Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/08/2010 G Issue 13831
الاربعاء 01 رمضان 1431   العدد  13831
 

رحل باعطب.. عاشق بريدة

 

فقدت بلادنا يوم الثلاثاء الموافق الثالث والعشرين من شهر شعبان سنة واحد وثلاثين وثلاثمائة وألف من الهجرة الشاعر الكبير أحمد بن سالم باعطب عن عمر يناهز الخمس والسبعين عاماً. عانى ويلات المرض المزمن الذي ألزمه السرير الأبيض خمس سنوات صابراً ومحتسباً على مصيبته التي أفقدته وعيه وأبقت جسده بلا حركة، إلا حياة نفسه راجية الأجر من الله لعدد سنوات الابتلاء، إلى أن فاضت روحه الطاهرة إلى باريها. رحم الله باعطب وأسكنه فسيح جناته، فقد خسرت الساحة الأدبية علماً من أعلامنا البارزين في الكتابة شعراً ونثراً، ويعد من الأدباء الذين أبدعوا في مجال القصيدة العمودية الكلاسيكية ساخراً من بعض الشعراء والكتاب الذين عاصروه بأسلوب شاعر متمكن في نقد الآخرين بلا تجريح أو خروج عن عرف النقد، وحظي باحترام النقاد وخلف ذكراً طيباً من خلال المنابر الأدبية، والمنتديات الثقافية، والمحافل الوطنية. وتعددت مواهبه في صحافتنا شاعراً، وناقداً، وناثراً.. كما أنه عمل في عدد من المهام الوظيفية في المؤسسات التعليمية والمصرفية؛ إلا أنه أعد الشعر رئته الثالثة الذي نظم فيه أروع القصائد، إلى أن أقعده المرض ولازم السرير وبقيت آثاره تتحدث عنه. فقد امتاز -رحمه الله- بعاطفة شاعر قد لا تجدها عند كثير من الشعراء، ومن الذين لهم حضور وطني في تأليف الأبوريتات التي تتحدث عن حب الوطن وخدمات أبنائه، وقدم شعره في عدد من منابر أنديتنا الأدبية، والأندية العربية. وحاز على جوائز ثقافية، وتغنى بالمدن وتحدث عن نهضتها، وعاصر كوكبة من أشهر الأدباء الذين من أبرزهم: العواد، والسباعي، والخوجة، والقرشي، والهويمل، والسرحان، وشحاتة، والفقي، والرفاعي، والغذامي، والقرشي، والفيصلين.. وآخرين.

وقدم شاعرنا الكبير باعطب خمسة دواوين إسلامية، ووطنية، واجتماعية وهي: (أسراب الطيور المهاجرة، وقلب على الرصيف، والروض الملتهب، وعيون تعشق السهر، ورباعيات مخضبة). فالشاعر باعطب من كبار الأدباء الذين تركوا بصمات أدبية تتحدث عن شعره الجزل الذي أخذ الأضواء في المنتديات الأدبية، والصالونات الثقافية، والمهرجانات الوطنية، كما تحدث عنه رواد الأدب. ويعد من الجيل الثاني من الذين لهم إسهامات في حركة الشعر ونشره عربياً.

وتصدر الصفحات الثقافية راثياً، وواصفاً، وساخراً، وبقي شعره يتحدث عن دينه، ووطنه، وعاطفته.

هذا، وأختم رثائي لشاعرنا الكبير «شاعر الوطن» دعوة صادقة من سويداء قلوبنا أن يرحمه الله ويدخله فسيح جناته مع الشهداء والصالحين وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

هذه بريدة عند عاشقها باعطب

أنا يا «بريدة» جئت أطفي غلتي

من كل ما حفلت به أرصادي

أنا قد ولدت على بساطك عاشقاً

وكتبت أنت شهادة الميلاد

تيهي «بريدة» وأزهدي وتبختري

يا قبة العلماء والزهاد

تيهي ففي عينيك لوحة نهضة

منها تشع شمائل الرواد

أحمد المنصور

بريدة - نادي القصيم الأدبي

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد