تحليل: وليد العبدالهادي :

شهدت أسعار الفائدة تثبيتا في العملات الرئيسية وبإجماع من البنوك المركزية ونفس التصدير بدأ يضيق في الميزان التجاري الأمريكي، حيث كان أعنف خبر للأسبوع، والين توج بطلاً بين العملات والتقييم جاء بناء على السيولة المتكدسة فيه والأرقام التاريخية التي شوهدت من تعاملاته، أما في بريطانيا بنك إنجلترا أفسد الفرحة على المضاربين بتثبيت سعر الفائدة مع وجود تأثير ملموس من سياسات التقشف الحكومية، تم رصدها خلف الأرقام المعلنة، وفي منطقة اليورو المنطقة الأكثر هدوءاً كانت ألمانيا هي من يتنفس حاليا في المنطقة ويسمع لها صوت أما البقية فهم خارج التغطية، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة اقتصادية نروي خلالها أحداث هذا الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم:

الدولار الأمريكي:

لا يزال الميزان التجاري والصادرات تحقق نمو في الصين لكن بوتيرة أقل مما كان في السابق ولوحظ في قراءة شهر يوليو تراجع نمو الواردات حيث أظهرت نمو 22.7% أيضا مؤشرات قطاع الصناعة ومبيعات التجزئة كلها تراجعت عن القراءة السابقة هذا يعطي انطباع بأن الطلب الحقيقي على النفط قد تراجع ونذكر بأن مخزونات النفط الأمريكية أظهرت هبوطا بقيمة 3 ملايين برميل. أما خام نايمكس بمجرد ما عادت السيولة للدولار بدأت عزوم مضاربية تضعف وسقط من مستوى 80 دولارا للبرميل إلى 77 دولارا للبرميل.

منتصف الأسبوع تم الإعلان عن الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير كذلك السياسات المالية لأمريكا وكان قد توقع المستثمرون أن يتم إحداث أي تغيير في السياسات يعطي انطباعا بأن الاقتصاد تحسن ولو بشكل محدود، لكن جاء عجز الميزان التجاري ليتوسع بنسبة 18% ويؤكد أن أمريكا نفس التصدير لديها بدأ يضيق بشكل مخيف ساهم ذلك في كبت شهية المخاطرة في أسواق الأسهم يوم الأربعاء الماضي وتجمع السيولة في ممر العملة الخضراء مجدداً.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي:

سقوط عنيف من مستوى 1.32 إلى مستوى 1.28 مقترباً من خط الاتجاه الصاعد الصغير حيث يحتمل كسره الأسبوع القادم، طبعا الاتجاه العام للزوج (هابط) وما حدث كانت محاولات بائسة من المشترين والعبث قائم من البنوك المركزية للزوج ويتوقع أن نشاهد مستوى 1.25 الأسبوع القادم.

الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي:

لحظة كتابة التقرير هذا الزوج يترنح عند مستوى 1.55 ويبدو أنه لن يدوم طويلاً، بل هناك إمكانية للهبوط أكثر إلى مستوى 1.51 والأهم من ذلك تكون نمط بيعي صريح يمثل إشارة قوية لهدم المسار الصاعد الصغير.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني:

عندما نلقي نظرة من مسافة بعيدة نجد أن الدولار يعيش آخر شهور الهبوط أمام الين لكن سيكلف ذلك الكثير من قبل المشترين خصوصا من الناحية النفسية وتقلباتها المزعجة من العملة الخضراء، أما هدف الأسبوع القادم يرجح أن يكون بالقرب من 83 عندها ستهدأ البيوع.

اليورو:

احتفلت ألمانيا بنمو فائض الميزان التجاري إلى 14.1 مليار يورو وذلك بنسبة 45% مدعوم بارتفاع الصادرات بنسبة 3.8% لكن هناك ضغوط من التضخم حيث وصلت نسبته 1.2% على المقياس السنوي ممثلا بأسعار المستهلكين، ولوحظ شح الأرقام القادمة من بقية الأعضاء تم استغلالها في رفع أسواق الأسهم مضاربيا قبيل الإعلان عن نكبة الميزان التجاري الأمريكي.

الجنيه الإسترليني:

قلصت بريطانيا عجز ميزانها التجاري إلى 4.2 مليار جنيه إذا ما تم فصل حجم تبادلها التجاري مع منطقة اليورو لكن حتى تبادلها التجاري مع هذه المنطقة تم تقليصه ويبدو أن السبب هو سياسات شد الأحزمة لدى الحكومة أعطت تأثيرا جيدا على الاقتصاد خصوصا مع تماسك أرقام البطالة عند 7.8%، وبعد تثبيت سعر الفائدة عند 0.50% تم قطع الطريق على المضاربين وبدؤوا يغادرن زوج الجنيه مقابل الدولار.

الين:

أبقى المركزي الياباني أسعار الفائدة عند 0.10% دون تغيير في سياساته النقدية أما الحساب الجاري تراجع إلى 1047 مليار ين يظهر ذلك تفوق الإيرادات على الصادرات مما ضغط على أسواق الأسهم هناك وتم الإقبال على العملة اليابانية خصوصا المستثمرين الأجانب، كما أعلن عن نتيجة استطلاع حول الوضع الاقتصادي المستقبلي من وجهة نظر الرأي العام كانت قد وصلت نتيجتها إلى مستوى 46.6 ويعد مستوى 50 وما بعده مؤشر على قوة الطلب المستقبلي طبعا النتيجة كانت معاكسة وضغطت على شهية المستثمرين والين غالبا ما يكون هو المستفيد الأول في مثل هذه الأجواء.

(تم إعداد هذا التقرير منتصف جلسة الأسواق اليابانية يوم الخميس الساعة 7 صباحا بتوقيت جرينتش)