Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/08/2010 G Issue 13831
الاربعاء 01 رمضان 1431   العدد  13831
 
كما قال القاضي
أجل لنقف مع الجمعيات الخيرية بدلاً من اتهام القائمين عليها

 

الكلمة الطيبة كشجرة طيبة يفوح أريجها ويزكو ثمرها وينفع ظلها، وكل شأنها خير وإلى خير.

يصدق هذا القول في سائر ما يكتب هذا المبدع الذي عرفناه داعية محبة وتآلف والذي يصدر في كل ما يكتب عن فكر نيِّر يعبِّر عنه بصراحة وبشفافية وإخلاص وصدق، ينبض في كل حرف من حروفه وكلماته، ويشرق في كل صفحة من صفحاته.

ويتضح ذلك في دعوة الأستاذ القاضي في صحيفة الجزيرة لنا جميعاً (لنقف مع الجهات الخيرية بدلاً من اتهام القائمين عليها) والتي طالعتنا بها (الجزيرة) يوم السبت الحادي والثلاثين من شهر تموز الحالي، وهي دعوة لم تصدر عن عاطفة صادقة فحسب، بل تضمّنت تناولاً واقعياً ومنطقياً لقضية يحلو لكثير من المغرضين أن يردّدوها دون أن يتركوا لأنفسهم الفرصة لتبين صدق ما ينقلون ويردّدون.

زيادة على ذلك فإنه لم يرد عنهم بطلان كثير مما يردّدون من اتهامات وثبوت عدم صحته على رؤوس الأشهاد، وبنفي أكيد من جهات رسمية تقع عليها مسؤولية متابعة أعمال الجمعيات الخيرية والتأكد من سلامتها وهي في مقدمة مسؤولياتها، إضافة إلى ما أوضحه الكاتب من الأضرار التي تلحقها هذه الأقوال التي تطلق جزافاً في مصداقية العمل الخيري، وأنّ أصحابها بما يردّدون من اتهامات باطلة إنما يتسبّبون بقصد أو عن غير قصد، في تشكيك المتبرعين والمتصدّقين، مما يحرم كثيراً من المحتاجين والعجزة وكبار السن والأرامل والمطلّقات، مما يحتاجون من خلال تجفيف موارد الجمعيات الخيرية ومصادر تمويلها، والتسبب في إضعاف قدرتها على توفير متطلّبات الحياة اليومية لتلك الفئات من المستفيدين من خدماتها، وما قد تسبّبه هذه الاتهامات من جهة أخرى، في عزوف العديد من المتطوعين في مؤسسات العمل الخيري وجهاته عن التطوع بما يقومون به من أعمال، اتقاءً لشر هؤلاء الذين لا يحسنون إلاّ الاتهام ورمي الآخرين بما ليس فيهم من الصفات، وإن كانت النفوس المطمئنة والقلوب المؤمنة التي يحملها الكثيرون ممن نعرف من هؤلاء - رجالاً ونساءً - لن تعبأ بمثل هذه الترهات، ولن ننسى أن نسجل لهم كل الشكر والامتنان على أعمالهم التطوعية المباركة، ولا شك أنّ كلمات الأستاذ القاضي هي بالنسبة لهم لمسة حانية من لسان صادق يشد من عزمهم ويذكي هممهم وتصميمهم، ولسان حالهم يقول: (الأشجار المثمرة فقط هي التي تُقذَف بالحجارة)، فبارك الله جهود المخلصين، وجعل كلمات حمد القاضي الطيبة في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم، وجزاه عن العمل الخيري وأهله خير الجزاء.

مسك الختام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات.

والله ولي التوفيق.

د. عبد الله بن حسين القاضي
أمين عام جمعية البر بالمنطقة الشرقية


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد