Al Jazirah NewsPaper Thursday  19/08/2010 G Issue 13839
الخميس 09 رمضان 1431   العدد  13839
 
الفقيد الاستثنائي
بدرية صالح القناص

 

ما أصعب أن يفقد الوطن مسؤولاً عاش كل عمره مخلصاً لوطنه وأمته.. مسؤولاً ليس كغيره من المسؤولين..

وما أصعب أن تمسك بالقلم لتكتب عن ذلك المسؤول الذي شغل وملأ قلوب الكثيرين من أبناء هذا الوطن وخارجه فهاهي الكلمات تتطاير والحروف تتبعثر أمامي فأحاول جاهدة أن أجمع هذه الحروف وأنسج منها هذه الكلمات البسيطة في حق فقيد هذا الوطن (غازي القصيبي) الرجل الاستثنائي أو بالأصح (الوزير الاستثنائي) رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته.

فما من وزارة تولاها إلا وكان التطور حليفها.. وما من وزارة تولاها إلا وأخذ المواطن حقوقه فيها.. كيف لا وهو الوزير الذي عرف عنه نشاطه ونزوله إلى الميدان لم يكن قابعاً في مكتبه ينتظر التقارير آتية إليه.. ولم يشغل وزارته يوماً بالاستعداد له بحفلات أو تكاليف عند زياراته لأي منطقة ولا غيره.. التقى يوم كان وزيراً للصحة بالمرضى خفية وتحدث مع العجوز والصغير والمرأة ليعرف أوجه القصور والنقص في الوقت الذي يعاني فيه المواطن الآن من صعوبة الوصول إلى المسؤولين إلا من رحم ربي.. ونزل مع شباب هذا الوطن وهو وزير للعمل وطبخ معهم الأكل واستمع لهمومهم في الوقت الذي يعاني فيه أغلب شباب هذا الوطن من ترفع وتغطرس بعض المسؤولين معهم وإغلاقهم الأبواب أمامهم فكم هم المسؤولين المحسوبين على هذا الوطن والذين أولتهم حكومة هذه البلاد الثقة وأفهمتهم أنهم ما وضعوا إلا لخدمة المواطن ورعايته ولكن أنى لبعضهم أن يفقهوا ذلك ولم يكن لديهم قلوب تنبض بالحب والعطاء مثل ذلك القلب الذي حمله غازي بين جوانحه.. فرحمك الله أبا سهيل وأدخلك فسيح جناته.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد