Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/08/2010 G Issue 13838
الاربعاء 08 رمضان 1431   العدد  13838
 
القصيبي سيرة تقتدى للباحثين عن النجاح
م. ناصر محمد المطوع

 

سيرة الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- تصلح لأن تكون مادة تدرس لأبنائنا وبناتنا الباحثين عن النجاح في الحياة والذين نطمح في تهيئتهم لريادة مجتمعنا.. ذلك أننا بصدد رجل ممتاز، هو بلا شك -وباتفاق محبيه وما أكثرهم وشانئيه وما أقلهم- من نوادر المبدعين الذين صنعوا شخصيتهم المبدعة بعرق جبينه متكئاً على قيم ومبادئ أصيلة ما حاد عنها تحت جميع الظروف والمراحل التي مرّ بها.

فقد كان -رحمه الله- عفيف اليد، وما كانت يده سفلى في يوم من الأيام، وكان عفيف اللسان حتى مع من تحامل عليه، وكان حاضراً ومعايشاً لقضايا الأمة، ولم ينزو خلف أبواب الوزارة أو السفارة مكتفياً من الغنيمة بالمنصب، بل كان دائماً في عين العاصفة صادحاً برأيه.. ناصحاً أميناً.

ونحن كرجال أعمال.. اختلفنا مع الدكتور غازي في معالجة قضية السعودة منذ أن استلم منصب وزير العمل وبقينا مختلفين معه حتى اليوم.

ونتائج حسابات البطالة وزيادة عدد المستقدمين تميل لصحة رأينا.

إلا أننا لم نفقد في أي يوم من الأيام احترامنا لمعالي الوزير.

ذلك أنه -رحمه الله- وإن كان قد صاغ رأيه مسبقاً واعتد به وظل متمسكاً به حتى آخر أيامه.. إلا أنه لم يحتجب في وزارته عنا.. ولم يتجاهلنا في أيّ يومٍ من الأيام.. بل ظل بابه مفتوحاً.. وأكثر من هذا أنه هو الذي كان يأتينا ويجمعنا في الغرف التجارية وغيرها. وكان النقاش يحتد معه وربما غلظ بعضنا عليه في القول ولكنه ظل -رحمه الله- نعم المستمع ونعم المحاور.

ولا أذكر أنني في أيّ يوم من الأيام (إن صعب عليّ مقابلته) أرسلت له رسالة إلا أجاب عليها دون تأخير.. وأظن هذا ديدنه مع كل الناس.

نشر سيرة رجال أوفياء ومبدعين ممن تقلدوا المناصب العليا في الدولة من أمثال غازي القصيبي وحسن بن عبدالله آل الشيخ رحمهما الله، وعبدالعزيز الخويطر وجميل الحجيلان أمد الله في عمرهما أمر في غاية الأهمية.. وهو خير ألف مرة من تكرار سير وخرافات أساطير مثل حاتم الطائي وعنتره وغيرهما، التي يعافها الفهم السليم، ومردودها على قارئها غير مفيد.

وأنا أكتب هذه الكلمات في حق هذا الرجل العملاق وأتابع حفاوة العالم بشخصه وفي المقدمة قادة بلادنا الأوفياء لشخصه ومن رائهم الشعب السعودي وكثير من الناس بدأت أبحث هنا وهناك.. عن أناس -وما أكثرهم- تحققت طموحاتهم بالمناصب.. وجمعوا الأموال.. ثم لا ترى لهم أثراً ولا تسمع لهم ذكراً..

انتهى بهم الحال من خشاش الأرض يعاف الناس قربهم ويكرهون النظر إليهم أليس في هذا عبرة؟.

اللهم ارحم عبدك غازي القصيبي رحمة واسعة واغفر له وأسكنه جنتك.. إنك سميع الدعاء.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد