Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/08/2010 G Issue 13831
الاربعاء 01 رمضان 1431   العدد  13831
 
مدائن
غزال تحرك مياه راكدة (1-2)
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

حركت غزال (1) المياه الراكدة والمشاعر المختلطة لدى الباحثين وجهات علمية وكتاب وإعلاميين، نقد سلبي وإيجابي اعتبره البعض ترفاً أكاديمياً، وآخرون يرون أنه ضرورة علمية وإنتاجية.. الجامعات الثماني وهي الجامعات الأم التي بدأت أواخر السبعينيات الهجرية والخمسينيات الميلادية تقع عليها الآن مسؤولية تطوير التعليم الجامعي ونقله من مربعات الحاجة ومكافحة الأمية الجامعية إلى مربع الإبداع والمبادرات والريادة.. وهذا ما جعل جامعة الملك سعود تسعى إلى المكاشفة عندما قررت أن تقود الجامعات السعودية وتعطي لنفسها عنوان الريادة والتميز في مخرجاتها من طلاب ومشروعات بحثية وتصبح رقماً معروفاً في تصنيف الجامعات العالمية تضع أوراقها فوق الطاولة وتحزم أمرها باتجاه الريادة والبحثية والنقلة النوعية من جامعة تصنف من الجامعات الأدبية والعلوم الإنسانية إلى جامعة علمية بحثية، وهذا سيؤدي إلى مواجهات وعليها أن تتقبل النقد والآراء التي ترى أن الوقت لم يحن بعد للجامعات البحثية والتعليمية.

منذ سنوات والتهم متبادلة ما بين وزارة العمل ورجال الأعمال والقطاع الخاص، حتى أن القطاع الخاص أصبح يملي على الجامعات الإملاءت والاشتراطات وتحديد التخصصات وعدد الخريجين ورغم ذلك أحجم القطاع الخاص عن استيعاب الخريجين السعوديين وبعض المنشآت الصناعية والتجارية لم تصل نسبتها 5% من السعودة.. والآن انتقل الاتهام إلى الجامعات بصفتها أحد الأسباب القوية في زيادة نسبة البطالة وهذا القول إلى حد ما صحيح لأن الجامعات تحت ضغط حاجة المجتمع وتوجه الدولة باستيعاب خريجي الثانوية العامة يتم توجيه الطلاب إلى تخصصات لا يحتاج إليها سوق العمل حالياً من تخصصات: الاجتماع والاجتماعيات والآثار والدراسات الإسلامية واللغة العربية والعلاقات العامة وتخصصات علوم الأغذية وحتى الكيمياء والجيولوجيا وتخصصات أخرى وهؤلاء بعد تخرجهم يصبحون أرقاماً في البطالة لأن سوق العمل لا يحتاج إليهم حالياً.. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تنبهت في وقت مبكر فخفضت من طاقتها في القبول وحصرت تخصصاتها في علوم تجد رواجاً وإقبالاً في سوق العمل والآن تتجه جامعة الملك سعود إلى التميز والريادة والبحثية بعد أن تفككت عنها فروعها في جميع مناطق المملكة وخرج من رحمها الأكاديمي ثلاث جامعات هي: الخرج وشقراء والمجمعة. كما أن إعلانها عن صناعة سيارة غزال (1) سلط الضوء الإعلامي على دورها البحثي.. وهي نظرة قاصرة من بعض وسائل الإعلام تجاه الجامعات التي تسعى إلى التميز والجذب الاقتصادي والعلمي فإن بعض الجامعات العالمية هي قلب المدن النابض وأن إنشاء الجامعة كان سبباً في قيام المدن وانتعاش مصانعها وشركاتها واقتصادها وعقارها فإذا توقفت الجامعة في أيام العطل يتوقف نبض وحركة المدينة واقتصادها.

سيارة غزال (1) هي مفتاح البحث العملي والإنتاج الذي كسر حاجز التصنيع (الثقيل) حتى وإن كان البدء في التصميم، والتصميم في حد ذاته إنجازاً هندسياً، كما أن التجميع إنجازاً مهنياً والتعاون مع المصانع العالمية والجهات الهندسية هو أيضاً إنجاز في تبادل الخبرات والمعارف التقنية ويسجل نجاحاً لجامعة الملك سعود وللأساتذة وطلاب الهندسة الذين أوجدوا لنا تصميم وصناعة لأول سيارة سعودية، فهذا العمل سيكون محرضاً ودافعاً للجامعات الأخرى للمبادرة والتصنيع.. نريد من جامعتنا أن تضعنا في المناخ والأجواء العلمية والإنتاج بدلاً من أن تفتح الأبواب لتخصصات غير فاعلة في سوق العمل ولا تزيد إلا أرقام البطالة و(العطالة) المغلفة بالشهادات الجامعية.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد