Al Jazirah NewsPaper Monday  16/08/2010 G Issue 13836
الأثنين 06 رمضان 1431   العدد  13836
 
رحيل القصيبي.. رحيل قصة كبيرة
فادي إبراهيم الذهـبي

 

وفاة الأديب الوزير غازي القصيبي تركت أثراً كبيراً في الأوساط الثقافية والعربية والإدارية فرحلته مع العمل العام مواكبة لإبداعاته الأدبية والشعرية جعلت النجاح حليفه في محطات حياته المختلفة فتعدد المسؤوليات التي تولاها والنجاحات المتتالية جعلت منه نموذجاً إدارياً فريداً من نوعه؛ فإبداعاته في الشعر جاءت ترجمة لإبداعاته العملية، التي كان آخرها عندما عمل جنباً إلى جنب مع الشباب في خدمة زبائن مطعم وخلع الشماغ والعباءة ولبس قبعة النادل وذلك تشجيعاً منه لشباب على العمل في شتى المجالات وعدم التقاعس والاعتماد على الذات.

قضى القصيبي في الأحساء سنوات عمره الأولى. انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم. نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا. أما الدكتوراه ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالته فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه الشهير «حياةٌ في الإدارة».

والراحل شاعر كبير، وله منشورات في فن الرواية والقصة، مثل «شقة الحرية» و»دنسكو» و»أبو شلاخ البرمائي» و»العصفورية» و»سبعة» و»سعادة السفير» و»الجنيّة». أما في الشعر فلديه دواوين «معركة بلا راية» و»أشعار من جزائر اللؤلؤ» و»للشهداء» و»حديقة الغروب».

وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات «في عين العاصفة» كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها أذكر منها «التنمية، الأسئلة الكبرى» و»عن هذا وذاك» و»باي باي لندن ومقالات أخرى» و»الأسطورة، ديانا» و»أقوالي الغير مأثورة» و»ثورة في السنة النبوية» و»حتى لا تكون فتنة».

وتوليه لعدد من المناصب جعل منه نموذجا فريداً في الفن الإداري المفعم بالحيوية والنجاح أذكر منها:

«أستاذ مساعد في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض.

«عمل مستشاراً قانونياً في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة».

- عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود.

- مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية.

- وزير الصناعة والكهرباء.

- وزير الصحة.

- سفير السعودية لدى البحرين.

- سفير السعودية لدى بريطانيا.

- وزير المياه والكهرباء.

- وزير العمل إلى أن توفاه الله يوم الأحد 15 أغسطس 2010م.

وعلى المستوى الروائي يكاد يُجمع المهتمون بأن روايتي شقة الحرية والعصفورية، هما أهم وأفضل وأشهر ما كتب القصيبي، في حين احتفظ ديوان «معركة بلا راية» بمرتبته المتقدمة بين دواوين الشعر الأخرى، وفي المؤلفات الأخرى، يبقى حياة في الإدارة واحداً من الكتب التي حققت انتشاراً كبيراً في عالم الإعلام الإداري والاقتصادي.

أما العمل الإنساني للوزير الشاعر العديد من الأمثلة فعندما كان في وزارة الصحة عمل على إنشاء جمعية أصدقاء المرضى وإنشاء برنامج يقوم على إهداء والدي كل طفل يولد في مستشفيات الوزارة، صورة لوليدهم بعد ولادته مباشرة، مع قاموس للأسماء العربية، هذا فضلا عن تعزيز عملية التبرع بالدم وبث ثقافتها وتحفيز المواطنين نحوها، كذلك ظهرت لمسات روحانية كتعليق آيات من القرآن داخل المستشفيات وتوزيع المصاحف على المرضى المنومين.

القصيبي قصة كبيرة وتاريخ عميق ضاربا بجذوره في الفكر والشعر والأدب والسياسة والرقي العملي والعلمي، رحمك الله أيها الوزير الأديب وأسكنك فسيح جناته وجعل الله مرضك الأخير في ميزان حسناتك.. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد