Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/08/2010 G Issue 13842
الأحد 12 رمضان 1431   العدد  13842
 
غازي الوزير ينحاز إلى الشاعر
محمد بن عبدالعزيز الفيصل

 

«كل هذه ألقاب عابرة ووظائف زائلة ولكن إذا كان لا بد من خيار فسوف أنحاز إلى الشاعر، والشاعر وحده، بعد خمس مائة سنة أطمع أن يذكر الناس الشاعر ولا أظن أن أحداً سيذكر الوزير...». كانت تلك الكلمات المقتضبة جزءاً من حواري (المسهب) مع معالي الدكتور غازي القصيبي - طيب الله ثراه - في مكتبه بوزارة العمل بالرياض، فكان موقناً بأن غازي (الوزير) لن يدوم للناس وأن كل تلك الألقاب زائلة وستذوب ويختفي سحرها بمجرد أن يفارق صاحبها الحياة ولذا اختار لقب الشاعر وفضَّله على غيره من الألقاب البراقة التي سيظل يركض خلف سرابها آلاف اللاهثين من البشر وسيتشبثون بها بعد تقاعدهم وحتى بعد أن يفارقوا هذه الحياة.

غازي...

غازي (الكبير) بسجله الحافل بالعطاء والنجاح اللذين ظلا مرافقين له حتى ساعة رحيله من هذه الدنيا.

غازي (المتواضع) بأريحيته المنسابة على تقاسيم وجهه الباسم، الذي ستظل تبكيه السفارات والوزارات التي اقترن اسمه بها ردحاً من هذا الزمان الذي انقضى ومضى ليكون جزءاً مشرفاً من تاريخ هذا الوطن المعطاء.

غازي (المخلص) الذي نسي نفسه في معمعة العمل، فكان جهده الدؤوب يترجم هدفاً واضحاً ظل يسعى له طيلة حياته وهو خدمة هذا الوطن الذي فاضت بحبه أهازيج شعره ونثره.

عن أي غازي سأتحدث؟!، فقلمي سيتوه بين ذلك الكم من الألقاب والنجاحات التي يحتاج الحديث عنها آلاف الصفحات والصفحات لعلها تفيه حقه... رحل الاستثناء غازي القصيبي عن هذه الدنيا بهدوء دون أن يودع أحداً في هذا الشهر الكريم الذي أسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر له فيه وأن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه إنه سميع مجيب.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد