تشهد المملكة نهضة تعليمية متسارعة وخاصة في مجال التعليم العالي وفي السنوات الخمس الأخيرة تم فتح عدة جامعات حكومية وأهلية والابتعاث إلى عدد من الجامعات في الخارج لطلاب الثانوية العامة، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد والذي قيض لها حكومة رشيدة تحرص على النهوض به لمواكبة البلدان المتقدمة في المجالات العلمية المختلفة، وهنا يأتي دور التقويم لضمان الجودة ولتكون مخرجات التعليم العالي مميزة وعالية الجودة، ولا يتم ذلك إلاّ بالاهتمام الجاد في عملية التقييم المستمر للجامعات، لأنّ هذا هو الاستثمار المنتظر من الجامعات، ويأتي بعد ذلك الاهتمام بالطالب الذي سخّرت له كل هذه الإمكانات، حيث يلاحظ إهمال الطلاب في بعض الجامعات وعدم محاسبة الأستاذ، وبعض الجامعات لا يوجد فيها نوع من الأقسام الخاصة بالإرشاد أو التوجيه والإرشاد التربوي المتخصص، لمساعدة الطلاب على التكيف والتعرُّف على مشكلاتهم العلمية والتربوية، والمجتمع مرهون بجودة التعليم العالي، حيث أبناؤه هم من سوف يقود دفة المجتمع، وهم من سوف يساعد على تميُّز هذا البلد في جميع النواحي وخاصة الناحية الثقافية، حتى يتأصل لديهم حبهم لدينهم وحكومتهم ووطنهم، فالأمم لا تتقدم إلاّ بأهلها واهتمامهم وحرصهم على ثقافتهم وتمسكهم باللغة التي ينتمون إليها، وإذا لم تهتم الجهات العلمية في مجالات الدين والثقافة واللغة، فإنّ البديل لا يمكن أن تنهض به الأمم، فكل أمة رغبت عن ثقافتها فلن تفلح في إيجاد نهضة علمية تسعدها وتجعلها في مصاف الدول المنتجة والمعتمدة على نفسها في مواردها المختلفة.