Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/08/2010 G Issue 13842
الأحد 12 رمضان 1431   العدد  13842
 
القصيبي فقيد الوطن
د. فهد بن سليمان النافع

 

في السنة الأولى التي تولى فيها معالي الأستاذ الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي - رحمه الله - منصب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة وأيرلندا, كان لي زيارة لبريطانيا مع أحد الزملاء، وكانت سفارة المملكة في لندن هي المحطة الأولى لنا ..

.. لزيارة بعض الأصدقاء في السفارة في صبيحة يوم الجمعة.

كنت حريصا على أن أعرف كل شيء عن معالي السفير وبشكل خاص في إدارته وتعامله مع موظفيه بالسفارة, فكان الثناء والمديح لمعاليه وبشكل خاص تواضعه مع موظفيه وتفهمه لوضعهم المادي حيث غلاء المعيشة في لندن.

حيث ذكروا لنا أنه حصل كل موظف بالسفارة على خمسة عشر ألف جنيه إسترليني أي ما يعادل آنذاك تسعون ألف ريال سعودي من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - بطلب من السفير. وقد حاول معاليه أن تكون عادة سنوية لأعضاء السفارة.

ومعروف أن الدكتور غازي هو أول من طالب برفع نسبة مخصصات المبتعثين في بريطانيا لقربه من هموم الطلبة المبتعثين, فقد كان قريبا منهم لأنه يألف ويؤلف.

بعد الإفطار مع الزملاء بالسفارة ومرور الوقت ودخول وقت صلاة الجمعة ذهبت مع صاحبي لمسجد السفارة وكان وقتها في الدور الأعلى من السفارة قبل أن يصبح في الدور الأسفل لاحقا. كنت أجلس مع صاحبي في المسجد وأتحدث عن الدكتور غازي القصيبي وأسأله: هل تتوقع أن يصلي معنا السفير في المسجد أو يصلي في مكان آخر؟ فرد صاحبي قائلا: هذا علماني لا يصلي مع المسلمين. لحظات وإذا بشخص يدخل من الباب الأمامي من المسجد وهو أول شخص في السفارة يدخل المسجد, فإذا هو معالي السفير الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - الذي صلى تحية المسجد وجلس بجنبي في روضة المسجد. نظرت لصاحبي وقلت له وماذا تقول الآن؟ هذا السفير يدخل المسجد قبل كل الموظفين الذين يعملون تحت إدارته.

رحم الله الدكتور غازي القصيبي الذي هو أكثر من أنشد بالوطن ودافع عنه من أشرس أعدائه. لقد ضرب معاليه أروع ملحمة الإنسان الأمين والمتواضع وخير من مثل وطنه أمام الشعوب الغربية والمتحضرة.

لقد حاز ثقة الملوك خالد وفهد رحمة الله عليهما وثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله متعه الله بالصحة والعافية.

أخيراً أعزي وطني بفقده, وأقول يا وطني لقد مات من أنشد فيك قائلا:

نفط يقول الناس عن وطني ما أنصفوا وطني هو المجد

أمين الهيئة المشرفة على كرسي الجزيرة بجامعة القصيم


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد