Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/08/2010 G Issue 13844
الثلاثاء 14 رمضان 1431   العدد  13844
 
أضواء
أسلحة إيران
جاسر الجاسر

 

في آخر أعوام حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، نشطت الماكنة الإعلامية العراقية وأخذت تذيع أخباراً عن إنجازات متقدمة جداً في مجال التصنيع الحربي، وأخذت الدعاية العراقية العسكرية تتواصل في تكثيف نشر أنباء عن إنتاج وتطوير دبابات وناقلات جند وصواريخ وآخرها المدفع العملاق.

هذه الاختراعات والتطور العسكري العراقي، تهاوى ولم يصمد أمام الهجمة الأمريكية والغربية التي لم تحتج قواتها وأسلحتها لأكثر من أسبوع من القتال الفعلي ليصبح العراق جميعه محتلاً.

الآن إيران تمارس نفس اللعبة، لعبة (دعاية القوة)، ففي كل أسبوع يتم إطلاق منتج عسكري جديد توصل الإيرانيون إلى اختراعه أو تطويره، أو حتى استنساخه، ثم تصنيعه، فبالإضافة إلى عمليات تخصيب اليورانيوم (وهذا وحده قصة أخرى)، يواصل الإيرانيون الكشف عن إنتاج أسلحة متطورة وآخرها طائرة (كرار) التي تسير من دون طيار، وقبل هذه الطائرة أطلقت طهران صاروخ (قيام 1) والذي جاء بعد الإعلان عن إنتاج غواصات حربية، وزوارق بحرية خفيفة تتحول إلى أشبه بالطوربيد، كما أنتجت سفناً وبوارج حربية بحرية، إضافة إلى سلسلة الصواريخ (جو - جو) و(بحر - جو) و(أرض - جو).

مجموعة متكاملة من الأسلحة تكفي لتسليح جيوش دول وليس جيوش إيران فقط، وقد عرضت إيران تزويد عدد من الدول بما أنتجته من الأسلحة، ومن بين هذه الدول لبنان!!

كيف استطاعت إيران أن تحقق هذا المستوى وأن تصنع كل هذه الأسلحة التي تعلن عنها..؟

سؤال طرحته على أكثر من دبلوماسي، غربي، وعربي، وشرقي، وكانت الإجابات جميعها تربط بما فعله النظام العراقي السابق، وما قامت به الصين وكوريا الشمالية سابقا وهو لا يعدو عن استنساخ لسلاح أنتجه العراقيون سابقا والإيرانيون حاليا تقليداً لنسخة كورية أو صينية.

يشتري الإيرانيون السلاح وبموجب اتفاق أو حتى دون اتفاق بينهم وبين الدولة المصدرة، وبحضور خبراء من تلك الدولة يتم تصنيع نسخة إيرانية من ذلك السلاح، ويتحول اسم الصاروخ من (جراد) إلى (كرار).

مثلما تحولت صواريخ جراد الكورية الشمالية إلى صواريخ الحسن والحسين العراقية، والتي قلل العراقيون من شحنتها التدميرية ليزيدوا من مجالات طيرانها، ولذلك عندما سقطت صواريخ جراد العراقية المعدلة والتي أطلقها العراقيون على الرياض، لم تحدث أضراراً، لأنها صواريخ لا تحمل أكثر من 50 كيلو غراماً من الشحنة التدميرية.

الإيرانيون الآن يمتلكون أموالا باستطاعتهم تأمين خامات لتقليد ونسخ أسلحة خاصة بهم بتفويض من صناعها الأصليون وبوجود خبراء كانوا عاطلين فأوجد لهم الإيرانيون عملا، وهكذا مزجت صناعة الزوارق السريعة الأوروبية بالخبرة البولندية، وتحولت تلك الزوارق إلى طوربيدات واستنسخت الطائرات الكورية الشمالية بدون طيار، مثلما فعلت بنسخ الصواريخ والسفن الحربية.

دخلٌ يسند الرفاق في كوريا الشمالية ويقايض نفطاً مع الرفاق الآخرين، وتظل العبرة في قدرة هذه الأسلحة الدعائية في مواجهة ما يحشد من قوة تدميرية لاعتراض جشع القوة وطمع الهيمنة.



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد