Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/08/2010 G Issue 13844
الثلاثاء 14 رمضان 1431   العدد  13844
 

المجتمع والعصبية الجديدة
مهدي العبار العنزي

 

لقد ألغى الإسلام العصبية والعنصرية وألغى تميز جنس على جنس أو لون على لون لأن البشرية عانت طويلاً بأسباب هذه الأمور وعلى مر العصور وحتى عصرنا هذا لقد ظهرت في المجتمع وبكل أسف عصبية جديدة تهدم ولا تبني ولا تجعل للمحبة والوئام والتآلف مكاناً في أوساط المجتمع:

لقد كثر الحديث من خلال المجالس عن أعراف الناس وأصولهم وألوانهم فهذا بدوي وهذا حضري وهذا خط 220 وهذا خط 110!

بالله عليكم متى كان الناس يوصفون بهذا الوصف؟! فهل تحوّل الناس إلى خطوط وأسلاك كهربائية!! وهم بشر أكرمهم الله وأكد جل شأنه أن المؤمنين إخوة وتقتضي الأخوة عدم السخرية والتنابز بالألقاب، وأمر الله سبحانه وتعالى أن نكون أمة واحدة وألاّ يسخر قوم من قوم لأن إشاعة اللمز والغمز والتنابز بالألقاب تحطم المجتمع وتفرق الكلمة وما دمنا نؤمن أن الناس خلقوا جميعاً من أصل واحد فعلينا الاقتداء بالنبي الكريم الذي قال: (كلكم بنوا آدم وآدم خلق من تراب) ولندرك أن توحيد الأهداف والأفكار أهم بكثير من تصنيف الناس ولنعلم أن كرامة الإنسان وقيمته تزيد بفضل أعماله وإحسانه لا بقبيلته ولا بنسبه ولا بلونه وما دام ديننا الحنيف قد قضى على كل هذه الفوارق وأن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول:

(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وما دمنا في وطن واحد وديننا واحد وأهدافنا يجب أن تكون موحدة فإنه لا بد من الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى الذي قال:

?وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا? (85) سورة الأعراف.

والدين الحنيف يعتبر العلاقات الإنسانية وصلة بعض الناس ببعض بمنزلة صلة الأرحام لهذا فإنه على المجتمع تغيير المفهوم السائد الذي يدعو إلى التفرقة والتعالي والعصبية، وعلى كل إنسان أن ينظر إلى الناس كما ينظر إلى نفسه لأن الآخرين أناس مثله لهم الحق في الحياة ولا فرق بين أحد ولا فضل لأحد على أحد إلاّ بتقوى الله، إن المؤسف حقاً أن شعوب العالم المتقدم وصلوا إلى أعلى سلالم الرقي والتقدم أما نحن أحفاد الأخيار وأحفاد صناع المجد والقيم ننظر إلى مجتمعنا وكأن كل واحد منا ينتمي إلى حضارات أخرى أو شعوب لا تمت لنا بصلة وهمنا الوحيد هو متابعة كتب الأنساب الملفقة والتي تدعو إلى التفرقة وإلى البغض والحسد بين أبناء الوطن الواحد. فهذا قبيلي وهذا غير ذلك، إن هذا الأمر يدعو إلى أن يقف المجتمع بكامله ضد

هذه الخزعبلات وأن يقدر كل واحد منا الآخر على أن الجميع سواسية وتذكروا قول ال

شاعر محمد إقبال عندما قال:

ألم يبعث لأمتكم نبي

يوحدكم على نهج الوئام

*****

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد