فوجئت بما سطره الأخ عبدالله الكثيري في رده على ما كتبه الأستاذ جاسر الجاسر في موضوع «ارفع رأسك أنت سعودي». وبقدر ما تفاعلنا مع دفاع الأخ جاسر الجاسر عن السعوديين الذين يتعرضون للاعتداء والاستغلال في الدول التي يقضون فيها إجازاتهم، تشجعنا بأن هناك من يدافع عن سمعة السعوديين، وصدمنا بما سطره الأخ عبدالله الكثيري والذي أراد أن يقنعنا بأن السعوديين يستحقون ما يحصل لهم لأنهم بكل بساطة يقصدون الأماكن المشبوهة، وأنهم لم يذهبوا إلى تلك البلدان إلا لهذا الغرض..!!

يا أخ عبدالله، هذا تعميم مطلق لا يجوز أن يُصدر عن صحفي مخضرم مثلك..!! فالذين ذكرتهم ليسوا إلا قلة، وهم لا يمكن أن يكونوا نموذجاً عن الشعب السعودي، كما أن ما طرحه الكاتب جاسر الجاسر يختلف كثيراً عن الصور السيئة التي شاهدتها أنت. أما الذي شاهده جاسر الجاسر فعائلة سعودية تعرضت لإيقاف سيارتها وتهديد صاحبها وإجبارهم على الترجل والاستيلاء على أموالهم، وقصة السعودي الآخر الذي تعرض لاعتداء لإجباره على دفع «فاتورة» أكثر مما حصل عليه.. وهناك العديد من قصص الابتزاز. وإذا كنت قد ذكرت حالات وهي لا يمكن نفيها إلا أنها حالات فردية، وتحصل في كثير من المجتمعات، وهي بالقطع ليست معبرة عن المجتمع السعودي.. ولا يمكن أن تقاس عليها، فالنماذج التي ذكرتها يا أستاذ عبدالله نماذج شاذة فعلاً. ولكن أن تكون مستهدَفاً مستغَلاً ولا أحد يدافع عنك، فذلك لا يمكن أن نرضاه، ولا نقبل من صحفي سعودي غيور يحاول أن يوجه اللوم إلى السعوديين ويبرئ من يستغلونهم ومن يتقاعسون في الدفاع عنهم.