Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/08/2010 G Issue 13841
السبت 11 رمضان 1431   العدد  13841
 
الخطوط السعودية مرةً أخرى..!!
خالد الخنين

 

لم أعرف أن مؤسسة كتب عنها الكتّاب، وضج من تعاملها ومعاملتها كل مواطن قدر له أن يمتطي متنها.. كما كتب عن (الخطوط السعودية) ومنذ عقود من الزمان والحال تزداد سوءًا ، والخدمات تزداد تدهورًا حتى أصبحت حديث المجالس.

إذ يروي كل واحد ما حصل معه أو مع عائلته أو أحد أقاربه عند سفره على هذه الخطوط.. من تأخير عن مواعيد الإقلاع وتجهم، وإهانات من قبل موظفيها سواءً على الأرض أو على متن الجو.. فذاك يشكو تأخر رحلته ساعات وساعات وربما ألغيت الرحلة تمامًا، وآخر يشكو سحب بطاقة السفر منه وتحويله إلى درجة أقل منها على الرغم من أنه دفع القيمة وانتهى الأمر، وآخر قيل له: لا مانع من سفرك دون الأمتعة.. نظرًا لزيادة الشحن على الطائرة.. هذا فضلاً عن سوء الاستقبال عند إجراءات السفر.. والمسافر لا يجد في مطار الملك خالد الدولي المقاعد التي يمكن أن يستريح عليها أو أفراد عائلته.

فقد قلّصت هذه المقاعد، حيث أصبحت لا تكفي عائلة كبيرة واحدة.. وفي الصالات التي تسمى تجاوزًا صالات الدرجة الأولى أو رجال الأعمال فلا تعدو أن تكون ركنًا بسيطًا، ثم وضع حاجز زجاجي حوله، وشاشات تلفاز، وبعض العصائر والفطائر، وإذا زاد العدد فلن يجد المسافر على هذه الدرجة مكانًا يستريح فيه، ولن تشفع له قيمة البطاقة التي دفع قيمتها أضعافًا مضاعفة، ليحصل على التميز.. المزعوم.. أما الصالات التنفيذية فلا يسمح بالدخول فيها أو الجلوس حولها أو في مقاعدها.. ولا أدري لماذا سميت الصالات التنفيذية، فكأن هناك صالات للتنفيذ وأخرى للتعقيد.. وكان الأولى أن تسمى صالات الشرف الأولى أو الثانية كما في المطارات العربية الأخرى.

ما نادى به الكاتب الأستاذ القدير محمد بن عبداللطيف آل الشيخ من ضرورة تغيير مدير عام الخطوط السعودية كحل للتخفيف من المأساة، والإصلاح الإداري لهذه المؤسسة.. وعدم التمديد لشاغلي المراتب الممتازة ما لم يحققوا نجاحًا وأداءً في حقل المؤسسة التي أنيط بهم مسؤوليتها.

وأود أن أشير للكاتب الكريم بأن أزمة هذه المؤسسة (الخطوط السعودية) ليست وليدة هذا المدير أو ذاك وإنما هي أزلية قديمة، إذ لم يتسنم إدارتها من حقق إصلاحًا أو نهض بمستواها إداريًا أو أقالها عن عثراتها الاقتصادية.

يقيني أن الخطوط السعودية ستبقى متعثرة متردية، متداعية، ما لم تتحول إلى شركة نقل عملاقة تديرها نخب متميزة ذات كفاءة عالية متخصصة تقوم بالاستعانة بمجموعة من بيوت الخبرة في مجال الطيران، لإعادة الهيكلة، والصياغة وبنائها بناءً حديثًا شاملاً متكاملاً، مع تحديث للمطارات وإعادة لترتيبها، وصيانتها وقد لا يكون بالضرورة إعادة البناء، فكم من مطار صغير في حجمه كبير في أدائه، ولا بأس من الاستعانة بتجربة الآخرين من الدول المجاورة التي حققت نجاحًا باهرًا في ميدان النقل الجوي خلال سنوات لا تتجاوز أصابع اليدين..

ستبقى المعاناة ما لم تفتح الآفاق لشركات طيران أخرى من دول مجلس التعاون للنقل داخل المملكة، ولاسيما أن البلاد مترامية وواسعة الأطراف تستوعب وتحتاج إلى أكثر من شركة نقل طيران محلي وخارجي حتى إذا ما تعافت (الخطوط السعودية) إذا قدر لها أن تكون شركة، وأصبح لديها أسطول واسع وقادر على تغطية كل أنحاء المملكة، وأصبحت منافسًا قويًا كفؤًا عادت الشركة إلى النقل الداخلي منفردة.

ونحن نخطو مراحل نهضة شاملة يقودها ملك أعز أمانيه وأغلاها أن يرى كل المؤسسات العاملة تقوم بدورها على أكمل وجه، وتلحق بركب الأمم، فلا أظن أن النقل الجوي إلا واحدًا من أهم هذه الأماني وأغلاها..





 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد