Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/08/2010 G Issue 13835
الأحد 05 رمضان 1431   العدد  13835
 
وقف للصوام في أشيقر منذ أكثر من 700 سنة
الشيخ العامر: تفطير الصوام في مسجد الشمال وبيع التمر لرعاية الوقف

 

أشيقر: عبدالله إبراهيم المقحم

صبيح بن مساور رجل صالح يعمل في الزراعة لدى عقبة بن راجح التميمي بمدينة عكل قديما - أشيقر حاليا - منذ أكثر من 700 سنة، وكان يعمل في المزرعة ويراقب عملية استخراج الماء من بئر الغطفاء فترة النهار، ولما قربت وفاة سيده أوقف ذلك النخل على ذلك العبد لما يعرفه عنه من صلاح وتقى، ولما حضرته الوفاة أوقفه صبيح على مصالح المسلمين وأصبحت أرضه للصوام في مدينة أشيقر، وقد أوصى صبيح 747ه:

« بأن يخرج منه دلو وحبلها على بئر العصامية فإن تعطلت بئر العصامية جعلت على بئر غيرها مما ينتفع به المسلمون، وفيه أيضا ستون صاعاً تكون أكفاناً لمن يموت ولم يخلف ما يكفنه من أهل عكل وأهل الفرعة وأهل شقراء وما فضل بعد ذلك أطعمه الولي في شهر رمضان ويكون سماطاً في ليالي الجمعة والخميس والاثنين ويفرق منه الولي ثلاثين صاعاً على الأرامل اللاتي يشتهين ويستحين ولا حرج على من حضره في الأكل منه سواء كان غنياً أو فقيراً أو بدوياً أو حضريا، وإن أصاب الناس مجاعة في غير شهر رمضان المعظم أطعمه الولي في ذلك الوقت إذا رأى الصلاح في ذلك».

وعكل اسم لمدينة أشيقر في ذلك الوقت، وسمي هذا الوقف بوقف الصوام، وقد حذا حذوهم أوقاف أخرى لمثل هذا العمل وقضى على كثير من المساغب التي واجهت الناس في ذلك الوقت.

وقف الصوام (الحَلَقَة)

وهو عبارة عن سفرة في رمضان يأكل منه الحاضر والبادي والصغير والكبير ويقوم على وقف الصوام إمام الجامع بأشيقر، ويقوم بتوزيع التمر على أربعة مساجد في أشيقر هي: الجامع (12 كفة)، الفيلقية (12 كفة)، والمسجد الشمالي (12 كفة)، ومسجد حويطه (3 كفاف)، ويقوم بفرش (سفرة من الخوص) ويوضع التمر ويتحلقون عليه مشكلين حلقة دائرية ولهذا سميت (الحلقة) وكانت توضع هذه السفرة في شهر رمضان المبارك في ليالي الاثنين والخميس والجمعة ويجتمع على هذه المائدة الحضر والبدو والفقراء وزوار أشيقر عابرو السبيل، والصغير والكبير، ويقوم أحد المتطوعين بجمع باقي التمر مع (العبس) وإعادته للشيخ عبدالعزيز العامر رحمه الله إمام الجامع - والوكيل عن هذا الوقف في ذلك الوقت - وبعد شهر رمضان المبارك يقوم القائم بالوقف ببيع المتبقي من التمر من (الجصه) كما يقوم ببيع عبس التمر (الفصم) طعاماً للماشية ويقوم بإضافة القيمة لرعاية الوقف وصدقة للفقراء والمساكين وقد التقت (الجزيرة) بالشيخ حمد بن عبدالعزيز الحميد وهو ممن حضر تفطير الصوام قبل نحو 60 عاما وكان مكلفا بجمع باقي التمر و(العبس) من أحد المساجد ويقول: كنت أجمع المتبقي من التمر وأجمع العبس (الفصم) في 18 كفة وتسمى (مطّْعم) وأقوم بتسليمه للقائم بالسبل الشيخ عبدالله العامر رحمه الله ويتولى بيعه بعد شهر رمضان والاستفادة من ماله في دعم الوقف ورعايته.

وقد توقفت (الحلقة) في حدود عام 1386هـ نظراً لعدم وجود محتاجين في ذلك الوقت والتي اقتصرت على الأطفال فقط الذين شكلوا مصدر إزعاج في المسجد، وأصبح القائمون على الوقف يبيعون التمر ويتصدقون بالمبلغ ويخصمون جزءا من المبلغ على الوقف لرعايته.

الحلقة تعاود مرة أخرى بأشيقر

قام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز العامر بإعادة الوقف مرة أخرى في عام 1411هـ بحيث يقوم بفرش سماط من التمر في المسجد الشمالي بأشيقر يومياً في شهر رمضان المبارك، وقد ذكر عبدالعزيز العامر أنه قام بإعادة الحلقة من جديد ويشرف عليها لرعاية الوقف وإنمائه، وقد حضرت (الجزيرة) لهذا الملتقى بحضور عدد من أهالي وأعيان أشيقر وكانت الأجواء داخل المسجد الشمالي أجواء روحانية ويتواجد الأبناء مع آبائهم ويتم جلب التمر في (زبيل) ويوزع التمر بين الصوام ويؤذن المؤذن من خلال الصعود على المنارة ويشربون الماء من القربة داخل المسجد ويدعون الجميع بعد الإفطار حسب ما نصت عليه الوصية بقولهم (جعل من أورثه في الجنة) ثم بعد الإفطار يصلون جماعة في المسجد الشمالي الذي يعتبر من أقدم المساجد في مدينة أشيقر؛ إذ أعيد ترميمه الثاني في عام 1334هـ والذي كان إمامه الشيخ سليمان بن علي المشرف جد الشيخ محمد بن عبدالوهاب مجدد الدعوة، وتؤدى فيه صلاة التراويح وبعد صلاة التراويح يفتح عبدالمحسن المنصور باب بيت جده الذي أعيد ترميمه بالقرب من المسجد ليتناول الجميع الشاهي والقهوة في ليالي شهر رمضان المبارك.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد