Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/08/2010 G Issue 13841
السبت 11 رمضان 1431   العدد  13841
 
(سعودة) الأطباء في قطاعاتنا الصحية.. إلى أين؟!

 

قرأت الجزيرة ليوم الجمعة الموافق للثالث من شهر رمضان المبارك ولفت انتباهي رأي الجزيرة بعنوان (أطباء بلا عمل) وقد جاء في المقال تكدس المستشفيات الحكومية والأهلية بالأطباء الوافدين ومن كل الجنسيات على حساب توظيف الأطباء السعوديين.. الخ.

الجميع يشهد بالجهود الحثيثة والجبارة التي تبذلها حكومتنا الرشيدة في سبيل تعليم الشباب السعودي وتأهيله ليكون من قيادات هذا الوطن، والذي ينتظر من أبنائه رد الجميل، ويكون ذلك بالمشاركة بدفع عجلة النهضة الشاملة والتي تنقلنا بإذن الله لمصاف الدول المتقدمة، الجميع يعرف حجم الميزانيات الهائلة التي وفرتها الدولة في سبيل تطور الخدمات الصحية للمواطنين، ولكي يتمكن كل مريض أياً كان مرضه من العلاج في أي مستشفى كان، ولكن واقع وزارة الصحة غير ذلك، حتى أصبح المواطن البسيط لا يستطيع الوصول إلى المستشفيات الكبيرة والمتخصصة ولا بمجرد الحلم، ويجب على المريض وذويه أن يبقوا تحت رحمة المستشفيات الأخرى التي ليس لدى كوادرها حولاً ولا قوة إما لعدم تأهيلهم وسوء تشخيصهم، أو تعذرهم بعدم وجود الأجهزة المتطورة التي يتبين من خلالها تشخيص المرض.

إنني هنا أضع عدة نقاط بين يدي رجالات وزارة الصحة ومسؤوليها الكرام.

نلاحظ اهتمام وزارة الصحة بجلب أطباء من الخارج وإغفال الأطباء السعوديين المؤهلين وهذا مشاهد على أرض الواقع ولا يحتاج دليلا وقد رأيناه بأعيننا، حيث ورث ذلك غلق أبواب التوظيف للأطباء الوطنيين كما يلاحظ أسلوب التنفير والتطفيش وتضييق الخناق على من تم توظيفهم من السعوديين حتى أعلنوا الرحيل، وللأسف كلما استبشرنا بقدوم طبيب سعودي، ما يلبث إلا ويحمل حقائبه راحلاً بسبب المضايقات اليومية من بعض الأطباء الوافدين، نتساءل عن سر بقائهم عشرات السنين وليتهم قدموا للمريض ما يشفع لهم بالبقاء!

المراكز الصحية لا نجد فيها طبيباً سعودياً أو طبيبة في محافظاتنا، ما السبب يا ترى في ذلك، علما أننا ومن خلال ترددنا على تلك المراكز حفظنا الأدوية التي تصرف فيها (هيستوب، فيفادول، مضاد حيوي) مع قياس درجة الحرارة وأخذ الضغط أحياناً!! أظن أن أي شاب سعودي درس مبادئ الطب يستطيع العمل في تلك المراكز بدلاً من الأطباء الوافدين.

والطبيب السعودي نراهن على نجاحه متى ما أتيحت له الفرصة، وابتعد عن مضايقة الآخرين الذين يرون أنه سوف يأخذ مكانهم!!

الرواتب والبدلات والمحفزات، لماذا لا يتساوى السعودي مع غيره من الأطباء الأجانب؟! فالواقع المشاهد أن أضعاف الرواتب وبدلات السكن للأطباء الوافدين بينما تتقلص كثيراً لدى الأطباء السعوديين وذلك في المستشفيات الحكومية، أما المراكز والمستوصفات الأهلية فأغلبها لا تريد استقطاب السعوديين بحجة عدم الجدية وارتفاع الرواتب، وحججها بذلك واهية، فالسعوديون أثبتوا جدارتهم وجديتهم وكفاءتهم في الكثير من المواقع الهامة.

نلاحظ بعض الأطباء السعوديين يعملون أعمالاً إدارية تبعدهم عن مهنتهم الأم، ومرضاهم الذين هم أحوج بهم من روتين يومي يستطيع القيام به أي إداري أو موظف، إلا إذا كان ذلك يدخل ضمن سلسلة الإقصاء والإبعاد نتيجة لتكتلات الأطباء غير السعوديين.

وفي الأخير: يجب الاهتمام بصحة الإنسان وسلامته وإمكانية علاجه في أي مكان من المملكة، ويتحقق ذلك في تأهيل المستشفيات لاستقبال أي حالة مرضية بعيداً عن الواسطة والمحسوبية، والأمر الآخر: شبابنا الطموح من الأطباء والفنيين والممرضين وغيرهم والذين نفخر بهم في المحافل الدولية، يحتاجون إلى التفاتة من وزارة الصحة والنظر إليهم بأنهم سواعد بناء تنبض قلوبهم حباً لهذا الوطن الذي علمهم وسعى لتأهيلهم وبذل الغالي والنفيس من أجل رؤيتهم يعملون في قطاعاته الصحية بكل جد واقتدار، شريطة إعطائهم الفرصة وعدم التضييق عليهم، ومساواتهم بزملائهم من الأطباء الوافدين.

محمد بن عثمان الضويحي


الزلفي - mod330@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد