Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/08/2010 G Issue 13835
الأحد 05 رمضان 1431   العدد  13835
 
أفق
رمضان وإعلانات ترسيخ الهوية والقيم
سلطان المالك

 

في شهر رمضان المبارك لا أتابع المسلسلات والبرامج التلفزيونية، ولكني أتابع الإعلانات التجارية، وأركِّز على ما يبث من خلال شاشة التلفاز وفي فترة الذروة بين المغرب والعشاء، وهو الوقت الوحيد الذي أطالع به شاشة التلفاز. وهذا الوقت تتزاحم فيه الشركات من أجل بث رسائلها الإعلانية، حيث تحظى بأكبر شريحة من المشاهدين، وهي أعلى فترة من حيث أسعار الإعلانات.

بحكم التخصص ومتابعتي لصناعة الإعلان، شدّ انتباهي بعض الإعلانات التي استخدمتها بعض الشركات لبث رسائلها بطابع غير تجاري، فهي لا تسوّق لمنتجات أو خدمات، وإنما تستغل الفرصة لنشر إعلاناتها من أجل ترسيخ هوية المنشأة وإرسال رسائل توعوية تحث على الالتزام بالمبادئ والقيم في المجتمع، مستشعرة بذلك بالمسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقها.

ولعلِّي في هذه المناسبة أسرد ثلاثة إعلانات شاهدتها وأعجبت بما احتوته من قيم ومواعظ، وقد يكون هناك غيرها ولم أتمكن من مشاهدته: الإعلان الأول لمشهد قصير أطلقته شركة موبايلي وهو يؤكد أنّ الله قوي ولا فوقه شيء، وأنّ كل شيء مهما كان فهو بأمره، ولم تتطرّق فيه الشركة لمنتجاتها وخدماتها، بل فقط وضعت شعارها كترسيخ لهويتها، الإعلان الثاني لشركة زين وفيه تبث الشركة رسالة تبيِّن أنّ الله قريب يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، من خلال مشهد قصير معبِّر؛ أما الإعلان الثالث فهو لشركة مطاعم البيك، وفيه لم تعلن الشركة عن أنواع منتجاتها وأسعارها التنافسية، بل عرضت مشاهد لمن لا يحترم النظافة ولا يعيرها اهتماماً، وكيف أنّ رمي القاذورات إذا استمر فسيجعل المدينة بكاملها غير نظيفة.

شهر رمضان هو شهر يتميّز باجتماع أفراد الأسرة سوياً على مائدة واحدة وهي مائدة الإفطار، وبالتالي فهي فرصة حقيقية لكل شركة معلنة لأن تستهدف التأثير على رب وربة الأسرة، من خلال الرسائل الإعلانية الهادفة، والشركة التي تستغل مثل تلك الفرص بكل تأكيد هي المستفيد الأول من ذلك.

والإبداع في الإعلان واختيار التوقيت المناسب لبث رسائل معيّنة فنٌ قد لا تتقنه كل الشركات.



fax2325320@yahoo.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد