Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/08/2010 G Issue 13842
الأحد 12 رمضان 1431   العدد  13842
 
هل يتكرر غازي مرة أخرى؟
بهية بوسبيت

 

من الأشياء الصعبة التي تواجه أي إنسان منا أن يعيش على ما أو ينتظر حدوث شيء مهم ليتحقق، لكن الأصعب من ذلك أن يصحو على موت هذا الأمل فجأة ويصدم بالحقيقة المرة التي تحول بينه وبين تحقيق هذا الأمل أو حدوث هذا الشيء المرتقب.

هكذا نحن كنا جميعا محبو د.غازي القصيبي، أفراد شعب، ومحبو الأدب والثقافة، وعاشقون للوطن، وفخورون برجله المخلص... كنا جميعا كأفراد أسرته والمقربين منه ومحبيه نتابع رحلة علاجه، وننتظر عودته لمقر وزارته بعد انتهاء فترة النقاهة ليعود من جديد وقد شفاه الله وعافاه، لكن خبر الوفاة كان صدمة قوية، ومفاجئة للجميع حيث حدثت في الوقت الذي كان الجميع يتنظر عودته سالما معافى، كانت الصدمة قوية والخبر مؤلما وأنا أفتح رسالة نادي الأحساء الأدبي التي وصلت على هاتفي الجوال ظهر يوم الأحد 5- 9 - 1431 تخبر بوفاة وزير العمل والأديب الاستثناء غازي القصيبي وتنقل التعزية لجميع الأدباء والمثقفين والمثقفات لا أستطيع وصف مشاعري في تلك اللحظة ومرت دقائق معدودة ورحت أقرأ الرسالة من جديد لأ تأكد مما قرأته، عندها رحت أدعو له بالمغفرة والرحمة وأن يسكنه الله فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان ويمدهم بطول العمر، وسرعان ما تذكرت رؤيا كنت قد رأيتها في صباح هذا اليوم فقد رأيت فيما يرى النائم (أني أسمع صوت أذان ثم صحوت وتعوذت من الشيطان الرجيم، ونظرت للساعة فلم يكن وقت أذان) ومعنى هذا في علم التفسير أنني سأسمع خبراً ما وقد يكون سيئا وظللت في قلق وخوف وتفكير حتى نمت لفترة بسيطة، فكان خبر رحيل ابن الأحساء المخلص وابن الوطن البار، وفقيد الأدب والثقافة، وصاحب الوزارات المتعددة، والإدارة الناجحة والإنسان المتعدد في رجل واحد، فهل يتكرر هذا القصيبي من جديد؟! وهل تكشف لنا الأيام شبيهاً في المواهب المتعددة، والتواضع والإخلاص الوطني، ومراعاة الله...إلى غير ذلك من الصفات الجميلة التي تجعلنا نفخر به كونه ابن الأحساء وإن عاش فيها القليل فقط. لا يسعني في هذا المقام إلا أن أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، ونائبيه، وإلى أبناء القصيبي وابنته ووالدتها، وجميع أفراد أسرة القصيبي بخالص العزاء وصادق المواساة راجية من الله العلي القدير، أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يشمله بواسع رحمته، ويسكنه أعلى فراديس الجنان.

الأحساء


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد