Al Jazirah NewsPaper Friday  13/08/2010 G Issue 13833
الجمعة 03 رمضان 1431   العدد  13833
 
اهتمام فعلي بأسعار افتتاح الأسهم الاستثمارية لاعتبارات تأثيرها المستقبلي
صناعة مدروسة للحدود السعرية للأسهم الجديدة تثير التساؤل حول من يصنعها

 

الجزيرة - حسن أمين الشقطي

أغلق سوق الأسهم هذا الأسبوع عند 6188 نقطة خاسرا نحو 112 نقطة، وهي الخسارة التي تزامنت مع دخول شهر رمضان المبارك. وقد جاءت هذه الخسارة في سياق التراجع الجديد في السيولة الأسبوعية المتداولة هذا الأسبوع؛ حيث انحدرت من مستوى 13.6 مليار ريال في الأسبوع الماضي إلى نحو 12.3 مليار ريال هذا الأسبوع، وتم خلال هذا الأسبوع إدراج سهمين جديدين بالسوق، هما مدينة المعرفة الاقتصادية وأسمنت الجوف، وقد أغلق السهم الأول عند سعر 9.25 ريال، في حين أغلق الثاني (أسمنت الجوف) عند سعر 12.45 ريال، أي أن السهمين أغلقا عند مستويات أسعار متدنية تقترب من السعر الاسمي لهما. في المقابل، فإن أسهم قطاع التأمين سلكت مؤخراً سلوكاً مختلفا تماما؛ فعلى سبيل المثال أُغلق سهم الشركة الوطنية للتأمين في يوم إدراجه الأول عند 43 ريالا، وهو ما يثير التساؤل: من يصنع الحدود السعرية للأسهم الجديدة التي غالبا ما تستمر تعمل فيها هذه الأسهم.

أسعار افتتاح الأسهم الاستثمارية الجديدة

من الأشياء اللافتة للنظر في السوق أنه بات واضحا ومؤكدا أن كل سهم استثماري جديد له حدود في افتتاحه في اليوم الأول للإدراج، هذه الحدود ترتبط بشكل واضح بالسعر الاسمي. ولنأخذ أمثلة لهذه الأسهم الاستثمارية المطروحة مؤخرا؛ فسهم مدينة المعرفة الاقتصادية افتتح تداوله يوم الاثنين الماضي عند سعر 10.75 ريال، وأغلق في اليوم نفسه عند مستوى 10.30 ريال، بشكل يظهر أن طرح السهم الاستثماري الجديد كان مقيدا للغاية بالسعر الاسمي، وحتى تلك المكاسب التي ربحها السهم في بداية الافتتاح خسر غالبيتها عند الإغلاق، وهو مسار منطقي لسهم جديد لشركة جديدة لم تبدأ عملياتها التشغيلية بعد، إلا أنه يفترض أن يكون سهماً استثمارياً واعداً، كذلك الحال سهم أسمنت الجوف الذي افتتح عند سعر 12.25 ريال وأغلق عند 12.45 ريال، وهو أيضاً سعر قريب من السعر الاسمي للسهم.

أسعار افتتاح الأسهم العادية (أسهم التأمين)

في المقابل، فإن أسعار أسهم شركات التأمين تأخذ مسلكا مختلفا بالمرة؛ ففي الماضي القريب كانت غالبية هذه الأسهم تحقق طفرات في يوم إدراجها الأول تصل إلى ربحية 1000 % في اليوم الأول، وتستمر تحلق عند هذه المستويات لفترات طويلة أحياناً، والآن، وبعد انضباط السوق نسبياً في العام الأخير، فلا تزال أسهم التأمين الجديدة قادرة على تحقيق قفزات سعرية، ولكن بشكل أقل نسبياً.. فعلى سبيل المثال سهم الوطنية للتأمين المطروح مؤخراً افتتح عند سعر 54 ريالا وأغلق في يومه الأول عند 43 ريالا، كذلك الحال بالنسبة لسهم العالمية للتأمين الذي افتتح عند سعر 42 ريالا وأغلق عند 38 ريالا.

صنع الأسهم.. يتم من لحظة الإدراج الأولي

مما سبق يتضح أن صنع الحدود السعرية للأسهم لا يتم بشكل عشوائي، بل هي صناعة حقيقية ومدروسة تتم منذ لحظة الإدراج الأولي لها بالسوق، وهي تتمثل جوهرياً في سعر الافتتاح الذي يتم بلورته في سياق محدد، وغالباً ما يستمر هذا السياق للسهم ويمثل السمة الرئيسية لسعره لفترة طويلة نسبياً.. كما يتضح أن الأسهم الاستثمارية كافة المطروحة لشركات جديدة غالبا ما يكون سعر افتتاحها ضيقا ومحدودا وقريبا جدا للسعر الاسمي.. في المقابل فإن الأسهم الجديدة المطروحة لشركات التأمين مثلا لا تأخذ هذا المنحنى نفسه، بل غالبا ما تكون أسعار افتتاحها منفلتة نسبياً، وصلت في المتوسط خلال العام الأخير من 30 إلى 50 ريالا، في المقابل فإن أسهم الشركات الاستثمارية الجديدة الكبرى لا تزيد حدود أسعار افتتاحها من 10 إلى 15 ريالا بحد أقصى؛ الأمر الذي يعني أن هناك اهتماماً فعلياً بالحدود السعرية لافتتاح الأسهم الاستثمارية المتوقع أن تكون مؤثرة بالسوق مستقبلاً؛ وبالتالي يتم تقييد أسعار افتتاحها، في المقابل تترك أسعار افتتاح الأسهم الأخرى للشركات الأقل استثمارية بحرية أكبر، وبالطبع كل هذه الصناعات تعمل لصالح السوق وللحفاظ على مستوى استثماريته.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد