Al Jazirah NewsPaper Friday  13/08/2010 G Issue 13833
الجمعة 03 رمضان 1431   العدد  13833
 
الحقيل: أمر خادم الحرمين ينبع من رؤية للواقع وقراءة دقيقة للمستقبل

 

الجزيرة - وهيب الوهيبي:

أكد الشيخ إبراهيم بن شايع الحقيل رئيس ديوان المظالم أن الأمر الملكي الكريم وما بني عليه من استحضار واقع الفتوى وخطورتها والاحتساب وآثاره، وكذا ما أسس عليه هذا الأمر الكريم من مراعاة حرمة القول على الله بغير علم، وما يقع من فتنة بسبب ذلك؛ تَعُم مفاسدها البلاد والعباد وتعود بآثارها السلبية على الدين والوطن.

واشار الى أن أمر خادم الحرمين ينبع من رؤية للواقع، وقراءة دقيقة للمستقبل، وهي رؤية منطلقها الأول والأخير الحرص على دين الله تعالى والغيرة عليه، وهذا ما ظهر في هذا البيان المؤصل شرعا في كل مضامينه التي يستحق كل واحد منها وقفة بحد ذاته.

وقال الشيخ الحقيل إن هذا الأمر - بما تضمنه من قواعد تضبط الفتوى وتنظم الاحتساب - يعتبر وثيقة تلفت الأنظار إلى علو مقام الفتوى والاحتساب وعِظم منزلتهما في دين الإسلام، وما يكون من مآلات وآثار لتصدر غير المؤهلين لها. وقد كان في مقام الصدر من الأمر الملكي الكريم الاستنادُ إلى صريح نصوص الكتاب العزيز الآمرة بسؤال أهل العلم والرد لهم، وتحريم القول على الله سبحانه بلا علم، وبيان خطورة ذلك وما يحدثه من فتنة وفرقة جاءت الشريعة بالنهي عنها؛ سعيا لتوحيد الصف، ونبذ للفرقة، وأول ما يدخل في ذلك الاجتماع على أمر الدين كما جاء في الأمر الكريم. ولم يغب عن هذه الوثيقة المباركة التي استبشر المسلمون بها غرة هذا الشهر المبارك الدورُ الكبير الذي تقوم به مؤسساتنا الشرعية، والتحذير من الإساءة إليها أو التشكيك في اضطلاعها بمسؤولياتها، التي هي معقد الاعتزاز والاغتباط، كما تضمنت الثناء على علمائنا الذين هم حملة الشريعة وحراسها.

وبين أن للاحتساب أصوله وضوابطه التي أقرها الإسلام وأرسى قواعدها، وكذا ما يتعلق بخطبة الجمعة والواجب تجاهها؛ ليبقى منبر الجمعة محققا للإرشاد والتوجيه الذي ينفع الناس.

ولا شك أننا نجد في أصولنا الشرعية وما سار عليه سلفنا الصالح ما يؤيد هذا المسار فهو من السياسة الشرعية المنوطة بولي الأمر، ولا يقف البيان عند ضبط الفتاوى التي تخرج عن إطارها فحسب بل يتعدى ذلك إلى تكريس دور المؤسسات الشرعية خصوصا مؤسسات الفتوى التي أنشأتها هذه الدولة المباركة لتكون البديل المأمون لسد احتياجات الناس في المسائل الشرعية، وهذه المؤسسات تحقق مفهوم مواكبة الإسلام للعصر، حيث استطاعت المحافظة على الثوابت الشرعية ودخلت بها إلى العصر الحديث في ثوب متطور وفي إطار مؤسسي يستعين بالخبراء وبيوت الخبرة ويتبنى الاجتهاد الجماعي في قضايا الأمة الكبرى.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد