Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/08/2010 G Issue 13835
الأحد 05 رمضان 1431   العدد  13835
 
هذرلوجيا
هذا الوطن
سليمان الفليح

 

هاأنذا وأنا الشمالي حتى أقصى الخريطة والمتحدر حتى أقصى السواحل شرقاً والقاطن في قلب نجد (العذية) والقاطنة نجد في قلبي أنحني فوق خريطة الوطن وأضمها كاملة إلى صدري لتتوغل بين حنايا الضلوع من غربها الغالي إلى شرقها الحبيب ومن شمالها الرؤوم إلى جنوبها العزيز لتدخل شاملة للقلب لتقلّبها المشاعر على ظهرها الناصع البياض لأكتب عليه أنصع المشاعر وأنقى حروف الولاء. ولِمَ لا؟! ما دام هذا الوطن العظيم يمدّني بعظمة التاريخ والدين والإنسان وكبرياء الانتماء إليه منذ الخطوات الأولى للأسلاف فوق هذا الثرى النبيل وحتى هذه اللحظة التي تثير بي النشوة للحديث عن تلك الوحدة العظيمة المباركة التي تحققت لأقاليم هذا الوطن وقراه وقبائله تحت راية الرسالة النبوية الخالدة فتحققت من خلال هذا الوطن ومنطلقاً منه كل ركائز الحضارة العربية الإسلامية التي شملت أغلب أصقاع الأرض.

واليوم وهذا الوطن الغالي يصبح أسرة واحدة تقطن في بيت واحد وتأكل من صحن واحد وبفضل تقدم الاتصالات والمواصلات أصبح المواطن الذي يقطن في أقصى الشمال يشارك أخاه المواطن الذي يقطن في أقصى الجنوب وكذلك ينطبق الأمر على المواطن الذي يقطن في أقصى الغرب وأخيه الذي يقطن في أقصى الشرق. أقول يشاركه في بناء الوطن وحب الوطن والدفاع عنه وعن مكتسباته الحضارية بالروح والدم لأن أي ضعف ينال أي طرف سينال لا محالة الطرف الآخر لا سمح الله.

من هنا وما دمنا نتحدث عن وطن ينعم المواطن فيه بمنجزاته التواصلية (الوحدة السياسية الاجتماعية) ووسائل الاتصالات الأخرى من وسائل إعلام وغيرها من وسائل التواصل. أقول لماذا لا تركز وسائلنا الإعلامية على نقل الحياة الاجتماعية، التراث، المأثور الشعبي، العادات، التقاليد، الفنون بكل أصنافها ليتعرف الشمالي على تراث الجنوبي وكذلك الأمر بالنسبة للشرقي والغربي وبالعكس. أقول هذا وأنا أشهد طلائع هذا التواصل عبر ما تبثه القناة الثقافية وما بثته مؤخراً قناة الصحراء في حلقة خاصة عن مجالس وأشعار وحكايات قبيلة الصيعر العزيزة التي تتوغل في صحراء الربع الخالي وتدور حول محافظة شرورة في ارتحالاتها وانتجاعاتها نحو مساقط المطر، أقول والحق يقال إن ما قدمته القناة -أي الصحراء- عن رجالات القبيلة وكهولها وذكرياتهم لهو عمل إعلامي رائع وممتع، ولعل أروع ما في الحلقة هو حديث عفوي لأحد أولئك (الشيبان) وهو يتحدث عن الوحدة الوطنية والأمن والأمان والعيش الكريم كنتيجة لتلك الوحدة التي حمل مشعلها أبناء المؤسس العظيم من بعده جيلاً بعد جيل وحتى يومنا الحاضر، فشكراً للصحراء القناة والصحراء الأرض كجزء من هذه الوحدة المباركة.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد