Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/08/2010 G Issue 13844
الثلاثاء 14 رمضان 1431   العدد  13844
 
المنافقون!
رمضان جريدي العنزي

 

النفاق من أقدم المهن في التاريخ سوءا، لكونه مهنة غير مرغوب فيها لا إنسانيا ولا اجتماعيا ولا عقائديا ولكونه وسيلة للتقرب والمصلحة غير المشروعة، إن رأس هذه المهنة بسيط وسهل ويسير..

.. يتمثل في معتنقها من بعض الناس قدرته اللسانية وحذلقته الخطابية وتمرده وكذبه وبهتانه، وهذه الأساليب تختلف من واحد إلى آخر، إن أصحاب هذه المهنة الرديئة لديهم أساليب غير متحضرة، وقريبة من الإذلال وإراقة ماء الوجه، فيقدمون أنفسهم للمعنيين من الناس بنوع من التفريط أو مبالغة، إن المنافقين اسما وكيانا لديهم القدرة الفائقة على إراقة ماء الوجه حد الجفاف، إن الأمر المخيف والموجع حد الإدماء أن هذا المرض اللعين تسلل إليهم واستوطن في صومعتهم الخربة، إن مراحل النفاق على مر العصور ارتبط بمسميات كثيرة أهمها مسمى (المجاملة)، والمجاملة في حد ذاتها ليست سيئة وليست مسبة وليست لعنة، بل المجاملة البريئة في مفهومها الوجودي نوع من التودد الاجتماعي، ومن حسنات المجاملة البريئة أن أصحابها يكتفون فقط بتوجيه مجاملتهم وفق إنتاج أدبي راق ورفيع، لكن بعض المنافقين أصحاب النظم اللفظي الدسم والتراكيب الجملية الفضفاضة لا ينتمون إلى المجاملة البريئة والواقعية بشيء بل يطمحون إلى أكثر من المجاملة ذاتها، ويمتد طموحهم إلى أكثر من ذلك، فنراهم يتقافزون حيث تتواجد فرص الاستفادة، لا يعيقهم حر ولا برد، ولا تضنيهم المسافات البعيدة، يحضرون جميع المناسبات والفعاليات بمختلف انتماءاتها الاجتماعية، ولا يقف أمامهم أي فكر أو أيديولوجيا مادام في حضورهم تتحقق المكاسب الفورية أو العطايا الآجلة أو الوعود الهلامية التي سوف تمنحهم مستقبلا عامرا، إنهم بحق (منافقون) بامتياز وغير أبرياء، وبوضوح أكثر هؤلاء هم من أساؤوا للحياة وللوجود، لأنهم حتما لا يميزون بين الألوان الداكنة والألوان الفاتحة من أجل الوصول إلى أهدافهم الأنانية، إنهم انتهازيون بجد مع سبق الإصرار والترصد، كأنهم الأشباح في كل مكان، إذا أردت أن تعرف المنافقين بعمق ما عليك سوى أن تهز الكيس فيهزون لك الخصر ويخرجون لك الكلام.



ramadanalanezi@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد