Al Jazirah NewsPaper Monday  23/08/2010 G Issue 13843
الأثنين 13 رمضان 1431   العدد  13843
 
أعرب عن شكره لخادم الحرمين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني
الأمير سلمان : تسجيل (الطريف) في قائمة التراث العالمي إبراز لمكانة المملكة

 

الجزيرة- عبيد الشحادة :

أنهت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو دورتها الرابعة والثلاثين والتي اجتمعت في برازيليا، في 25 تموز-يوليو الماضي، عملها في مجال دراسة المواقع المرشحة لتضاف على قائمة التراث العالمي، وقائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.

وقد أدرجت اللجنة، في دورتها التي انعقدت برئاسة وزير الثقافة البرازيلي خواو لويز دا سيلفا فيريرا، 21 موقعا جديدا على القائمة منها 15 موقعا ثقافيا و5 مواقع طبيعية وموقع واحد مختلط (طبيعي وثقافي)، الأمر الذي يجعل عدد المواقع المدرجة على القائمة 911 موقعا. منها 704 مواقع ثقافية و180 موقعا طبيعيا و27 موقعا يدخل ضمن الصنفين، في 151 دولة من الدول الأعضاء .

وقد سجل للمملكة العربية السعودية للمرة الثانية موقع على القائمة هو حي الطريف بمدينة الدرعية، بعد موقع الحجر (مدائن صالح) في الدورة الماضية.

وقد أعرب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين, وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على دعمهم ورعايتهم للجهود الرامية للحفاظ على التراث الوطني وتنميته ليبقى مصدراً للاعتزاز ومورداً ثقافيا واقتصادياً.

وأكد سمو أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا لتطوير الدرعية، أن موافقة لجنة التراث العالمي في اليونسكو على تسجيل حي الطريف في الدرعية التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي يمثل إقراراً عالمياً بالقيمة التاريخية الكبيرة لهذا الموقع الأثري وإبرازاً للمكانة التاريخية للمملكة، وما تزخر به من إرث حضاري كبير.

وأوضح سموه أن المملكة العربية السعودية تملك الكثير من المقومات الحضارية والتاريخية، ومن المهم نقل هذه الثقافة والحضارة للعالم والتفاعل مع التغيرات العالمية، لكي تبرز المملكة مساهمتها في التحولات الحضارية العالمية.

وقال سموه: إن تسجيل الدرعية التاريخية في قائمة التراث العالمي يترتب عليه بذل المزيد من الجهود لحماية الموقع والمحافظة عليه وتهيئته وتأهيله وفقاً للالتزامات الفنية والبرنامج الزمني الذي تقدمت به المملكة في ملف الترشيح وخطة الإدارة، ووفقاً لمتطلبات ومواصفات مركز التراث العالمي وبالمستوى الذي يليق بالدرعية كموقع تراث عالمي وبسمعة المملكة ذات الجهود الدائمة والداعمة لليونسكو. مشيراً إلى أن ضم الدرعية إلى قائمة التراث العالمي يؤكد إضافة إلى أهميتها التاريخية والعمرانية، أهميتها السياسية عاصمة للدولة السعودية الأولى, ومركزا علميا وثقافيا في الجزيرة العربية.

وأوضح سموه أن تسجيل هذا الموقع يُعزز القيمة التاريخية للجزيرة العربية كموطن قديم لحضارات بشرية متنوعة .

ويعد حي الطريف في الدرعية التاريخية الموقع السعودي الثاني الذي يتم تسجيله في قائمة التراث العالمي بعد اعتماد تسجيل موقع الحجر (مدائن صالح) للقائمة بتاريخ (الاثنين 4-7-1429هـ الموافق 7-7-2008م). وهما موقعان ضمن المواقع الثلاثة التي صدرت الموافقة السامية الكريمة عام 1427 هـ على أن تتولى الهيئة العامة للسياحة والآثار استكمال إجراءات تسجيلها في قائمة التراث العمراني وهي مدائن صالح وحي الطريف بالدرعية، وجدة التاريخية حيث تم تقديم ملف ترشيحها لليونسكو وفي انتظار النظر فيه في الدورة القادمة للجنة التراث العالمي.

وبهذه المناسبة رفع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود , وسمو ولي عهده الأمين, وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على دعمهم ورعايتهم للجهود الرامية للحفاظ على التراث الوطني وتنميته .

وأشاد سموه بالجهود المبذولة من اللجنة العليا لتطوير الدرعية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض التي عملت على تنفيذ مشروع متكامل في إطار برنامج إحياء الدرعية التاريخية ، والحفاظ على هذا الموقع التاريخي المهم وتطويره, منوها سموه بالشراكة المميزة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض لحماية الدرعية التاريخية والعمل على إنجاز مشروع مهم لتطويرها بهدف إبرازها وتهيئتها كموقع وطني ثقافي.

ووجه سموه في ختام تصريحه الشكر والتقدير لشركاء الهيئة في هذا المشروع، ولمنظمة اليونسكو، وللمندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس على المتابعة الدؤوبة، ولمندوبي الدول الصديقة في لجنة التراث العالمي، ولفريق الهيئة وفي مقدمتهم نائب الرئيس للآثار والمتاحف الدكتور علي الغبان الذي عمل على إعداد ملف ترشيح حي الطريف بالدرعية وتقديمه والدفاع عنه في اجتماع اللجنة في البرازيل حتى تحقق هذا الإنجاز.

من جهته قال سفير المملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو الدكتور زياد الدريس: «إن تسجيل حي الطريف بالدرعية في لائحة التراث العالمي لم يكن أمراً سهلاً أو يسيرا» مبرزاً أن تسجيل المواقع الآثارية في لائحة التراث العالمي هو امتياز ثقافي تمنحه هذه المنظمة الدولية الكبرى (اليونسكو ) المعنية بثقافة وتراث وذاكرة العالم.

وأوضح الدكتور الدريس في تصريح صحفي أن هذا الامتياز الذي يعود على الموقع والدولة بمكاسب معرفية ومادية ومعنوية ، ينطوي بالمقابل على التزامات وضوابط يجب اتباعها ، وإلا أصبح الموقع مهدداً بإسقاطه من اللائحة.

وأشار إلى أن موقع مدائن صالح ( الذي سجل عام 2008 م ) كان هو الأسهل في تسجيله بلائحة التراث العالمي ، وأن موقع جدة التاريخية ( الذي سيناقش عام 2011 م ) سيكون هو الأصعب بالنظر إلى حالة الموقع المأهول بالسكان الذي تعرض إلى عدد من حوادث الانهيار والحريق والاستخدام السيئ للموقع من فئة من ساكنيه الذين لا يدركون أبعاده التاريخية والتطلعات المرسومة للحفاظ عليه كمكنون ثقافي وطني يراد له أن يكون عالميا بإذن الله، مؤكداً أن القرارات التي وجه بها سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأسبوع الماضي ستخفف من تعقيدات وضع الموقع ، وخصوصا قرار تعيين إنشاء بلدية جدة التاريخية وتعيين رئيس لها.

هذا ويمثل اختيار « حي الطريف « بمحافظة الدرعية شمال غرب مدينة الرياض 20 كلم ليكون ضمن قائمة التراث العالمي؛ تقديراً عالمياً بالقيمة التاريخية لهذا الموقع الأثري، وإبرازاً للمكانة الآثارية للمملكة. « الدرعية « المعروفة قديماً ب « العوجاء « واحة غنّاء تتزين بالنخيل وترفل بالنسيج العمراني الفريد الذي يشكل لوحة فنية راقية للعمارة التقليدية في نجد ووعاءً تراثياً وثقافياً تطل من خلاله على العالم.

تجدر الإشارة إلى أن الدرعية صُنع فيها التاريخ بأمجاد الآباء والأجداد، إذ شهدت أكبر حركة إصلاحية دينية في العالم الإسلامي، ففي العام 1158هـ الموافق 1745م، كان الاتفاق على ميثاق الدرعية بين أمير الدرعية الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب، إذ اتفق الإمامان على الدعوة إلى تصحيح عقيدة الناس مما علق بها من الشرك والبدع والخرافات وذلك بالعودة إلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل ذلك باللسان والسنان، وبذلك الاتفاق العظيم، فتح التاريخ ذراعيه للدرعية، لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وبدأت الحركة الإصلاحية، وانتشرت الدعوة السلفية، وأصبح لها نفوذ واسع، ومؤيدون في أنحاء الجزيرة العربية، وفي خارجها، وما أن جاء القرن الثاني عشر الهجري، حتى صارت أكبر مدينة في جزيرة العرب، يؤمها العرب من اليمن، وعمان، والحجاز، والعراق، والشام.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد