Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/08/2010 G Issue 13841
السبت 11 رمضان 1431   العدد  13841
 
الرجل الاستثناء
ديمة عبدالله البليهي

 

دون أن أدَّعي، وقْعُ خبر وفاتهِ علينا جاء كما القذيفة التي تلكم الوجه والروح معاً -إن لم يكنْ أعظم - غازي القصيبي ذلك الشخص هو في الحقيقة مجموعة الرجال -العظماء- إن صحّ التعبير!

لستُ أعرف من أرثي!

غازي الأديب؟ أم غازي المفكِّر؟ غازي الدبلوماسي؟ غازي الإداري؟ غازي السفير؟ أم غازي الوزير؟

خسارةٌ أنت بحق الإله، ظللتَ تناضلُ حتى أيامك الأخيرة، وتبثُّ حتى آخر نَفَس قيمكَ السامية، لم يكسفك المرض أو تُقهقركَ الظروف، تُكافح من أجل اقتناص الهدف، تسعى في الأرضِ فارساً، شامخاً، شاعريّاً، حازماً إن احتدَّت الأمور.

كم كانت هواجسك في أبناء وطنك تضجُّ بمضجعك، تبحثُ حتى الثمالة عن سُبلِ إراحتهم، تنبذ اليأسَ عنهم وتُذلِّل الطرقَ لهم.

كم حللَت كمّاً من المسائل المعقَّدة في خضم أمور الحياة بإستراتجيتك الحكيمة وقيادتكَ الحليمة، كم كتاباً ألَّفته ينمُّ عن ذوقك الأدبي الرفيع وفكرك النيِّر...

لله درُّك! مكتبةٌ لا تنضب، إنسان لا يتكرر!

انتقلتَ إلى الرفيق الأعلى ونحنُ في غمرتنا ننهم ما تُهديه لنا من أشعار طريَّة ومبادئ قيِّمة، ومجموعة ضخمة من الخِبرات والتجارب التي تغذِّينا، ولكن ماذا عساي أن أقول؟ حسبي الآن دعوة أتضرَّع بها إلى السميع المُجيب أن يُكرمَ نُزلك ويوسعَ مُدخلك ويجعلَ الفردوس مثواك.

كلمة أخيرة:

غازي...

لم تتقلَّد تلك المناصب عبثاً، أنتَ بالفعلِ أهلٌ لها.

مرجعنا أنت إن أحببنا الثقافة والفكر، أو عشقنا النثر والشعر، أو خُضنا في السفارة أو تزعَّمنا الإدارة، أو حتى تقلَّدنا الوزارة.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد