Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/08/2010 G Issue 13837
الثلاثاء 07 رمضان 1431   العدد  13837
 
المعجل: د.القصيبي نموذج للرجال المخلصين الذين خدموا الوطن بسخاء

 

الجزيرة - الرياض:

عبر المهندس سعد بن إبراهيم المعجل نائب رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض ورئيس اللجنة الوطنية للصناعة بمجلس الغرف السعودية، عن بالغ حزنه وتأثره لوفاة معالي الدكتور غازي القصيبي وزير العمل الذي «لقي ربه بعد حلة عطاء طويلة في خدمة الوطن الغالي، وكان أحد الرواد الذين ساهموا في إرساء وتعزيز قاعدة الصناعة الوطنية، كما دعم بقوة مسيرة بناء وتعزيز الكوادر الوطنية وتقوية دورها في سوق العمل المحلية».

وقال المهندس المعجل: إن معالي الدكتور القصيبي كان نموذجاً بارزاً للرجال المخلصين الأوفياء الذين وهبوا حياتهم لخدمة الوطن، وإعلاء رايته وتعزيز بنيانه الحضاري في مختلف المجالات والمحافل، فسجل اسمه بحروف مضيئة في سجل الخالدين الذين أعطوا للوطن وأخلصوا له العطاء، بل وحاز احترام الأوساط العربية والعالمية، كقامة شامخة في عالم الثقافة والفكر والأدب.

وأضاف أن الدكتور القصيبي - يرحمه الله - قاد مسيرة بناء الصناعة الوطنية وتحديثها على أسس علمية متينة تستخدم أرقى أدوات العصر وبخاصة صناعة البتروكيماويات حين اختاره الملك خالد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - كأول وزير للصناعة والكهرباء, فنهض بالمسؤولية وحمل الرسالة بكل اقتدار وإيمان، فاهتم بإنشاء ودعم المدن الصناعية الكبرى, وشجع وعزز قيام الشركات الصناعية الوطنية الكبيرة, كما اعتنى بصياغة الأنظمة التي تهيئ البيئة المحفزة للصناعة وتزيل معوقاتها، كما كان مدركاً لأهمية الكهرباء للصناعة وللمجتمع.

واستطرد المعجل قائلاً: «إنني آنذاك لم أكن قد بدأت بعد مسيرتي الصناعية، لكن ما أدركته وشاهدته ولمسته أن وزارة الصناعة في عهد القصيبي كانت العصر الذهبي للصناعة الوطنية، فقد كان مدركاً كل الإدراك لمتطلبات الصناعة، مطلعاً على تجارب الدول المتقدمة، مقتفياً لتجاربها الناجحة» ونقل عنه قوله آنذاك: «إن الدولة أوجدت هذه الوزارة الجديدة لأنها أرادت جمع مهام ومسؤوليات الصناعات غير البترولية في مكان واحد، فالبتروكيماويات بطبيعة الحال هي من الأنشطة الصناعية التحويلية».

وتابع أن الفقيد كان يتمتع برؤية مستقبلية وشفافة وثاقبة, ففكر في إنشاء شركة «سابك» العملاقة لتكون صرحاً صناعياً يدعم الصناعة الوطنية الوليدة ويدفع بها نحو الأمام, ومضى في تحقيق رؤيته وطموحه رغم ما قوبل به من اعتراضات من البعض آنذاك الذين شككوا في جدوى المشروع بحجة أنه يعتمد على صناعة البتروكيماويات القائمة على البترول وهو ثروة ناضبة.

وأشار إلى أنه كان قد ناقش مع الفقيد قبل بضعة أشهر مطلب الصناعيين بفصل وزارة الصناعة عن التجارة، وإقامة وزارة مستقلة للصناعة أو هيئة ملكية خاصة ترعى شؤون الصناعة على غرار الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وقال المعجل إن الدكتور القصيبي كان مؤيداً ومسانداً للفكرة التي ينادي بها الصناعيون الذين يرون أن قيام وزارة مستقلة للصناعة ينهض بالصناعة الوطنية ويدعم أركانها ويعالج قضاياها، وحتى لا تتحمل هذه الوزارة مسؤوليات وزارة التجارة التي تحتاج لأعباء كبيرة.

ونوه المعجل برجاحة رأي الدكتور القصيبي وبعد نظره وإيمانه بصواب مشروع سابك العملاق, ونقل عنه رده المتزن آنذاك على منتقديه بقوله: «لا شيء يدعونا لترك ما ينضب غداً، ومنع الاستفادة منه, فنحن ندرك أننا لا نعيش أبداً، ولكننا نستيقظ كل يوم نعمل ونكد وحتى آخر رمق، من أجل المستقبل»، ونقل عنه قوله: «إن إنشاء شركة بمستوى (سابك) يعتبر تجربة رائدة، وقد اخترت اسمها، وكتبت بيدي المسودة الأولى لتأسيسها، وراجعت كل كلمة من المسودة النهائية لها مع صديقي الدكتور مطلب بن عبدالله النفيسة».

وقال المعجل إن الدكتور القصيبي أثبت أن رؤيته كانت ثاقبة ونظرته مستنيرة، فها هي سابك واحدة من كبريات المشاريع البتروكيماوية في العالم، وأحد الصروح الداعمة بقوة لاقتصادنا الوطني، حيث تصل منتجاتها إلى أسواق أكثر من 120 دولة في العالم اليوم.

وروى المعجل كيف أن الفقيد كان مرناً في تعاملاته يتحمس لما يقتنع به، لكنه في نفس الوقت يتفهم وجهات النظر العاقلة, بل ويعدل من قراراته إذا رأى أن الآخرين على صواب، خصوصاً إذا كان في ذلك مصلحه الوطن، وأشار إلى أن معاليه كان أثناء توليه وزارة العمل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - يتفهم وجهات نظر الصناعيين المختلفة مع توجهاته، بشأن نسب السعودة في الصناعة، فوافق - رحمه الله - على تخفيض نسبة السعودة المفروضة على الصناعة إدراكاً منه لأهمية وضع الصناعة الوطنية وتخفيف العقبات أمامها. وأضاف نائب رئيس غرفة الرياض انه لمس كذلك عندما كان رئيساً للجنة التنفيذية في مجلس إدارة الموارد البشرية اهتمام معاليه بتعزيز الكوادر الوطنية، حيث دعم وساند جميع مشاريع اللجنة الهادفة إلى بناء قوى عاملة وطنية مؤهلة.

وقال المعجل: إن دور الدكتور القصيبي كمفكر وكاتب صاحب رأي ورؤية هو دور بارز لا يمكن إغفاله، ووصفه بأنه أحد أعلام الفكر العربي البارزين في العصر الحديث، وقال إنه حظي باحترام وتقدير مختلف الأوساط الفكرية والثقافية في عالمنا العربي والإسلامي، بل والمجتمع الدولي بأسره.

واختتم المعجل تصريحه بالدعاء إلى الله سبحانه بأن يتغمد فقيد المملكة والعالم العربي الدكتور القصيبي بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته معرباً عن خالص عزائه لأسرته ولولاة الأمر ولوطنه، وان يعوض الوطن فيه خيراً.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد