Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/08/2010 G Issue 13841
السبت 11 رمضان 1431   العدد  13841
 
غازي أيها الحيُّ
عبدالعزيز بن ناصر المانع (*)

 

رحمك الله أيها المفارق جسماً، الحيُّ ذكراً.

عرفتُ غازي - رحمه الله- عندما التحقتُ بجامعة الملك سعود عام 1977م، لكنها ليست معرفة شخصية، بل من خلال وهجه العلمي والأدبي والشعري وكتاباته النقدية والاجتماعية الصريحة المخلصة. عرفته من خلال قلمه الشجاع الذي كان يبيِّض به آراءه بكل وضوح وبكل إخلاص لهذا الوطن لا يوازيه إخلاص.

كنتُ أظن أنَّ الله- سبحانه- الذي وهبه بسطةً في الجسم أضاف إليها شيئاً من علو في التعامل حتى زرته يوماً في مكتبه الوزاري لأهديه بعض ما نشرتُ من كتب، عن صديقه شاعر العربية الأول: المتنبي، فوجدتُ رجلاً مملوءاً بالتواضع، مملوءاً بالأريحية، مملوءاً بالروح الشفافة الرقيقة، يحدثني - أنا البسيط وهو الوزير- وكأنه يعرفني منذ سنوات!

غازي: ما أروع تواضعك!

يا غازي: يا من غزوتَ كل بيت في هذا الوطن:

دخلته مضيئاً له الكهرباء

ودخلته حاملاً له الدواء

ودخلته موفراً له العمالة التي تريحه: عاجزاً أو محتاجاً أو موسرا.

كل مخلص في هذا الوطن- حتى وإن اختلف معك- مدين لك، حزين لفقدك، لأن كل مواطن يجزم بأن الزمان قلَّ أن يجود بمثلك وبمثل إخلاصك وبمثل شجاعتك ومقدرتك.

غازي: يا لك من راحل عظيم!

رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.

(*) جامعة الملك سعود


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد