Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/08/2010 G Issue 13831
الاربعاء 01 رمضان 1431   العدد  13831
 
نصائح للتوافق بين الزوجين

 

أتابع يومياً على صفحات هذه الجريدة أخبار الأفراح والأعراس في ربوع بلادنا الواسعة بحمد الله، ومع هذه المناسبات السعيدة للعروسين ندعو للعرائس والعرسان بأن يبارك الله لهم وأن يبارك عليهم ويجمع بينهم على خير، وحينها رغبت الإشارة والإشادة بهذه المناسبات الجميلة في الحياة الزوجية، الزواج أنس وسعادة، سكن للرجل والمرأة، مبني على المودة والرحمة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} (21) سورة الروم.

الزواج سنّة الأنبياء والمرسلين، حثت الشريعة على المبادرة إليه، طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، حصن للفرج وطلب للأولاد وحصول للغنى، قال تعالى: {إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} (32) سورة النور.

واختيار صاحب الدين والخلق مطلب في الشريعة، والمغالاة في المهر وإثقال كاهل الزوج هم وهموم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة».

والمشروع في الولائم عدم الإسراف والتبذير، بل الاختصار والاقتصار على القليل محمود، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنه- : «أولم ولو بشاة». واللقمة تضعها في فم زوجتك صدقة تؤجر عليها، والتعامل الحسن دوام للعشرة، والثناء المتبادل بين الزوجين محفز إيجابي، كالكلام الطيب والتهادي، والحوار والتفاهم، ومعرفة الطبائع بين الطرفين تساعد في بناء العلاقات الحميدة، وعبارات الود والثناء بين الزوجين (لو سمحت، شكراً، بارك الله فيك، الله يرضى عليك).. هذه وغيرها تحافظ على الاحترام ومسيرة الزواج، والتعاون في أمور الحياة يخفف حجم المعاناة، والتغاضي سر السعادة الزوجية، واحترام أهل الزوجة رد للجميل، والتحفيز نحو تطوير الذات ينتج خيراً بإذن الله، العلاقة بين الزوجين علاقة صداقة ومحبة، ومودة ورحمة، فالهموم والأحزان، والآلام والآمال واحدة، والصدق في التعامل بين الزوجين يبعث على الثقة المتبادلة، وغض البصر تجنب للخيانة الزوجية، وحفظ الأسرار بين الزوجين من شيم الكبار، وخفة الظل والبشاشة، وزرع المرح مدخل للأنس والرضا، ومما يعين على احتواء الخلافات بين الزوجين ويعزز الاستقرار امتصاص الغضب وحصر الخلاف بعيداً عن الآخرين، مع الصبر والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والاعتذار بأسلوب رقيق يمحو كل الآثار العالقة والتصرفات الخاطئة، والحكمة والتروي والتأني من الأمور المهمة في مواجهة الخلافات وحسمها، والوداعة والبساطة تجذب كل طرف للآخر، والصراحة والوضوح مطلب في الحياة الزوجية، الزواج في الشريعة ميثاق ووثيقة، يبدأ بسم الله وحمده والثناء عليه، وهو مسيرة طويلة ممتدة يحمي كل طرف من الانحراف، فيه الأجر والثواب، الحياة الزوجية شجرة طيبة، تعاهدها بما يرضي الله كفيل بنمائها واستقرارها، بتقوية الإيمان بالله والتعاون على البر والتقوى، ووقاية للنفس من الوساوس والأوهام، والمبادرة لكل عمل صالح، وإعلان ذكر الله في محيط المنزل والأسرة، وتلقي وسماع الحسن من المشاهد والمسموع، وهذا من الحياء المحمود ولقد قيل: «حياة الوجه بحيائه، كما أن حياة الغرس بمائه». المرأة شقيقة الرجل لها ما للرجل وعليها ما على الرجل في مجمل الأحوال، وشريعة الله كرّمت وأكرمت كل طرف، الزواج في ديننا عقد بين طرفين، تحوطه ضمانات شرعية تحفظه وترعاه، وهنيئاً لكل شاب وفتاة في حياتهم الكريمة.

سعود بن صالح السيف
مأذون الأنكحة بمحافظة الزلفي


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد