العديد من الحوادث المنزلية تبدأ من المطبخ.... ولو أحصينا الحوادث التي يباشرها رجال الدفاع المدني لوجدنا أن نسبة كبيرة منها كانت شرارتها الأولى قد بدأت من المطبخ... ولعل التقدم الذي نعيشه في مختلف المجالات أفرز لنا مخاطر مختلفة ساهمت في تهديد حياة الإنسان... وأنا هنا لست بذلك الشخص الذي يرسم الحياة باللون الأسود.... أو متشائماً ومحذراً من ذلك التقدم الذي يجتاح العالم كله.... ونحن جزء من هذا العالم.... ولم أكن ذلك الرجل الذي يغفل عن توفر الوعي والثقافة لدى المواطن... فالعديد من أبناء وبنات هذا الوطن - ولله الحمد- يملكون من الوعي ما يجعلنا نتفاءل أن مستقبل التوعية سيؤتي أُكله عاجلاً غير آجل بإذن الله تعالى... ولكنه الحرص والتذكير الذي أتمنى أن يصل لقلوب مفتوحة...
يأتي هذا الشهر الكريم ليضع البعض - خصوصاً ربات المنازل- على المحك الحقيقي لتطبيق ما يشاهدنه من توجيهات ومواد إعلامية ومواد توعوية تتحدث عن السلامة العامة وكيفية تجنب أو مواجهة تلك المخاطر التي تحيط بنا في كل اتجاه...
ولا شك أن طهي بعض أصناف أطباق رمضان بالزيت أو ما يُسمى ب(القلي) سيكون له نصيب وافر من موائد هذا الشهر الكريم... ولا شك أن حرائق هذا النوع من أصعب وأشد الحرائق لو لم يتعامل معه أصحاب المنزل بالطريقة السليمة والمأمونة... وهي في نفس الوقت من أسهلها لو تم التعامل معه بالشكل المطلوب.. وهو ما سأخصص له حديثي معكم في هذا اليوم.
تشير العديد من الدراسات إلى أن الارتباك وسوء التصرف له علاقة قوية ومباشرة بنتائج وتبعات حوادث الحريق... فكل ما اتسم التصرف بالهدوء والحكمة جاءت نتائج الحادث أقل وتبعاته أهون.... والعكس أيضاً صحيح..... ولعل تشتت انتباه ربة المنزل ومحاولتها سرعة إعداد وتجهيز المائدة يجعلها تقع ببعض الأخطاء التي قد تتسبب لها ولبقية أفراد الأسرة بالخطورة... وهنا سأضع بعض الإرشادات التي تساعد - بإذن الله- جميع أفراد الأسرة على تلافي المخاطر... وكذلك كيفية التصرف المناسب في حال حدوث تلك المخاطر...
كيف تشتعل الزيوت؟
- هذا هو السؤال الأهم في موضوعنا لهذا اليوم... ولو تعرفنا على آلية احتراق الزيت لتمكّنا من التعرّف على الطريقة الأسهل لإخماده!!
يعلم الجميع أن الزيوت من المواد سريعة الاشتعال وإذا تعرضت للحرارة العالية فقد تحققت فيها أركان مثلث الحريق وهي (الوقود، الحرارة، الأكسجين) وعكس هذه النظرية هي ما تُسمى بنظرية الإطفاء وهي منع أو حجب عنصر من هذه العناصر الثلاثة.... ووفقاً لهذه النظرية فإن لكل مادة مشتعلة طريقة محددة لإخمادها... وعليه فإن الزيوت المشتعلة يتم إخمادها بحجب أو منع الأوكسجين عنها وهو ما يسمى بعملية (الخنق).
عندما يبدأ الزيت بالاشتعال يجب علينا اتباع الخطوات التالية:
التصرف بهدوء وحكمة وعدم الارتباك.
وضع قطعة من القماش تكون مبلَّلة بالماء على الإناء المشتعل لحجب الزيت عن الهواء الخارجي.
إغلاق مصدر الغاز بإحكام.
الحذر من وضع الماء على الزيت لأن ذلك يزيد من اشتعاله.
وللتقليل من فرصة احتراق الزيت يجب علينا اتباع ما يلي:
عدم رفع درجة حرارة الزيت بصورة عالية.
عدم ملء إناء (القلي) بالزيت.
عدم سكب الماء على الزيت مع عدم استخدام الأشياء المبللة بالماء مع الزيت مباشرة، بل يجب تجفيفها قبل غمرها بالزيت الحار.
عدم ترك الزيت على النار والانشغال عنه بعمل آخر.
متابعة العاملات المنزليات ومحاولة زيادة وعيهن في جميع أنواع الحوادث وخصوصاً حوادث الزيوت المشتعلة.
التنظيف المستمر للأفران ومواقد الغاز حتى لا يكون فيها أثر لبقايا الطعام أو الزيوت مما يساعد على احتراقها.
تظن بعض ربات المنزل أنها عندما تنتهي من عملية الطهي قد أصبحت وأفراد أسرتها في مأمن عن المخاطر المتعددة!! ولكن الحقيقة تقول إنها تجاوزت خطوة وتبقى لها خطوات... لهذا ينبغي عليها أن تضع ما تم استخدامه من الزيوت في مكان آمن وبعيداً عن متناول الجميع... وأن يتم تغطيته بإحكام لا يمكن معه لأي شخص من فتحه بسهولة.
قبل أن أودعكم: ما زالت ذاكرتي تختزن صورة تلك العائلة التي أفطرت اليوم الأول من رمضان في المستشفى والسبب هو انسكاب الزيت الحار على يد الأم وهي تقوم بإعداد وجبة الإفطار للعائلة.
ومضة أخيرة: إن وجود طفاية حريق مناسبة داخل المطبخ يساعد كثيراً على مكافحة الحريق عند أول لحظاته.
مدير إدارة العلاقات والإعلام والناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة القصيم