Al Jazirah NewsPaper Friday  13/08/2010 G Issue 13833
الجمعة 03 رمضان 1431   العدد  13833
 
الدعاة والإصلاح الاجتماعي

 

الدعاة إلى الله تعالى هم منارات الخير والهدى في المجتمعات وهم مشاعل الإصلاح.. والكتاب الذي بين أيدينا عنوانه (الدعاة والإصلاح الاجتماعي) للدكتور عبدالله بن محمد المطوع صدر عن دار الحضارة للنشر والتوزيع واشتمل على:

أهمية الدراسة وأسباب اختيارها.. ومفهوم الإصلاح الاجتماعي.. وأهمية قيام الدعاة بالإصلاح..

كما تضمن مبحثاً عن دور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في الإصلاح الاجتماعي.

وقال المؤلف: يقص علينا القرآن الكريم موقف نبي الله يوسف- عليه السلام- حين قاد مجتمعه بكل كفاءة واقتدار لتجاوز الأزمة التي كادت أن تعصف بهم فقدم لهم الخطة المحكمة التي تكفل لهم تجاوز هذه الأزمة ثم أشرف بنفسه على تنفيذ هذه الخطة وكانت النتيجة أن خرج مجتمعه من الأزمة بأقل خسارة ممكنة.

وفي المبحث الثالث بعنوان (النبي صلى الله عليه وسلم والإصلاح الاجتماعي) قال المؤلف: تواترت الروايات الصحيحة التي أكدت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جبل على فعل الخير والاهتمام بالمواقف الخيرة وشهودها منذ سني عمره الأولى والمشاركة العملية فيها والتفاعل معها وعرف بذلك بين بني قومه حتى صارت تلك من صفاته التي يعرفونه من خلالها وخير من يؤكد ذلك أم المؤمنين خديجة- رضي الله عنها- حيث وفته بقولها: (كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر) ووصفه بذلك أيضاً صاحبه عبدالله بن أبي أوفى- رضي الله عنه- مما يدل على تعدد قيامه- عليه الصلاة والسلام- بهذه الأعمال فيقول رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة).

شهرة النبي صلى الله عليه وسلم بالصدق والأمانة كانت سبباً رئيسياً ليودع القوم أموالهم عنده ليحفظها لهم وهذا من جملة ما كان يقوم به قبل البعثة في حاجة المجتمع ومعايشة قضاياه ولذلك فعندما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أقام علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- عدة ليال في مكة حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس.

وهذه الشواهد الكريمة السابقة هي ما يؤمل الباحث أن يستند إليه الدعاة عند مشاركتهم في نفع الآخرين وفق أي صورة ممكنة وخصوصاً أنها تحوي صوراً متنوعة في المشاركة الإيجابية في خدمة المجتمع ونفع أفراده.

وقد ختم المؤلف بحديث عن واجبات الدعاة.. وقال:

من المهم جداً أن يبذل الداعي لأفراد مجتمعه ما يستطيع من جهده ووقته وجاهه وماله حتى يكون لدعوته قبول ولكلامه استجابة بين المدعوين.

يقول ابن القيم:( وقد دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها على أن التقرب إلى رب العالمين وطلب رضاته والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير وأضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر فما استجلبت نعم الله تعالى واستدفعت نقمته بمثل طاعته والتقرب إليه والإحسان إلى خلقه).



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد