد  13831
 
بنات «المجمعة»
بدر بن أحمد كريم

 

في محاولة جادة لتخطي عقبات عمل المرأة السعودية، أقدمت (20) فتاة من فتيات «محافظة المجمعة» على إتقان حرفة الصناعات الجلدية، ضمن برنامج تدريبي، في إطار المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية (تكامل) لمقاومة البطالة التي فُرضت على المرأة السعودية، وبدت في شكل ثوب، فصّلته لها بعض المؤسسات الاجتماعية، التي تستخدم «لا عمل للمرأة عندنا» زارعة الكثير من العقبات في طريقها، ومن المؤسف أن هذا يحدث في زمن التحولات الاجتماعية السعودية، وتكريس المسؤولية الاجتماعية عند الرجل والمرأة، وتبني الدولة منظومة الاقتصاد الحر، وتنامي الاعتراف بحق المرأة في العمل الشريف، العفيف، النظيف، وبخاصة في الحرف والصناعات بوصفها موروثاً شعبياً، ثقافياً، سياحياً.

(20) فتاة من بنات «محافظة المجمعة» لو عرفتُ أسماءهن لطالبت وسائل الإعلام السعودية بنشرها، فهن يرسمن أعظم لوحة في تاريخ المرأة السعودية، بمحافظتهن على حِرف أجدادهن، وآبائهن التي توشك أن تنقرض، لولا إسهامات المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية، المنبعثة فكرته من الهيئة العامة للسياحة والآثار «التي تعمل مع عدد من الشركاء، على إيجاد قنوات تسويق مختلفة على مدار العام، لتسويق منتجات هذه البرامج، التي تنتج إما في المنازل، وإما في مواقع للحاضنات، ومن ثم تسوق من خلال منافذ تسويقية عديدة، دعماً للأسر المنتجة، وسعياً إلى إيجاد فرص استثمارية، وفرص عمل لهن» كما قال المدير العام للمشروع الدكتور عبدالله بن سليمان الوشيل (صحيفة المدينة المنورة، 5 شعبان 1431هـ، ص13).

أستعير من الأستاذ الكبير محمد حسين زيدان (رحمه الله) كلمة: بخ بخ، الذي اعتاد أن يرددها كلما شاهد تحولاً جديداً في المجتمع السعودي، أو سمع به و»بخ بخ» هذه أقولها نقلا عنه في هذه المناسبة، التي خلعت فيها (20) فتاة من فتيات محافظة المجمعة، رداء الكسل، والخمول، وانطلقن في دروب تأهيلهن على صناعة بعض الحرف اليدوية، وطرحها بين أيدي المواطنين والمقيمين، لافتات إلى أنهن انطلقن بفعالية لخدمة المجتمع، بانتفاع الناس من موارده المتاحة.

إن تأهيل هؤلاء الفتيات على حرف وصناعات تراثية، يرسم أكثر من معنى. يرسم صورة الفتاة السعودية الواعية لدورها، وصورة المؤسسات التدريبية والتأهيلية لأداء مسؤولياتها، وصورة المجتمع السعودي المستفيد من تأصيل هذه الحرف والصناعات، لتبقى دليلا على تكريس المزيد من المسؤولية الاجتماعية، بين الفتيات والنساء السعوديات، دون إبطاء عمليات التحقق من فعالية هذه الصناعات والحرف، واعتراف المجتمع بها، ليسقط الكثير من المعوقات التي تواجه المرأة السعودية، بالتقادم الزمني، وكبح جماح البطالة.

فاكس : 014543856


badr8440@yahoo.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد