Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/08/2010 G Issue 13842
الأحد 12 رمضان 1431   العدد  13842
 
قرار حاسم
خالد عبدالعزيز الحماد

 

هناك فئة من الناس لا هم لها إلا أن تكون داخل دائرة الضوء وأن يسمع صوتها وأن يقرأ كلامها.. لا هم لها سوى أن تتصدر المشاهد وأن تكون الصورة واضحة وبارزة ونحن لا نحسدهم على حضورهم وكثرة ظهورهم في وسائل الإعلام وقنوات الفضاء لو كانوا فعلاً مؤهلين متمكنين ومتخصصين،

وبذلوا جهداً كافياً يؤهلهم للمناقشة والمشاركة في ذات الموضوع المطروح ولم يتعرضوا لديننا واحترموا مقدساتنا وحافظوا على تماسك أمتنا وتلاحم مجتمعنا وأمن وطننا لكن هذه الفئة اختصرت الطريق وتعجلت الظهور وبحثت عن أسرع الطرق وأقصرها للشهرة بلا عدة ولا عتاد بل حتى على حساب الدين فقد يتقول بأقاويل يثير فيها لغط وشكوك يفتن بها عوام الناس ويشككهم في دينهم ومعتقدهم ولا يهمه ذلك ويوقظ ضميره.. المهم أن يحصل على مبتغاه وهو الظهور في المشاهد والشهرة.

وقد لاحظنا كثرة هؤلاء المتعاملين المتطفلين المتسلقين على أكتاف الكبار من العلماء والمتخصصين وعلى المؤسسات الشرعية المعتبرة وقد لاحظنا جرأتهم وتجاوزهم على حدود الشرع والدين حتى تصدروا للفتوى واستغلوا مساحة الحوار المفتوحة في بلدنا وسماحة ديننا واتساعه وفتحه أبواب الاجتهاد للأئمة العالمين المتخصصين والمتأصلين في مجالهم استغلوا ذلك وسلطوا ألسنتهم على كل شيء بلا أدب ولا احترام ولا تقدير ولا توقير وقبل ذلك بلا خوف من الله أن يتقولوا في أمور الدين بلا علم لكن هيهات.. هيهات.. جاءتهم الكلمات الحاسمة والخطاب الشافي والأمر الملكي الصارم الوافي.. ليس هناك مجال للعبث ليس هناك وقت للفوضى واستمرار السخف.. كانت الحكومة بقيادة خادم الحرمين -حفظه الله- حليمة ومتعقلة لا تتعجل في التعامل مع أي حدث وكذلك صبورة لكن رصيدها من الصبر قد نفد في التعامل مع هذا العبث والفوضى التي مست أغلى ما نملك وهو ديننا وأمننا ووطننا.. وبلدنا - ولله الحمد عرف عنه الحكمة والكلمة البليغة والتوازن في التعامل مع سائر الأحداث حتى أصبحنا نمثل مرجعية لصوت العقل في عالمنا العربي والإسلامي.. لكن ما حدث من عبث وما صدر من فتاوى وفوضى في مشاهدنا الثقافية ووسائل إعلامنا قد يشوش على رؤية البعض تجاهنا وتجاه بلدنا.. الذي هو قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ومحط أنظارهم ومؤسساتنا الدينية ومراجعها محل قدوة ومحل احترام وتقدير جل عالمنا الإسلامي. الأمر الملكي الذي صدر -ولله الحمد- حد من هذه الفوضى ولجم هذا الهراء وأخرس الألسنة المتعاملة التي تجاوزت وتعدت حدود الشرع والأنظمة والقوانين.. همها فقط أن تكتب وأن تقول وأن تتصدر المشاهد والمنتديات وأن تبرز صورتها واضحة في القنوات.

حقيقة أمر ملكي مفرح ومبشر وفي نفس الوقت صارم وحاسم وجاء في توقيت مناسب فالمعنيون والمقصودون في هذا الخطاب ما برحوا يتذوقون طعم ثرثرتهم وهرائهم، وأسماؤوهم تضيق بها الساحات فهم في قمة مجدهم المزعوم.. لكن كلمات خادم الحرمين -حفظه الله- الحاسمة والقاطعة أسقطتهم من قممهم الخادعة وهدمت عروشهم من القواعد.. فلا مكان للجهل والفوضى والتعالم والتفاقه.. المكان الآن لأهل العلم.. أهل الذكر الكلمة في مهبط الوحي ومنطلق الرسالة لأهل التأصيل الشرعي وأهل العلم.. الآن يتلاشى الجهل ويغيب الوهم.. وتبرز الحقيقة وتظهر الفتوى بثياب الهيبة والوقار لأنها -إن شاء الله - ستصدر عن مؤسسة مؤهلة ومؤصلة ومعتبرة.. المشرفون والقائمون عليها من الفضلاء الذين انتخبوا لعلمهم وأهليتهم ولفقههم وورعهم.

ما أجمل الكلمات عندما تكون نافذة وحاسمة كالسيف تستأصل ورم خبيث تفشى في جسد المجتمع وتعذرت معه جميع المعالجات - ما أجمل الكلمات عندما تحد من مرحلة تفشت فيها الفوضى وانتشر فيها العبث.

شكراً لك خادم الحرمين على هذا الأمر والكلمات النافذة فهكذا أنت وهكذا كلماتك دائماً في وقتها وفي مكانها هذا ما تعودنا عليه منك.. كلمات تحكي واقعنا وتعالج جروحنا وتصب في صالح ديننا ووطننا وأمتنا المسلمة.. فشكراً لك وحفظك الله ورعاك وجعلك ذخراً للدين والأمة والوطن.



alhamada1427@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد